نجح فريق وداد تلمسان في تحقيق الصعود إلى القسم الثاني هواة، وسط فرحة عارمة لأنصاره ومحبيه بعد موسم طويل مليء بالتحديات والتنافس القوي على الصدارة. في حوار لـ“الشعب”، فتح المدرب سالم العوفي قلبه للحديث عن كواليس هذا الإنجاز، تفاصيل المسيرة، نقاط التحول، ورؤيته لمستقبل الفريق.
الشعب: بداية نبارك لكم هذا الصعود المستحق إلى القسم الثاني هواة، كيف تلخّص لنا هذا الإنجاز؟
مدرّب وداد تلمسان سليم العوفي: الصعود لم يكن سهلا، لكنه كان حلما راودنا منذ بداية الموسم، من أول لحظة قلنا إن الهدف واضح وهو إعادة فريق وداد تلمسان لمكانته الطبيعية، تعبنا، اشتغلنا بصمت، واجهنا عراقيل كثيرة، لكن اليوم نحصد ثمرة العمل الجماعي من لاعبين، طاقم، إدارة وأنصار.
تسلّمتم مهمّة الإشراف على العارضة الفنية للفريق في الجولة الثانية، ومع ذلك قدّمتم مسارا شبه مثالي، كيف تحقق هذا التوازن السريع؟
لما استلمت مهمة الإشراف على العارضة الفنية للفريق كان الوضع يتطلب سرعة في اتخاذ القرارات، لم يكن هناك وقت طويل للتحضير، لكن ركزت على شيء واحد وهو غرس الانضباط في المجموعة، لعبنا 29 مباراة، فزنا في 25، خسرنا مباراتين فقط، وتعادلنا في اثنتين، هذه الأرقام لم تأت من فراغ، اللاعبون كانوا في المستوى، طبقوا التعليمات بشكل موفق.
المنافسة كانت قوية مع اتحاد بلعباس، وكانت الصدارة تتغير في كل جولة تقريبا، كيف تعاملتم مع الضغط النفسي؟
المنافسة مع فريق اتحاد بلعباس كانت كبيرة، لكن هذا زادنا عزيمة، قلت للاعبين مع اقتراب نهاية الموسم الخمس مقابلات الأخيرة هي منعرج البطولة، تعاملنا معها كأنها نهائيات، وفعلا فزنا بها كلها، عرفنا كيف نتعامل مع الضغط، وكيف نحافظ على التركيز، وها نحن اليوم في القمة.
الفريق سجّل 78 هدفا، وهو رقم كبير جدا، ما السر وراء هذه القوة الهجومية؟
صحيح كنا أقوى هجوم في المجموعة، وهذا لم يأت من العشوائية، بنينا منظومة هجومية متوازنة، اعتمدنا فيها على تنويع الحلول، سواء من الأطراف أو من العمق، وكذلك الاستفادة من الكرات الثابتة، اللاعبون طبقوا ما اشتغلنا عليه في التدريبات، والأهم أننا لم نكن نلعب من أجل الفوز فقط، بل من أجل الإقناع.
دعنا نتحدّث عن الدور الذي قمت به رفقة الحارس الدولي السابق هشام مزاير في هندسة هذا الصعود، وكيف كانت علاقتكم مع اللاعبين؟
علاقتي بالجميع كانت مبنية على الاحترام والثقة، حاولت أن أكون قريبا من اللاعبين، أن أستمع إليهم وأساندهم، كانت هناك لحظات صعبة، إصابات، ضغط نفسي، تعب بدنيلكننا تجاوزناها كعائلة واحدة حتى الطاقم الفني والطبي والإداري، كل واحد أدى دوره على أكمل وجه.
وماذا عن الأنصار؟ كيف كان دورهم في هذا الإنجاز؟
لا يمكن أن نتحدث عن الصعود دون أن نذكر جمهور وداد تلمسان، كانوا السند والدافع الحقيقي في كل مباراة داخل أو خارج الديار، كانوا معنا لم يخذلونا لحظة، حتى في الأوقات الصعبة، لما كنا في ضغط أو خطر فقدان النقاط، كانوا دائما في الواجهة، يدعمون ويهتفون، هذا الصعود نهديه لهم أولا وأخيرا.
الآن بعد تحقيق الهدف، ما هو الطّموح القادم؟
الطموح لا يتوقف، الصعود للقسم الثاني هواة ليس النهاية بل بداية جديدة، وداد تلمسان نادي عريق، وجمهوره لا يرضى إلا بالقمة، سنجلس مع الإدارة قريبا لنقيم الموسم ونضع خطة واضحة للمستقبل، هدفنا أن نواصل الصعود لأن مكانة الوداد الحقيقية هي بين الكبار.
كلمة أخيرة؟
شكرا لكل من ساهم في هذا الإنجاز الطاقم الفني، اللاعبين، الأنصار والإدارة، وأقول لكل محب لوداد تلمسان القادم أفضل إن شاء الله، وواصلوا دعمكم لأننا بحاجة إليكم أكثر من أي وقت مضى.
