أثنى إعلاميون على التعاطي الإيجابي لمختلف وسائل الإعلام الجزائرية مع القضية الفلسطينية، مشيدين بالموقف التاريخي لجريدة «الشعب» مع القضية التي وصفتها بالأولى وقضية الأمة، مؤكدين ضرورة بذل كثير من الجهود لأجل تحريرها من قبضة الاحتلال الصهيوني.
قال الدكتور محمد العربي الزبيري أحد الأقلام العريقة بجريدة «الشعب»، إن الفريق الأول المؤسس للجريدة حاول بكل ما يملك من قوة إسماع صوت القضية محليا ودوليا وإقامة الحكومة الفلسطينية.
وكإعلامي ضمن الفريق الأول الذي رافق قرار الإنشاء، أكد أن الجزائر قامت بدورها في مساعدة «أبو عمار» عندما طلب من الرئيس الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد المساعدة على تنصيب هذه الحكومة.
وأضاف المتحدث، «أوكلت لي في ذلك الوقت مهمة توحيد الكتاب الفلسطينيين، وكانت البداية مع الأمين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين الذي كان في دمشق، وتنقلت في إطار عملي الإعلامي الداعم للقضية إلى دمشق من أجل تقديم المساعدات في هذا الإطار»، مشيرا أن المسار التاريخي لجريدة «الشعب» يؤكد «احتضاننا الدائم للقضية».
بدوره أفاد الإعلامي السابق بالتلفزيون الجزائري عمر شايبي، في تصريح على هامش احتفالية تأسيس جريدة «الشعب»، التي خصصت لتكريم الشعب الفلسطيني، أن الإعلام العربي على قلب واحد ويد واحدة، قام بتغطية كل المستجدات الميدانية والسياسية منذ بداية الحرب. أما الإعلام الجزائري فيتعامل مع قضيته الأولى، ويوليها بالعناية. وتابع ضيف «الشعب»: «ليس بالجديد على الصحافة الجزائرية، فهي كانت وما زالت تنادي بنصرة القضية الفلسطينية، فكل وسائل الإعلام الثقيلة لا تخلو من التنويه أو التصريح إزاء القضية الفلسطينية، حيث أعطت نظرة عما يحدث في قطاع غزة من خلال عناوين مقالاتها وتقاريرها مسموعة ومرئية أو مكتوبة.
وأشار محدثنا – في السياق – إلى الدور الجبار الذي قام به الإعلام الفلسطيني، فتاريخ الصحافة الفلسطينية يشهد على الدور الكبير للإعلام الذي ما زال حاضرا، ويخاطر بحياته من أجل كشف الحقائق وتوثيقها، لفضح جرائم العدو الصهيوني المستمرة ضد غزة، ليساعده في مهمته الإعلام العربي الذي يعمل بالتزامن لأجل كشف الحقائق البشعة للكيان الصهيوني.
بدوره بلقاسم فرحات، أحد عمال جريدة «الشعب»- سابقا، ومدير ومسؤول النشر بجريدة الوسط المغاربي، أشاد بدعم الإعلام الجزائري للقضية الفلسطينية، باعتباره السلاح الوحيد لنصرة القضية، موضحا أن 70٪ من أخبار الإعلام مهتمة بالشأن الفلسطيني، وأخذت الحيز الأكبر من الأخبار الوطنية لمختلف وسائل الإعلام.
وأكد فرحات، أن الإعلام الجزائري تعاطى إيجابيا مع تطور الأحداث في فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة، الذي يتعرض اليوم إلى أبشع صور الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية، مبرزا دور الإعلام في كشف الحقائق وتقديم حجم الدمار والانهيار الذي وصلت إليه دولة فلسطين.
أبرز فرحات – في الختام – دور الإعلام العربي، على رأسه الإعلام الجزائري، في نقل الصورة البشعة للاحتلال الصهيوني وفضح المجازر المرتكبة يوميا في حق الشعب الفلسطيني، داعيا إلى وضع منظومة قانونية صارمة تحمي الصحفيين من التقتيل، خاصة وانه تم تسجيل لحد الآن ما لا يقل عن 36 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام قتلوا منذ بداية الحرب.
وخلص إعلاميون وأصحاب مؤسسات إعلامية ومديرو نشر، إلى أن الإعلام العربي عامة والجزائري على وجه الخصوص، استطاع بفضل تحليله للوضع بقطاع غزة، أن ينقل بشاعة الاحتلال الصهيوني، هذا إلى جانب تناوله الإعلامي المرتبط بالسياق التاريخي للقضية الفلسطينية الذي لا يمكن التجرد منه، بالإضافة الى المساهمة الفعالة للإعلام الفلسطيني في نقل صوت شعبه ومعاناته منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي.