تُعد الخدمات الجامعية في الجزائر أحد الأعمدة الأساسية التي يقوم عليها المسار الأكاديمي للطالب.
لا تقتصر الحياة الجامعية على التكوين العلمي فقط، بل تشمل أيضًا جوانب معيشية واجتماعية تلعب دورًا مباشرًا في تحصيله ومردوديته.
مع تنامي أعداد الطلبة وتزايد التحديات الاقتصادية والإدارية، برزت الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في جودة هذه الخدمات وتطويرها بما يواكب تطلعات الشباب الجامعي، وبرزت في السنوات الأخيرة حلول لتحسين نوعية الخدمات الجامعية، سواء من حيث الإيواء، الإطعام، النقل، أو الرقمنة ورغم التقدم الملحوظ في بعض المجالات، لا تزال التحديات قائمة.
الرئيس تبون يأمر بتحديث وعصرنة الخدمات الجامعية
أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أسرة قطاع التعليم العالي بالمحافظة على الاستقرار وإيلاء الأهمية الكبرى، لتحديث وعصرنة الخدمات الجامعية.
وبحسب رئاسة الجمهورية، رئيس الجمهورية “أسدى جميل الشكر لكل الإرادات الخيرة في التعليم العالي،على تحقيقها الرقي بالقطاع إقليميا ودوليا، حيث أصبح تقدمه ملموسا ومسجلا في التصنيفات العالمية”، وأمر وزير القطاع بـ”مزيد من الارتقاء بالرياضة الجامعية”.
وفي السياق ذاته، أمر رئيس الجمهورية أيضا “أسرة قطاع التعليم العالي ككل بالمحافظة على الاستقرار وإيلاء الأهمية الكبرى، لتحديث وعصرنة الخدمات الجامعية”.
وأمر رئيس الجمهورية بـ ”التفكير في استحداث تنظيم جديد يخص منح طلبة مدارس الامتياز العليا، وشروط العمل عقب انتهاء تكوين خريجيها”.
بداري: تحسين مستوى الخدمات الجامعية لتمكين الطلبة تحقيق الامتياز
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، على ضرورة تحسين مستوى الخدمات الجامعية حتى يتمكن الطالب من تقديم نتائج علمية جيدة وجعله يساهم في بناء الجزائر الجديدة وتحقيق التنمية.
واعتبر الوزير في تصريح عقب تدشينه مطعم جامعي مركزي بجامعة الجزائر 3، أن تسهيل وتحسين مستوى الخدمات الجامعية “عامل مهم” لتمكين الطلبة من “تحقيق الامتياز”،
رفع المنحة الجامعية.. خطوة رئاسية لدعم الطالب وتحسين الخدمات
في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا في الأوساط الطلابية، أصدر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أمرًا يقضي برفع المنحة الجامعية الشهرية من 1300 دج إلى 2000 دج، ابتداءً من أكتوبر 2023.
جاء هذا القرار في إطار سعي الدولة إلى تحسين الظروف المعيشية للطلبة وتخفيف الأعباء المالية التي تواجههم، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأمر رئيس الجمهورية بتشكيل لجنة وزارية مشتركة لدراسة إمكانية مراجعة أوسع وشاملة للمنظومة الاجتماعية الجامعية، بما فيها النقل، الإطعام، والإيواء، وهو ما يعكس توجهًا رسميًا نحو إصلاح جذري للقطاع الجامعي وتعزيز مبدأ العدالة الاجتماعية داخل الجامعة الجزائرية.
اقامات جامعية في طور التجديد
عملت وزارة التعليم العالي على ترميم وتوسعة الإقامات الجامعية، مع تحسين شروط العيش فيها من حيث التدفئة، الأثاث، والربط بشبكة الإنترنت وإدخال خدمات جديدة مثل فضاءات المطالعة وقاعات الأنشطة.
لكن بعض الطلبة لا يزالون يعانون من الاكتظاظ، الأعطاب المتكررة، وضعف الصيانة، خاصة في بعض الإقامات القديمة.
الإطعام.. تحسينات متواصلة وشكاوى
تُعتبر خدمة الإطعام في الجامعات جزءًا أساسيًا من منظومة الخدمات التي تقدم للطلبة داخل الإقامات الجامعية، حيث توفر وجبات بأسعار مدعمة تساعد في تخفيف العبء المالي على الطالب.
ورغم أهميتها، تواجه هذه الخدمة تحديات مثل نقص جودة الطعام، التأخر في التوزيع، ضعف التنوع، وحالات شكاوى من سوء النظافة.
في السنوات الأخيرة، بادرت وزارة التعليم العالي بإطلاق برامج تطويرية شملت تحديث مطابخ الجامعات، تحسين شروط التعاقد مع الموردين، وتطبيق معايير صحية أكثر صرامة، إضافة إلى إدخال أنظمة إلكترونية حديثة لحجز الوجبات وتسهيل توزيعها.
النقل الجامعي.. بين الدعم والضغط
توفر وزارة التعليم العالي والأسلاك المعنية حافلات نقل جماعي تغطي مسارات مختلفة بتكلفة رمزية أو مجانية في بعض الحالات، بهدف تسهيل الوصول وتحسين ظروف الطالب الجامعي.
ومع ذلك، يواجه النقل الجامعي مشكلات أبرزها قلة عدد الحافلات مقارنة بالأعداد المتزايدة للطلبة، تأخر الجداول الزمنية، وصعوبة التنسيق بين النقاط المختلفة.
في المقابل، اتجهت الجهات المختصة إلى تحديث أسطول الحافلات، تحسين جداول النقل، وتطوير نظم الحجز الإلكتروني لضمان انسيابية الخدمة وتقليل معاناة الطلبة اليومية.
الرقمنة.. نقطة مضيئة
مكنت جهود الديوان الوطني للخدمات الجامعية لرقمنة القطاع من تحسين خدمات الإيواء والإطعام والنقل المقدمة للطلبة من جهة وفرض رقابة الإدارة بشكل أكثر جدارة من جهة ثانية، وهو ما حقق ضبطا للموارد المالية وترشيد نفقاتها.
وسجلت الخدمات الجامعية ثورة رقمية مهمة، حيث تم إطلاق منصات إلكترونية لتسيير الملفات الإدارية، من التسجيل الجامعي إلى طلب المنحة والسكن.
وشملت هذه الرقمنة مجالات مثل التسجيل الإلكتروني، حجز مواعيد الامتحانات، طلب الإيواء، حجز تذاكر الإطعام، وخدمات النقل الجامعي.
وأطلقت وزارة التعليم العالي منصات إلكترونية موحدة تسمح للطلبة بإجراء معظم الإجراءات عبر الإنترنت، ما قلل من الازدحام والأعباء الورقية وسرّع من عمليات المراجعة والمتابعة وتم إدخال تطبيقات للهواتف الذكية لتوفير معلومات آنية وتقديم الدعم الأكاديمي والإداري بشكل مباشر.
