طمأن الرئيس عبد المجيد تبون الجزائريين، في آخر لقاء دوري له مع الصحافة الوطنية، ببذل المزيد من الجهود والاستثمارات في قطاع السكن، بمزيد من المشاريع، التي ترافق فيها الدولة المواطنين الراغبين في سكنات لائقة، من مختلف الصيغ. هي “ثورة صامتة” في السكن..
إنهاء أزمة السكن .. تجربة نموذجيـة ورائدة للجزائـر الجديــــدة
تواصل الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ورؤيته الحكيمة، إنجاز المزيد من المشاريع السكنية، على خلفية أن هذا القطاع لديه أبعاد اجتماعية وكذا اقتصادية وكونه يمنح روحا جديدا للنسيج العمراني وجماليته بفضل تشييد مساكن حديثة وأخرى تحافظ على الطابع الحضاري لمختلف مناطق الوطن. ولأن الاهتمام بقطاع السكن يفضي إلى شق المزيد من الطرق وتشجيع نمو المؤسسات المنتجة لمواد البناء لتلبية الطلب المحلي وكذا التصدير إلى أسواق خارجية.
تمثل تجربة الجزائر في مجال السكن إحدى أهم وأبرز التجارب الناجحة محليا وحتى على الصعيد الإقليمي، كونها تمكنت بفضل إطلاق عدة صيغ متنوعة موجهة لكافة الشرائح، من امتصاص أزمة السكن والتخفيض من أسعار الإيجار، وفوق ذلك تم تعزيز الحظيرة الوطنية للسكن عبر مختلف مناطق الوطن، لاسيما الولايات الساحلية وخاصة العاصمة حيث يكثر الطلب.
الجزائر عازمة على ضخ الكثير من المشاريع السكنية، لأن رئيس الجمهورية أكد مواصلة مسار إنجاز المشاريع السكنية، ودون شك حصة معتبرة ستكون من نصيب فئة الشباب، من أجل استقرارهم وتلبية طلباتهم في الحصول على سكن، علما أنه كانت صيغة البيع بالإيجار، أحد أكبر المشاريع التي استقطبت عددا هائلا من الطلبات ونجحت الدولة بشكل تدريجي في تحقيق حلم العديد من العائلات الجزائرية في الظفر بشقة سكنية، وبينما تم تسديد أقساطها كان في متناول الطبقة المتوسطة، في حين بقيت برامج السكنات الاجتماعية تشيد ولم تتوقف يوما عملية إنجازها وتوزيعها، بل وكانت أداة فعالة في القضاء على البنايات القصديرية وإنهاء معاناة قاطنيها.
مدن حضرية وتوازن إقليمي..
لا يخفى أن قطاع السكن يصنف ضمن القطاعات الحيوية المحركة لعالم الشغل والمنعشة لوفرة مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، علما أن كثرة المشاريع السكنية، يشجع على بروز شركات إنجاز وطنية ومنحها فرصة إثبات مهارتها واكتساب خبرات تؤهلها لخوض غمار الاستثمارات الخارجية، وإنجاز المشاريع في بلدان أخرى، هذا ما يخلق القيمة المضافة ويعزز من آليات الإنتاج في أحد أهم القطاعات الإستراتيجية ويتعلق الأمر بقطاع البناء والأشغال العمومية.
يعترف المتتبعون والخبراء المهتمون بقطاع السكن، أن الجزائر تمكنت من التخفيف من أزمة السكن، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وانعكس ذلك على تراجع الأسعار في سوق العقار، سواء بالنسبة للبيع أو الإيجار، لأن العرض صار وفيرا، بفضل العدد الهائل من السكنات الذي تم توزيعه بمختلف الصيغ، خاصة سكنات البيع بالإيجار والسكنات الاجتماعية، وتشييد مدن بأكملها، وكذا أقطاب حضرية، في إطار تحقيق التوازن الإقليمي ومن بينها نذكر كل من “القطب الحضري عين النحاس”، إلى جانب المدن الجديدة، ويتعلق الأمر بكل من بوينان وسيدي عبد الله وحاسي مسعود والمنيعة وبوغزول، وتشير الأرقام أن هذه المدن جذبت ما لا يقل عن 300 ألف ساكن، وتعززت بفضاءات استثمارية متعددة ومتنوعة، قدمت قيمة مضافة على الصعيد الاقتصادي والحركية التجارية.
سوق العقار تنتعش وتستقطب المستثمرين..
وفوق ذلك سجل استقرار اجتماعي محسوس وسط مئات الآلاف من الأسر، وهذا من شأنه أن يقدم الكثير على صعيد تحقيق التنمية الاقتصادية، لأن المورد البشري عندما يتمتع بالاستقرار، يمكن أن يقدم أكثر في مواقع عمله. وجاء قرار رئيس الجمهورية من أجل مواصلة إطلاق البرامج السكنية، في ظل استمرار الطلب، وبعد نجاح عدة صيغ، بمثابة الضوء الأخضر لتحقيق المزيد من المكاسب في تجربة نموذجية ورائدة للجزائر، خاصة بعد أن بدأت تتخلص بشكل تدريجي من أزمة السكن، على خلفية تعزيز الحظيرة الوطنية بسكنات جديدة، ومازالت مرشحة للاتساع أكثر بنسيج عمراني متناسق يجعل من واجهة المباني أنيقة وذات جمالية جذابة.
وفي كل مرة يستجيب رئيس الجمهورية لانشغالات المواطنين، ويهتم بكل ما تحتاجه الجبهة الاجتماعية، لأنه في كل مرة يؤكد على العمل المستمر بهدف القضاء النهائي على أزمة السكن وتوفير لكل مواطن سكن لائق، مطمئنا في تصريحاته أن إنجاز السكنات الاجتماعية لن يتوقف في ظل تسجيل الطلب عليها بهدف دعم ذوي الدخل المحدود.
وكانت عدة ترتيبات قانونية وتشريعية قد أرسيت منذ تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الحكم من أجل تجسيد الأجندة المسطرة في برنامج السيد الرئيس، لأنه استحدثت لجنة خاصة لتحيين عدة نصوص إدارية خاصة به، وتكريس رقمنة الصفقات العمومية والأخذ بعين الاعتبار احترام البيئة في ورشات الإنجاز.
وبرز في السنوات الأخيرة العديد من المستثمرين في مجال العقار، وأنجزوا سكنات بمعايير ذات جودة عالية، وهذا ما جعل السوق العقارية تنتعش كثيرا، خاصة أن الخدمات المالية الإسلامية، أطلقت قروضا للمواطنين الراغبين في اقتناء سكنات، وهذا من شأنه أن يخلق التنوع والوفرة في سوق العقار ومن ثم يختفي الوسطاء الذين يلهبون الأسعار ويتهمون بالمضاربة، وبفضل الجهود وهذا التنوع انتعش سوق العقار وبالتالي فإن الجزائر تسير نحو تعزيز وتوسيع حظيرتها الوطنية للسكن بنسيج عمراني متناسق.