قرار وزارة التعليم العالي المتعلّق بمناقشة أطاريح الدكتوراه دون حاجة إلى الطباعة، يُعفي الطلبة الدّكاترة من مشاقّ كثيرة ومصاريف غير مجدية، كما يسهّل وصول الأعمال إلى أعضاء اللّجان مهما بعدت بهم المسافات، بمجرّد ضغطة على زرّ إرسال «المايل»، ويمكّن الأعضاء من التعامل مع الأعمال العلمية بدقّة أكبر، إذ يكفي استعمال «الأكروبات المحترف» من أجل تسجيل الملاحظات على الملفات وتلوين أفكارها الهامة والعودة إلى كل ملاحظة بسهولة تامّة، مهما يكن عدد الصفحات، عوضا عن التيه في كومة من الأوراق، قد تبلغ حزمتين كاملتين.
ونعتقد أن فكرة «صفر ورق» التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي، وجدت الأرضيّة ممهّدة في التحضيرات للقمة العربية التي ستنعقد بالجزائر؛ ذلك أن القائمين على التحضير للقمّة بعناية مباشرة من الرئيس تبون، جعلوا الفكرة سلسة، غاية في المرونة، ومنحوها ما يمكن أن يجعلها واقعا حيّا، يضمن سيولة المعلومات ويضفي شفافية غير مسبوقة على الأعمال، كما يسمح للإعلاميين بالاطلاع على وقائع «القمة» في وقتها، وهذا فتح كبير، كان من حظ وزارة التعليم العالي أن تسبق إلى قطف ثمراته، وهي ثمرات قمّة عربية بدأت تحدث تغييرات جذرية على جميع مناحي الحياة قبل انعقادها.
هذه واحدة من البشائر التي ألقت بها إلينا «قمة الجزائر» المرتبطة رمزيا بثورة الفاتح من نوفمبر المجيد، وستينية الاستقلال المباركة، وفتوح أخرى كثيرة نعيشها في عامنا هذا، ولسنا نشكّ مطلقا بأن النجاح سيتوّج جهود المخلصين من أبناء الجزائر والأشقاء العرب، فالغاية لمّ الشمل العربي، وجمع الكلمة، والانتصار للقضايا العادلة، وهذه مسؤولية تاريخية نتحمّلها جميعا، ونحن أحق بها وأهلها، فواجبنا يقتضي أن نقدّم للأجيال المقبلة، ما يمنحها القدرة على مواجهة كلّ التحديات المفترضة.. و»صفر ورق» تأسيس جيّد لهذا المسار..