الشعب أونلاين

الشعب أونلاين جريدة إلكترونية
تصدر عن مؤسسة الشعب

الخميس 19 يونيو 2025
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
البث المباشر
لاتوجد
عرض كل النتائج
الشعب أونلاين
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
الشعب أونلاين
لاتوجد
عرض كل النتائج

الرّوائي الصدّيق حاج أحمد لـ”الشعب”: “الطّانفا”.. رواية الجزائر والعرب وإفريقيا

فاطمة الوحش - فاطمة الوحش
2025-06-19
في آخر الأخبار, ثقافة
0
الرّوائي الصدّيق حاج أحمد لـ”الشعب”: “الطّانفا”.. رواية الجزائر والعرب وإفريقيا
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

بصوت سردي خاص، يتابع الكاتب الجزائري الصدّيق حاج احمد (الزيواني) مشروعه الروائي، الذي يمتد منذ سنوات عبر فضاءات الصحراء الإفريقية، والضواحي المهمّشة، والتاريخ المنسي. في روايته الجديدة “الطّانفا”، يواصل استكشاف العوالم السفلية للإنسان، متوقفا عند الحدود بين الواقع والرمز، بين الانتماء والقلق، بين الجغرافيا والمعنى. من رواية إلى أخرى، يثبت الزيواني أنه ليس مجرد كاتب يسرد، فهو كاتب يحفر في الذاكرة، ويستنطق المسكوت عنه، ويمنح الصوت لمن لا صوت له. في هذا الحوار، نعود معه إلى بعض محطاته الأدبية، ونتوقف عند هواجسه في الكتابة، وعلاقته بالمكان، وتحولات اللغة في نصوصه..من “مملكة الزيوان” إلى “كاماراد” و«الطّانفا”.

  الشعب: الأدب هو مرآة تعكس الواقع وتبحث في أعماق النفس البشرية. كيف ترى دور الأدب في تشكيل الوعي الثقافي والفكري في العصر الحالي؟ وهل تعتقد أن الأدب قادر على التأثير في المجتمعات بشكل أعمق من المجالات الأخرى؟

الكاتب الرّوائي الدكتور الصدّيق حاج أحمد: الأدب هو هبة السماء للإنسان إن جاز هذا التعبير، إذ لا يمكن للأديب أن يصوغ نصوصا ذات جدوى وعمق، ما لم يكن صاحب نزوع فلسفي تأملي، إذ تغدو النصوص التي لا يلامسها التفلسف والحيرة والمعرفة، سطحية غير حافرة، صحيح أن الأدب ميّال للجمالية والأدبية التي تحدّث عنها تودوروف في نظريته للأدب؛ لكن مع اختراق الأدب والرواية تحديدا للأجناس الأدبية، وتربّعها على عرش الأدب، بات من الضروري خلق الكفاية الإشباعية لمتلقي الأدب.

فلقد ظلّ الأدب مرافقا للإنسان، يصور حياته ومعانيها، منذ عصر الملاحم الإغريقية مرورا بالرواية البورجوازية بأوروبا، وصولا إلى العصر الحالي، لذلك نجد اهتماما لافتا بالأدب في المجتمعات الراقية التي تعطي مكانة مرموقة للأديب والكاتب، لكونه الناطق باسم ضمير المجتمع..ربما مكانة الأدب والأديب نقلناها عن الغرب دون أن نفهم معناها، فمثلا في معارض الكتب الدولية، القانون العرفي يشترط على المنظمين إقامة الكتّاب في فنادق خمس نجوم، سواء كانوا من الخارج أو من أهل البلدة، وهو تقليد مستورد من الغرب، لمكانة الكاتب وقدر الأديب والمفكّر عندهم، وقد مرّ عليّ حدث جعلني أقف منه متأملا، ذلك المتعلّق بدعوتي لحضور الحفل الختامي لتوزيع جائزة البوكر العربية سنة 2023، عندما وصلت روايتي (مَنّا..قيامة شتات الصحراء) للقائمة القصيرة، فحجزت لي اللجنة المنظّمة، والتي يديرها بريطانيون كنسخة من البوكر البريطانية، قلتُ عندما حجزوا لي في الدرجة الأولى، وحجزوا للجنة التحكيم التي حكّمت الأعمال في الدرجة الاقتصادية على نفس شركة الطيران، هنا نفهم قيمة الكاتب عند الغرب، ومن ثمّة قيمة الأدب في حياة الشعوب والأمم.

من خلال مسيرتك الأدبية، قدّمتَ العديد من الأعمال التي تتناول قضايا ثقافية وإنسانية عميقة. كيف تصف مسار كتاباتك حتى الآن؟ وهل كانت هناك لحظة فارقة في حياتك الأدبية؟

لقد ذكرتُ سابقا في حوارات، وتراني لا أزال أذكرُ، ولعلّ النقاد وصلوا لنتيجة شبه يقينية مؤخّرا، لا سيما بعد روايتي الرابعة (الطّانفا)، أن الزيواني فعلا كما قال في بداياته، يحمل مشروعا واعيا لسردياته، يتجلّى هذا الوعي، من خلال نصوصي السابقة والراهن منها، فمع تجربتي الأولى (مملكة الزيوان) سنة 2013، اخترتُ فضاء القصور الطيني بمسقط رأسي توات التابعة إقليميا لولاية أدرار من الجنوب الجزائري، باعتبار أن الهوية ونزوعها الواعي واللاّواعي، يبدأ من المولد والنشأة، حيث تمثّلتُ ذاتي الصحراوية الطينية القصورية، وما يتشكّل منها مع مجتمعي، أما في تجربتي الثانية رواية (كاماراد..رفيق الحيف والضياع) الصادرة عام 2016، لم أبقَ حبيس بيئتي المغلقة في القصور التواتية، إنما رحلتُ لبيئة أخرى وهي البيئة الإفريقية وما يتعالق منها مع محيطي الصحراوي، من خلال مساءلة موضوعة هجرة الأفارقة وما يحيط بأنا الإفريقي القادم من جنوب الصحراء الكبرى ببشرته السوداء، وتفاعله مع الآخر في صحراء ومدن العبور؛ لكن دائما ضمن دائرة مشروعي الصحراوي الإفريقي، أما تجربتي الثالثة رواية (مَنّا..قيامة شتات الصحراء (الصادرة عام 2021)، فقد غيّرتُ البذرة وإن احتفظتُ بالتربة، فعالجتُ قضايا الإنسان الأبيض (الطوارق) بتلك التخوم الإفريقية، أما تجربتي الأخيرة رواية (الطّانفا) الصادرة هذا العام 2025، فأتت تجربة مغايرة تماما لسابقاتها، وإن ظلّت تحفر في نفس التربة والبيئة، فتناغمت فيها الثقافة الجنوبية الجزائرية مع الثقافة الإفريقية، من خلال قصة تاجر التمور التواتي الجزائري (بوغرارة) وما يمكن أن يرتسم في وعيه الهوياتي مع الآخر الإفريقي جنوب الصحراء، إنها تجربة غريبة وعجيبة حقّا، فقد ظلّ البطل في رواية كاماراد إفريقي (مامادو) من النيجر، وفي رواية مَنّا إفريقي أيضا (بادي) من مالي؛ لكن في رواية الطّانفا جزائري محلي تواتي (بوغرارة)، كما أن مسار رحلة مامادو وبادي كانت من الجنوب إلى الشمال، بينما في الطّانفا، جاءت عكسية من الشمال إلى الجنوب، هنا يكمن الوعي بالمشروع في تقليب التييمات ومعاكسة القضايا ومساءلة التاريخ.

يُلاحظ أن المكان في أعمالك ليس مجرد خلفية للأحداث، بل هو كيان حيّ وفاعل في تشكيل الشخصيات والسرد. كيف تكتب المكان، خاصة حين يتعلّق الأمر بالبيئات الإفريقية الغامضة كالأدغال والسافانا؟ وهل تبحث عن المتعة السردية أم عن كشف المسكوت عنه؟

المكان أو الفضاء أو الحيز دون اعتبار للفروق التي سلخ النقاد جهدا إضافيا في محاولة التفريق بينها؛ لكنها على أية حال، ذات دلالة واحدة في مسرحة الأحداث، فالمكان هو الصورة أو قل عنه المشهد الذي تتريّث عنده عين المتلقي وكاميرا الروائي، فالقارئ وهو يتتبّع الأحداث والشخوص، سيتصورها بعد الانتهاء من النص وغلقه، ضمن إطار المكان، بمعنى أن المكان هو أسرع استدعاء لأحداث النص وشخوصه، فأنتَ أو أنتِ ـ حتى لا أكون ذكوريا خالصا ـ عندما يريد الواحد منكما أن يستحضر حدثا في نصّ ما، فإن أول ما يلجأ إليه، هو استحضار المكان الذي جرت به الأحداث، ومن ثمّة كان للمكان هذا الحضور والتسلطن بين بنيات السرد الروائي، طبعا مع لازمة المكان وهي الوصف..وما أدراك ما الوصف! أما ما يتعلّق بالمكان في البيئة الإفريقية، فهو مختلف تماما عنه في البيئات الشمالية من القارة الخلاسية (إفريقيا)، إذ يغدو المكان بسيطا حتى في الأمكنة البورجوازية والأحياء الديبلوماسية، دائما ما يتسلّل الفقر والبؤس للمكان حتى قرب الوزارات والمباني الحكومية ذات السيادة في تلك الدول، فلا تستغرب أن تجد مطعما على قارعة الطريق يطبخ على ثالثة الأثافي بالحطب، وكراسيه من الأحجار، كل هذا غير بعيد بأمتار معدودات عن الوزارات والسفارات، قد يبدو المشهد غريبا للزائر؛ لكن عند الأفارقة شيء عادي ومقبول دون سمج أو معايرة.

بالنسبة للشطر الثاني من السؤال الخاص بالكتابة للمتعة أو لكشف الطابو، قد أتحيّز قليلا للجانب الأول الخاص بالمتعة، ولا أنتصر للجانب الثاني الخاص بالطابو، وإن كان هذا الأخير مقدّسا عند بعض الكتّاب، فلا أراه لافتا أو يحقّق كفاية أدبية للنص، إلا إذا كان الطابو جزءا من المشهد الصانع للأحداث.

عندما أكتب..أكتب لإشباع حاجة ذاتية، عادة ما تكون جمالية ومعرفية فلسفية في آن، فالنقاد الذين درسوا نصوصي المتواضعة – والعهدة عليهم – لا يتأخرون في القول بأن نصوص الزيواني ماتعة أدبيا ومفيدة معرفيا، وهو حكم وشهادة أعتزّ بها كثيرا، وأعمل على ثقتها.

في أعمالك، نلاحظ حضورًا قويا للرمزية والخيال الممزوج بالواقع. كيف ترى العلاقة بين الواقع والخيال في رواياتك؟ وهل تعتقد أن الخيال يمكن أن يكون أداة لفهم أفضل للواقع أم أنه مجرد مرفأ للهروب منه؟

الواقع والخيال لعبة عظيمة..يأتي متح الخيال من الواقع وإسقاطه ومعادله الموضوعي من التماهي، وقدرة الروائي في تفجير الأسئلة ومحاولة قلبها رأسا على عقب، فالروائي إنسان عاش تجربة حياة، مرّت عليه أحداث ومشاهدات، تركتْ أسئلة وجودية في عقله ووجدانه، إذ عادة ما تأتي الكتابة حول موضوعة معينة أو ثيمة مقصودة من استفزاز الواقع لقضية معينة، عندها تدخل الحيرة وتتزين للعقل عروسا، فتبدأ الحكاية..فالروائي يعيد هدم الواقع وإعادة تشكيله وفق رؤاه وفلسفته التأملية؛ لكن لن ينجح الروائي في هذا، ما لم يكن له خيال خصب وسعة أفق، مطلعا على المعارف ومجرّبا للحياة، وأشدّد على هذين العاملين، لما لهما من أدوار خطرة، في نجاح الروائي أو إخفاقه.

ننتقل الآن إلى روايتك الجديدة “الطّانفـا” التي وُصفت بأنها “رحلة عكسية نحو الأدغال الإفريقية”. ما الذي أردتَ أن تقوله من خلال هذه الرحلة؟ وهل هي رحلة داخل الجغرافيا فقط، أم أنها أيضًا غوص في الأعماق النفسية والوجودية؟

تجربتي الأخيرة (الطّانفا)، وكما قلتُ سابقا، تجربة مغايرة تماما لسابقاتها؛ بل متجاوزة لغة وسردا وتقنية ومعرفة ووعيا بالذات والآخر والوطن والوجود.

هي رحلة الإنسان في تاريخه وجغرافيته وثقافته وإنسانيته وعلاقته بالآخر، إنّها رحلة الإنسان الجزائري في عمقه وعلاقته بالإفريقي جنوب الصحراء، إن ثقافتنا الجزائرية لها فضل كبير على الأشقاء الأفارقة جنوب الصحراء، وهم يقرّون بهذا؛ لكننا نجهل هذا، ويتمثّل ذلك في إصلاحات الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي الجزائري بمجتمعات إفريقيا جنوب الصحراء الخارجة من الوثنية في العصر الوسيط، وهذا ما حاولت رواية الطّانفا أن تشير إليه في شيء من الوعي بقيّمنا الثقافية والحضارية. كما لامست الطّانفا جانبا مهمّا من تاريخنا الوطني الحديث، ذلك المتعلّق بالثورة التحريرية الكبرى، من خلال الجبهة الجنوبية بـ (غاو) من شمال مالي سنة 1960، وما أبلاه فرانز فانون مع كبار المسؤولين في الجزائر. إنها الحلقة المفقودة والمهملة في تاريخنا الوطني، وجهود تجار التمور التواتيين في نقل الأسلحة بشاحناتهم من (غاو) نحو أدرار، وضخّ السلاح لشمال الوطن، كما كشفتْ رواية الطّانفا عن جانب مهم جدّا، يغيب عن الجزائريين في تاريخهم الوطني، ذلك المتعلّق في تسخير فرنسا لشخصية فقهية مالية القاضي (محمد ولد محمود الأرواني)، محاولة منها في توظيف هذا الشيخ لإقناع شيوخ وأعيان الصحراء لفصل الصحراء بعد اكتشاف البترول بالصحراء الجزائرية؛ لكن شيوخ توات والصحراء رفضوا هذه الأطروحة، وأعطوا الولاء لجبهة التحرير والوطن كاملا مكتملا.

بالمجمل فإن رواية “الطّانفا”، هي رواية الجزائر والعرب وإفريقيا والعالم، كيف ذلك؟ ببساطة قد أوضحتُ آنفا ما تعلّق بالجزائر، أما العرب فشملهم العربي اللّبناني الذي قاربتْ الرواية شتاته بإفريقيا وأمريكيا اللاتينية، أما الإفريقي فقد ذكرتُ ذلك سلفا، أما العالم فيتعلّق الأمر بشخصية الهندي الذي التقاه الطالب الجزائري بفندق بيت الشباب بكيب تاون عاصمة جنوب إفريقيا، بالمختصر إنها رواية تطرح الأسئلة حول قضايا الثقافات وما بعد الاستعمار وتصفيته.

الرّواية تمزج بين الأدب والأنثروبولوجيا، وبين الخيال والوثيقة، في تركيبة سردية لافتة. كيف توازن أثناء الكتابة بين الحكي الأدبي ومتطلبات التوثيق الثقافي؟ وهل تعتبر “الطانفـا” استمرارا لمشروعك الروائي أم محطة جديدة فيه؟

مع انفتاح الرواية واستيعابها لمجمل الخطابات والأجناس كما أجازها الناقد المجري جورج لوكاتش والناقد الفرنسي الروماني لوسيان غولدمان والناقد الروسي ميخائيل باختين في أطاريحهم لنظرية الرواية، تراهن على المعرفة ومحاكاة المجتمع، وهذا هو التوجّه الحالي في الدراسات الثقافية وما بعد الكولونيالية والديكولونيالية، لذلك عوّلتْ رواية الطّانفا على الثقافات المتجاورة بين شعوب شمال الصحراء الكبرى وجنوبها كثيمة محورية، انطلاقا من المعرفة الأنثروبولوجية، دون إغفال السرد والحكي والحوار والمونولوج والوصف.

بالنسبة للشطر الثاني من السؤال، هل الطّانفا هي استمرار لمشروعي السردي أم محطّة جديدة..الإجابة بكليهما..أي أن رواية الطّانفا هي استمرار للمشروع السردي الصحراوي الإفريقي وترحال في هذه البيئة ومناخاتها الثقافية.

شخصيات الرّواية تبدو محمّلة برموز وأبعاد ثقافية عميقة. من أين تستلهم هذه الشخصيات؟ وهل هناك شخصية في “الطانفـا” تشبهك أو تحمل شيئًا من ملامحك الشخصية أو الفكرية؟

أنا أميل للشخصيات الاستثنائية في كل شيء تخييليا، حتى في الواقع وهو المعادل الموضوعي للمتخيّل، لا أكترث ولا تشدّني الشخصيات العادية التي لا أرى فيها استثناء ما..فمثلا المجانين والدراويش والعباقرة وكثيرو الخيبات وأصحاب الانكسارات، هم من تحصل لي معهم متعة الإنصات، إنهم يمثّلون إنسانيتنا الأخرى وحيواتنا التي لا نعيشها ونريد عيشها، أما الشخصية الأقرب لي في النص، فهو البطل (بوغرارة) ليس في عمله وانشغاله، فهو تاجر وأنا كاتب وباحث؛ لكن يشبهني في حبّ المغامرة والاكتشاف، لذلك أقرّ لي عديد القراء الكرام، أن شخصية بوغرارة، ظلّت حاضرة في ذهنهم حتى بعد الانتهاء من الرواية وغلقها، إنه بطل إشكالي.

ما الذي دفعك لاختيار عنوان “الطانفـا” لروايتك؟ وكيف ترى ارتباطه بمحتوى الرواية ورسالتها؟

أنا أعيش في منطقة مجاورة وحدودية مع إفريقيا، ولها علاقات تاريخية وتجارية ضاربة  في القدم، فالتفاعل الثقافي والحضاري لمنطقتنا الجنوبية من الجزائر (توات) لها حضور تاريخي باهر بإفريقيا جنوب الصحراء، من خلال رحلة الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي لمالي ونيجيريا وتنظيره لشؤون الدولة بمملكتي السنغاي والهوسا خلال القرن الخامس عشر الميلادي، كما أنّ رحلات تجار القوافل في العصر القديم والوسيط، وتجار التمور بالشاحنات في الحديث والمعاصر، مع ما كانوا يجلبون من سلع كالطّانفا مقابل التمور التواتية إلى هناك.

فقد فتحتُ عيني في قصرنا على قماش يُجلبه تجار التمور من إفريقيا يُقال له (الطّانفا)، مزركش، ألوانه صارخة، وبعد رحلاتي للبلدان الإفريقية وما لاحظته من حضور قوي لهذا القماش المدعو عندهم بالشمع الإفريقي أو الواكس الإفريقي، بدأت ذبابة الأسئلة تطنّ في عقلي، ما سبب حضور هذا القماش في لباس إخواننا الأفارقة؟ حتى غدا هوية ورمزا لهم..من هنا بدأت شرعنة النص وكتابته.

إذا أغلق القارئ الصفحة الأخيرة من “الطانفـا”، ما الأثر الذي تأمل أن تتركه الرواية في نفسه؟ وهل هناك فكرة بعينها ترغب أن تظل عالقة في ذهنه بعد الرحلة؟

أعتقد أنّ المدعو بوغرارة أو كما نطقه الغربيون في النص (بوغاغة) أو كما جاء الإفصاح عن اسمه الحقيقي في آخر النص (محمد البركة)، يظلّ شخصية إشكالية عند المتلقي، يحبّ الحياة والمال والنساء، وبما طرحته رؤاه وأحلامه ونجاحاته وخيباته، وقل عنه أيضا تلك الشخصية التي تتفاعل مع الآخر ليس في إفريقيا فحسب، بل حتى في الشتات الإفريقي بجزر الكاريبي؛ لكنها تفرّق بين الوطن والموطن.

 

 

وسوم : الكاتب الجزائري الصدّيق حاج احمد (الزيواني)
سابقة

كاماراد.. خصوصية التجربة الإفريقية بلغة سردية جزائرية أصيلة

موالية

متعاملون أوربيون معجبون بمنتجات الفلاحة الجزائرية

فاطمة الوحش

فاطمة الوحش

مشابهةمقالات

باخرة يونانية تعزز الأسطول الوطني في الصيف
آخر الأخبار

باخرة يونانية تعزز الأسطول الوطني في الصيف

2025-06-19
إيران ترفع وتيرة الرد على العدوان الصهيوني
آخر الأخبار

إيران ترفع وتيرة الرد على العدوان الصهيوني

2025-06-19
اتفاقية شراكة بين وزارة التكوين والتعليم المهنيين ومنظمة الـ”يونيسف”
آخر الأخبار

اتفاقية شراكة بين وزارة التكوين والتعليم المهنيين ومنظمة الـ”يونيسف”

2025-06-19
إشتراك
دخول
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
الشعب أونلاين

الشعب أونلاين جريدة إلكترونية
تصدر عن مؤسسة الشعب تؤدي خدمة إعلامية عمومية.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

wpDiscuz
لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .