تشجيع إنتاج لقاح كورونا في الجزائر وأدوية أخرى سيكون فرصة لتسريع عملية التلقيح ولخلق نواة صناعة صيدلانية تؤدي مع مرور الوقت لتقليص الاستيراد الذي يتجاوز مليار دولار سنويا. الرئيس تبون أعطى تعليمات لتوطين إنتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا بالجزائر بعد موافقة الطرف الروسي لإنتاج اللقاح «سبوتنيك» محليا وذلك أمام الطلب الكبير على اللقاح في الأسواق الدولية. هذه الخطوة تشجّع الإنتاج المحلي للأدوية وتسمح بتقليص فاتورة استيراد الأدوية التي تثقل كاهل الخزينة العمومية حيث وصلت 1.13 مليار دولار سنويا. وزير الصناعة الصيدلانية كشف أن الطرف الروسي أبدى استعداده الكامل والتام لمرافقة الجزائر بتحويل التكنولوجيا إلى الجزائر، مضيفا أنه سبق وأن تم عقد اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للأدوية التابعة لقطاعه ونظيرتها الروسية المتضمنة لاسيما كيفية المراقبة والتسجيل لتصنيع المواد الصيدلانية وعدة محاور أخرى حول التكوين وتحويل التكنولوجيا.
إنتاج اللقاح الروسي محليا فرصة ليس فقط لإنجاح عملية التلقيح حتى تشمل نسبة كبيرة من الجزائريين بأسرع وقت ممكن، ولكن سيكون فرصة لتنشيط الصناعة الصيدلانية في البلاد وتوفير اللقاح لدول في قارتنا، خاصة وأن لقاحات كالذي تنتجه شركتي مادورنا وفايزر مكلفة وليست متاحة لكل الدول قبل نهاية العام.
أزمة كورونا التي تسببت في قطع أو عرقلة الإمدادات بالأدوية ينبغي أن تكون صفارة إنذار حقيقية حتى تجعل الحكومة ملف الأدوية في صدارة أولوياتها. فاليوم هناك حوالي 300 صنف مفقود، ما أدى لمتاعب لا يمكن تحمّلها من المرضى وعائلاتهم. والمستور الذي كشفت عنه أزمة كورونا، والذي يعود لخلل كبير في المنظومة الصحية عموما، دفع بالحكومة لتشجيع قطاع الأدوية.
لكن ينبغي لهذا المسعى ألا يبقى في نطاق الكلمات بل أن يترجم ببرامج عملية تعطي الأولوية للإنتاج والاستثمار المحلي على حساب الاستيراد. نقول هذا لأن السياسات السابقة التي تحدثت كثيرا عن الإنتاج كان مآلها الفشل.
© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.