تخلصت الجزائر من تركة الجيش الفرنسي المسمومة من الألغام بإزالة مفعول 1035129 لغم وتطهير 50006 هكتار من الأراضي زرعت مكانها أشجار.
هذا ما أكده متدخلون اليوم في ندوة نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بمناسبة اليوم الدولي للتوعية من مخاطر الألغام والمساعدة في نزع الألغام المضادة للأفراد، المصادف للرابع أفريل من كل سنة.
وتطرق الأمين العام للمعهد، أحسن غرابي في مداخلة بعنوان “إلتزام الجزائر في مكافحة الألغام المضادة للأفراد وعرض تجربتها في تنفيذ اتفاقية أوتاوا ” إلى مسار الجزائر في مكافحة الألغام.
وعرض كيف تمكنت من تحرير نفسها من آفة الألغام بقوة السواعد ومساهمة الدول الصديقة، مضيفا أن الوصول إلى النتائج المرجوة استغرق وقتا طويلا وأموالا باهظة.
وتناولت ناليا حميش أخصائية علم النفس الطبي في مداخلة بعنوان “الجروح غير المرئية”، الأضرار النفسية والجروح الأليمة غير المرئية للألغام على نفسية ضحية بترت أحد أعضاءها.
واستعرضت نعيمة عثماني دكتورة في علم النفس بجامعة سعيدة دراسة لها استهدفت 20 حالة لضحايا ألغام بولاية تلمسان، مطالبة بالتكفل المتكامل بضحايا الألغام.
إشادة بدور الجيش في تطهير الأراضي من الإرث المسموم
ولم يفوت المتدخلون الفرصة للإشادة بدور أفراد الجيش في تطهير الإرث المسموم لفرنسا، المتمثل في خطي شال وموريس على الحدود الشرقية والغربية.
وخلّف 11 مليون لغم مزروع أكثر من 7 آلاف ضحية، منها 4 آلاف ضحية من 1956 إلى 1962، وحوالي 3 آلاف ضحية من 1962 إلى 2000.
وتطرقت مختلف الجمعيات إلى دورهم في التكفل بضحايا الألغام المضادة للأفراد.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بوزيد لزهاري إن الجزائر من الدول التي طبقت تطبيقا صحيحا ما جاء في إتفاقية أوتاوا.
ويتمثل الالتزام في القضاء على الألغام بنزعها، وعدم إنتاجها أوتخزينها أوتبادلها، قبل الموعد المحدد في 2017، وهذا بإعتراف دولي.
وأضاف أنه بفضل أفراد الجيش الوطني نزع أكثر من 9 ملايين لغم وحررت آلاف الهكتارات من الأراضي.
وأشار لزهاري، أن هناك 60 دولة أخرى ما تزال بها الألغام مثل أفغانستان، ليبيا والصحراء الغربية، التي لازالت تعاني من جدار ألغام زرعته المغرب.
وأبرز لزهاري ضرورة الإستمرار في رفع مطلب تعويض ضحايا التفجيرات النووية، وهي مهمة المجتمع المدني.