انطلقت فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمونولوج وفنون المسرح بتندوف، في طبعته الثانية تحت شعار “الممارسة المسرحية.. معاً نحو طورٍ جديد”.
حضر والي تندوف دحو مصطفى رفقة السلطات المحلية مدنية وعسكرية، انطلاق المهرجان، الذي تشارك فيه العديد من الفرق المسرحية من مختلف الولايات، بحضور قامات فنية كبرى من الجزائر وتونس، تشرف على مدار 05 أيام على تأطير محاضرات وندوات على هامش التظاهرة.
الحدث المسرحي الأبرز بالولاية والذي انطلق بالوقوف دقيقة صمت ترحماً على أرواح شهداء طوفان الأقصى، يشكّل فرصة للفرق المشاركة من أجل الاحتكاك واكتساب مهارات في فن المونودرام، من خلال برنامج ثري سطّرته محافظة المهرجان بالتزامن مع انطلاق العروض التي ستتنافس على الجائزة الكبرى ثم جائزة التميّز في الابتكار الفني.
وأشارت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، في كلمة وجهتها الى المهرجان، تلاها نيابةً عنها اسماعيل إنزارن مدير تنظيم توزيع الانتاج الثقافي والفني بالوزارة، إلى أن فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمونولوج وفنون المسرح، تنطلق بتندوف رغم “أوجاعنا الكبيرة وقلوبنا معلقة بغزة المكلومة وفلسطين المظلومة”، وتهدف التظاهرة –بحسب الوزيرة- الى “تعزيز الدور الذي يلعبه المسرح في بعث الحياة الثقافية، من خلال مرافقة المظاهرات الهادفة والبنّاءة التي من شأنها ترقية الإبداع والحوار، لما يحتله هذا الفن من أولوية ومكانة مرموقة لدى الشباب المبدع حامل لمشعل الرقي والتقدم”.
وقالت الوزيرة إن تنظيم هذه التظاهرة ذات البعد الوطني، وفي ظرف استثنائي وعلى مدار 05 أيام، لم يكن ليحدث لولا النجاح الباهر للطبعة الاولى من المهرجان، والإصرار الكبير من المنظّمين على التحدي والاستمرار فيه، من خلال فعاليات الطبعة الثانية التي تحمل شعار “الممارسة المسرحية.. معاً نحو طورٍ جديد”.
وأوضحت أنه وبالرغم من تعذّر حضورها الشخصي للطبعة الثانية من المهرجان، إلا أن هذا الأخير –تقول وزيرة الثقافة- سيساهم بشكل كبير في اكتشاف ابداعات شبابنا، وهو فرصة ثمينة لترقية المواهب الشابة خاصة في جنوبنا الكبير، كما يشكّل هذا الحدث، سانحة كذلك، لنقف وقفة إجلال وترحم على فقيد خشبة المسرح وعميد الممثلين بتندوف المرحوم عبد الحليم زريبيع، الذي قدّم الكثير لهذه الولاية وللمسرح الجزائري،-تقول وزيرة الثقافة والفنون-، معلنةً عن افتتاح الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الوطني للمونولوج وفنون المسرح الذي سيمتد الى غاية 14 من الشهر الجاري.
من جهته، أشاد والي تندوف دحو مصطفى بمجهودات كبيرة تُبذل في سبيل النهوض بالفعل الثقافي الوطني الذي لطالما رفع رأس الجزائر وسمعتها عالياً.
وقال دحو إن الولاية التي تشرّفت قبل أيام بزيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ستشهد تحولاً جذرياً وزخماً اقتصادياً نتيجة ما رصده السيد الرئيس الجمهورية من مشاريع ضخمة لفائدة الولاية، ستحوّلها الى قطب اقتصادي بامتياز، منوهاً الى أن هذه الحركية الاقتصادية والتجارية ستواكبها حركية ثقافية تربوية، فلطالما كانت تندوف ولاّدة للشعراء، المسرحيين، الممثلين والكتّاب.
وعرّج والي تندوف للتذكير بتضحيات الرعيل الأول من المجاهدين الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل نيل الحرية والاستقلال، مذكّراً بمحطة 11 ديسمبر التي كانت بمثابة آخر مسمار يُدق في نعش الاستعمار الفرنسي.
وأردف قائلاً أن التاريخ الجزائري الناصع الذي ضرب أروع الملاحم البطولية من أجل نيل الحرية والاستقلال، هو نهج إخواننا في فلسطين الذين يسيرون على نفس الدرب وينتهجون نفس النهج التحرري.
واستطرد والي تندوف قائلاً أن الفلسطينيين يدركون أن التضحيات من ورائها نيل الدرجات العليا، وأن النصر قريب رغم المآسي، ورغم الدمار والشتات، ورغم الجثث التي نكّلت والبيوت التي هدّمت.
وتشهد الطبعة الثانية من المهرجان الثقافي الوطني للمونولوج وفنون المسرح حضور كوكبة من أعمدة الفن من الجزائر وتونس، على غرار د.عبد الكريم بن عيسى، د. حبيب بوخليفة، الفنانة نسرين بلحاج، الفنان هشام بوسهلة، الى جانب د. ريان كمال القيرواني من تونس والمخرج عزوز عبد القادر ود. رابح هوادف وأساتذة من المعهد العالي لفنون السمعي البصري وجامعة باتنة وتلمسان.
وتنظم ندوات فكرية وورشات تطبيقية وحاضرات، الى جانب عروض مسرحية تتواصل خارج وداخل المنافسة طيلة خمسة أيام، تتنافس على الجائزة الكبرى ثم جائزة التميز في الابتكار الفني.
وعن جديد هذه الطبعة، كشف محافظ المهرجان دريس بن حديد أن مناقشة العروض ستكون أول مرة مفتوحة أمام الجمهور، وتتزامن فعاليات المهرجان مع تنظيم ورشات على غير الطبعة الأولى لفائدة 40 متربصاً من خارج تندوف، بدعم من ديوان المؤلف والحقوق المجاورة.