هالنا، ونحن نبحث عن مراكز تكوين للبرمجيّات المعلوماتية، أنّنا اكتشفنا بأنّ جميع الذين يعرضون تقديم خدمات التكوين في المجال، يعتقدون أن البرمجة تتوقف عند حدود التّعرف على طريقة تشغيل الكمبيوتر، والتعامل مع مختلف البرامج التي قد يستعملها، ولعلّ الواحد من الرّاغبين في التّعلم، يحتاج إلى دورة تكوينية كاملة يدفع لأجلها الشيء الفلاني، كي يكتشف كيفية تنصيب برنامج، هو في أصله، مبرمج كي ينصّب نفسه بمجرد الموافقة على شروط الاستعمال، والضّغط ضغطة واحدة على علامة الإدخال..
ولقد وقعنا في أثناء البحث، على واحد ممن حسنت نواياهم، وصحّت عزائمهم، فرغب في تأسيس صفحة تجمع كل مراكز التكوين في البرمجيات، فلم يتلق سوى ردّ واحد، أكّد فيه صاحبه أنّه رغب في تعلّم لغة PHP، فسجّل بمركز في مدينة (س)، ليكتشف أن ما جمع من معلومات من خلال بحوثه على أنترنيت، أفضل بكثير ممّا وجد عند الأساتذة، وأنّ الإعلانات التي روّجت للدورة التكوينية إياها، لم تكن سوى بهرجة، ضيّعت عليه ثمن المشاركة بالدّورة، وهنا توقفت صفحة صاحب النّية الحسنة، فلم تضف تعليقا، ولا عنوان مركز تكوين..
ولسنا نضيف شيئا إذا قلنا إن دروب المعرفة وعرة، وأنّها لا يمكن أن تترسّخ وتقدم ثمراتها دون جهد، وهي لا تكتمل بتراكم اللّقطات، ولا بنطق بعض المصطلحات بطريقة ساذجة، فـ «المعرفة» تحتاج كثيرا من الصّبر على التحصيل، وهي لا تقدّم نفسها دون مهر السّهر، فإن بدا لبعضهم أن تلوين صورة على «فوتوشوب»، أو تمرير ملفّ عبر (شار إت)، أو حتى تنصيب موقع على أنترنيت بواسطة برنامج «وورد بريس»، هو علم كبير ينبغي الإلمام بأصوله، دون استيعاب لغات البرمجة، فالأولى الاكتفاء بالاشتغال على الصراع الوهمي بين «الفصحى» و»العاميّة»، فهما تقدّمان أصولهما بمجرّد العيش بين المتكلمين، ولا تتطلبان جهدا ولا صبرا..
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.