أبرز باحثون ومجاهدون مساهمة بعثات الطلبة الجزائريين في تكوين مختلف مؤسسات الدولة الجزائرية غداة استرجاع السيادة الوطنية.
في منتدى الذاكرة، بيومية المجاهد، بمناسبة الذكرى الـ69 لليوم الوطني للطالب، أكد الدكتور صالح قرفي عقيد متقاعد، مختص في التاريخ العسكري، في هذا المنتدى، الذي تناول البعثات الطلابية للتكوين العسكري أثناء الثورة التحريرية، تكريما للرائد سي نوار، مسؤول التكوين العسكري، أن الطلبة الجزائريين كانوا رمزا ونشاطهم كان محوريا اثناء الثورة ابتداء من 1956، حيث كانت الثورة بأمس الحاجة للمتعلمين، لاسيما وأغلب العناصر الثورية من 1954 الى 1956، حرمهم الاستعمار من التعليم ونادرا ما يصل أبناء الجزائريين الى المرحلة الابتدائية او المتوسطة.
وأشار المختص في التاريخ العسكري، إلى النداء الذي وجهته الثورة في 19 ماي 1956، وتلبيته كان منعطفا حاسما في تاريخ الثورة، من خلال تكوين الطلبة في الكليات العسكرية ببلدان عربية وأوروبية اشتراكية، وتدرجهم فيما بعد الى مستويات عالية جدا، حيث أصبح هناك سيطرة على الأسلحة، ومعرفة الطرق القتالية في التأطير.
وأضاف المحاضر، كان للثورة الجزائرية مراكز تدريب وقواعد خلفية في القاعدتين الشرقية والغربية، وكانت محتاجة الى مكونين، فأرسلت بعثات طلابية إلى الخارج للتكوين ليعودوا الى الجزائر لتكوين إطارات أخرى.
في هذا الصدد، أبرز دور القواعد الخلفية في تكوين إطارات ما بعد الاستقلال، قائلا ” أنها فكرة عبقرية جدا، أرستها أرضية مؤتمر الصومام، ورؤية بعيدة لمسار الثورة الجزائرية، وأنه لا يمكن نجاح ثورة بدون قواعد خلفية، خاصة مع خطي شال وموريس، الذي يمنع دخول المساعدات والإمكانيات”.
وأضاف أن تكوين الإطارات الجزائرية في الطيران والبحرية وسلاح الإشارة، الذي استغلته الثورة، كان نواة للجزائر المستقلة وهو امر مهم.
وأشار صالح قرفي، الى “أن الشباب الضباط، الذين استفادوا من التكوين العسكري في مصر، العراق، وسوريا والإتحاد السوفياتي إبان الثورة، كان لهم دورا كبيرا في تشكيل النواة الأولى للجيش الوطني الشعبي عقب الاستقلال”.
ودعا طلبة اليوم للحذو حذو الأوائل من الطلبة، الذين ضحوا بالشهادة من أجل تحرير الحزائر.
وأوضح المحاضر، أن الثورة القوية لابد لها من أقلام قوية، هذه الأخيرة هي التي تصنع ذاكرة الامة والشعب والوطن، وتبرز كل مسألة مساهمتها، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن الصراع اليوم حول الذاكرة، واسترجاع الأرشيف، الذي ترفض فرنسا تسليمهم للجزائر وتقايض به وكأننا لا نملك امجادا. وقال: “الاستعماريون يعلمون ان الأرشيف لا يخدمهم، ولكن نسير في اطار تسجيل الذاكرة ومآثرها حتى نبرز بأن هناك عبقرية وطنية، انطلقت من إمكانيات ووسائل بسيطة، لكن العزيمة والتفكير والرؤية، التي كانت لدى قيادة الثورة في مختلف المستويات حققت المعجزات، سواء دبلوماسيا أو في المعارك العسكرية”.
ودعا إلى أن نكون أوفياء للثورة الجزائرية، ونعطيها حقها ومكانتها بين الثورات العالمية الكبرى.
وقدم مجاهدون- طلبة، شهاداتهم حول التكوين العسكري الذي تحصلوا عليه في بعض البلدان العربية وعلى رأسها مصر.