في قلب مكة المكرّمة، وعلى بُعد دقائق قليلة من المسجد الحرام مشيا على الأقدام، تسهر البعثة الطبية الجزائرية على صحة وسلامة الحجّاج الجزائريّين، مقدّمة رعاية صحية شاملة ومجانية في ظروف تنظيمية ولوجستية محكمة.
المقرّ المركزي للبعثة الطبية يقع بفندق سيف المجد، يمثّل وحدة استشفائية متكاملة، يقدّم خدمات طبية طارئة وعادية، بإشراف طاقم من الأطباء المختصين وممرّضين مؤهّلين، إلى جانب صيدلية متكاملة تحتوي على مختلف الأدوية، بما فيها الخاصة بالأمراض المزمنة كداء السكري والغدة الدرقية وأمراض القلب.
ويؤكّد رئيس البعثة الطبية، الدكتور دحمان محمود، أنّ الوحدة الصحية الرّئيسية تتضمّن أقسامًا متعدّدة مثل الاستشفاء (بعشرين سريرا)، الصيدلة، العلاج العام، والفحص الطبي. كما أُنشئت ستة مراكز علاج فرعية موزعة على مختلف الفنادق التي يقيم فيها الحجّاج لتقريب الخدمة الطبية من الحاج، خاصةً كبار السنّ أو المرضى غير القادرين على التنقل.
وأوضح الدكتور دحمان أنّ هذا الموسم يشهد تعزيزًا للتعاون مع وزارة الصحة السعودية، حيث تم تخصيص مشرف طبي من المشفى السعودي الألماني لتنسيق التدخلات ومتابعة الحالات التي تستدعي نقلًا إلى المستشفيات السعودية. ويضيف المتحدث: «إلى غاية اليوم، قمنا بأكثر من عشرة فحوصات طبية، ونقلنا حالتين للمستشفى السعودي، خرجت إحداهما فيما لا تزال الأخرى تحت المراقبة، كما تدخلنا أربع مرات ميدانيًا في غرف الحجّاج».
وطمأن الدكتور عائلات الحجّاج بأن الطواقم الطبية متواجدة 24/24 ساعة في الفنادق، وبأنّ الأدوية والأطباء متوفّرون بكافة التخصّصات، من الطب الداخلي، القلب، الأورام، النساء، الجراحة العامة وحتى الأمراض التنفسية. ويختم الدكتور دحمان محمود تصريحه بالقول: :الرسالة التي نوجهّها لكل أهالي الحجّاج: اطمئنوا، فرقنا الطبية جاهزة، متواجدة، وتعمل ليل نهار من أجل مرافقة الحاج صحيا ونفسيا حتى يعود سالمًا غانما».
مرافقة ميدانية ونصائح وقائية
من جهتها، أشارت مساعدة رئيس البعثة الطبية، البروفيسورة كريمة بن محمد، إلى أنّ التحدّيات الصحية الكبرى تكمن في الأمراض التنفسية الناتجة عن اختلاف المناخ بين البرودة داخل الغرف والحرارة في الخارج، بالإضافة إلى مضاعفات الأمراض المزمنة نتيجة الإجهاد أو نسيان الأدوية. وأكّدت على أهمية توعية الحجّاج بضرورة جلب كميات كافية من أدويتهم الخاصة لمدة شهر كامل، مضيفة أنّ الفريق الطبي يتكفّل ميدانيًا بالحالات المستعصية داخل غرف الحجّاج، ويوفّر المعاينة اللّازمة وحتى النقل إلى المستشفيات السعودية عند الحاجة. كما شدّدت على أهمية حمل بطاقة تعريف طبية (ميدالية صحية) وتجنّب الخروج وقت الظهيرة، خاصة في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، داعية الحجّاج إلى أداء صلواتهم في المصليات الداخلية حفاظًا على صحتهم.
تدخّل سريع..
وصادف وجودنا بالمقرّ المركزي توافد حاج من العاصمة يدعى عيادي عبد الرحمن، يعاني من آلام حادة في الرجلين. تلقّى العلاج الفوري، وتم قياس ضغطه الدموي الذي كان في المستوى المقبول، وهو ما يعكس جاهزية الفريق الطبي وسرعة تدخله. وأخيرا، فإن ما يميّز البعثة الطبية الجزائرية، المجانّية الكاملة لكافة الخدمات الطبية المقدمة، والتي تشمل الفحص، العلاج، الأدوية، وحتى النقل الاستعجالي إلى المستشفيات السعودية عند الحاجة.