أبرز باحثون، دور الطلبة المسلمين الجزائريين ابان ثورة التحرير في نصرة قضيتهم العادلة، بالتضحية بشهاداتهم، في ندوة تاريخية نظمها المجلس الشعبي البلدي للرغاية، بالتنسيق مع متحف المجاهد للبلدية، ومركز التكوين المهني، الشهيد ساحلي معمر، الأحد.
أكد المختص في تاريخ الجزائر، نجيب بن مبارك، على دور طلبة الأمس الذين واجهوا الإدارة الإستعمارية، وأسسوا تنظيما طلابيا يدافع عن مطالب الجزائريين، وضحوا بشهاداتهم وأنفسهم رغم تعرض الكثير منهم إلى الاعتقال والتعذيب الوحشي والإغتيال، مثل الطالب الشهيد ابراهيم بلقاسم زدور، اول شهيد، وغيره من الطلبة الشهداء عمارة رشيد، بن بعطوش، الطاهر بن مهيدي شقيق العربي بن مهيدي.
وأشار بن مبارك إلى مساهمة الطلبة من مختلف التخصصات بعد استرجاع السيادة الوطنية في بناء مؤسسات الدولة الجزائرية الفتية، بفضل كفاءات درست في المشرق وأوروبا تحضيرا لبناء الجزائر اجتماعيا، صحيا، سياسيا، واقتصاديا. داعيا طلبة اليوم للآقتداء بأجدادهم الأبطال واستكمال مسيرة البناء والتشييد بالعلم والمعرفة.
من جهته، تطرق الاستاذ الباحث رشيد قاسيمي، إلى تأسيس الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، في جويلية 1955، من خلال تأسيس اللجنة التنفيذية للطلاب الجزائريين، والتي كان على رأسها مولود بلعون، من القل والذي كان يدرس تخصص الطب.
واوضح قاسيمي، انه بعد شهرين من تأسيس الإتحاد، صدر بيان في 19ماي 1956، ينادي بتوقيف الدراسة والامتحانات والدخول في اضراب مفتوح، حيث استجاب طلبة الجامعات والمعاهد الدينية والثانويات للنداء، وإلتحقوا جماعات بجيش التحرير الوطني،منهم الأمين العام للإتحاد مولود بلعون، الذي شغل مسؤول الصحة بناية الغرب منذ 1958 إلى غاية الإستقلال.
حنكة قادة الثورة في تحضير اطارات الجزائر المستقلة
وأبرز المحاضر، حنكة قيادة الثورة في تحضير الإطارات والكفاءات لتسيير البلاد ما بعد الإستقلال، حيث ارسلت مجموعة من الطلبة لمواصلة دراستهم بالخارج، وبالدول الشقيقة والصديقة، في شتى المجالات.
وأضاف ان “ما ننعم به اليوم بفضل أولئك الرجال، وأننا اليوم نعيش الجهاد الأكبر في عصر التحديات والمؤامرات والهيمنة الدولية، وكيف يجب مواجهتها، بالتحصين بالثوابت الوطنية وامانة الشهداء، ومواكبة عصر التطور التكنولوجي ومحاربة الصراعات الطائفية والعروشية.”
وتحدث قاسيمي، أيضا عن الشهيد ابراهيم بلقاسم زدور، الذي انخرط في النضال السياسي السري مع حزب الشعب الجزائري، وكان رفقة المناضلين حمو بوتليليس، عبد القادر معاشو، حيث كانوا مكلفين بطبع البيانات منذ 1945، وكانوا من المحضرين لمظاهرات اول ماي 1945، لكن ألقي عليه القبض في افريل 1945، وأطلق سراحه فيما بعد، واصل دراسته الجامعية بجامع الزيتونة بتونس، ودراسات عليا بالقاهرة، كان يتقن الانجليزية والفارسية، وواصل نضاله السياسي، واعتقل مجددا وعذب حتى الموت، حيث عثر على جثته في مصب واد الحميز داخل كيس بلاستيكي، في فيفري 1956، وبسبب هذه الجريمة النكراء جاء نداء اضراب 19 ماي 1956. أوضح المحاضر.
وأكد المجاهد سلواني عدة، في شهادته، ان طالب بالأمس كان يؤمن بعدالة القضية، وقال إن طالب الأمس عاش فقرا مدقعا، لكنه جاهد في سبيل استرجاع السيادة الوطنية.