حذر مدير مستشفى “الشفاء” في قطاع غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، من أن الساعات القادمة ستكون حاسمة في مصير القطاع الصحي في القطاع المحاصر، في ظل النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، ما يهدد بتحويل المستشفيات إلى “مقابر” بدلا من أماكن لإنقاذ المرضى.
وقال أبو سلمية، في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء، إن المستشفى يحتاج إلى ما بين 1500 و1700 لتر من الوقود يوميا، في حين لا يتوفر سوى 1000 لتر بالكاد تكفي لتشغيل المولدات لساعات قليلة، موضحا أنه تم التواصل مع منظمة الصحة العالمية لتحذيرهم من خطورة الوضع الذي ينذر بانهيار شامل في المنظومة الصحية.
وأكد أن الأوضاع بلغت “مرحلة حرجة” أجبرتهم على إيقاف الكهرباء عن قسم غسيل الكلى، ما ترك أكثر من 350 مريضا يعانون لعدم قدرتهم على تلقي جلسات الغسيل.
وأضاف أن قسم العناية المركزة لا يمكن إيقافه حتى لدقيقة واحدة، في حين يعمل قسم العمليات الجراحية بأقل من الحد الأدنى الممكن، رغم استمرار القصف اليومي.
وتابع أبو سلمية : “إن لم يتم تزويدنا بالوقود خلال الساعات القادمة، سنضطر إلى إيقاف أقسام حيوية أخرى، ما يعني الحكم بالموت على 13 مريضا في العناية المركزة، وعشرات الجرحى المحتاجين لعمليات عاجلة، إلى جانب 17 طفلا في حضانة مستشفى الحلو الدولي يواجهون خطر الموت المؤكد”.
وشدد على أن توقف المولدات الكهربائية سيقود إلى “كارثة حقيقية”، مضيفا أنه “بدون كهرباء، لن تتمكن المستشفيات من العمل، وستتحول إلى مقابر”.
وأشار مدير مستشفى “الشفاء” إلى أن هناك نقصا كبيرا في الأدوية والمستهلكات الطبية ووحدات الدم، في ظل الأعداد الهائلة من القتلى والجرحى جراء الغارات الصهيونية، مضيفا أن “لا توجد أي منظومة صحية في العالم يمكنها التعامل مع هذا الكم من الإصابات، فما بالك بمنظومة صحية تعمل بـ25 بالمائة فقط من طاقتها بسبب الدمار”.
وكانت السلطات الصحية قد حذرت مرارا في يونيو الماضي من تعطل خدماتها الحيوية جراء أزمة الوقود الناتجة عن إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات.
وفي 25 يونيو، أعلنت أن المستشفيات تعاني من اكتظاظ شديد، خصوصا في أقسام المبيت والعناية المركزة، وسط ارتفاع غير مسبوق في أعداد المصابين بإصابات حرجة.
كما لفت أبو سلمية إلى أن 45 غرفة عمليات فقط تعمل من أصل 312، ضمن إمكانيات محدودة لا تسمح بإجراء التدخلات الجراحية العاجلة والمعقدة.
وأوضح أن القطاع الصحي يواجه أيضا أزمة دم خطيرة، حيث احتاجت المستشفيات خلال الشهر الماضي إلى نحو 10 آلاف وحدة دم، في رقم غير مسبوق يعكس حجم الإصابات الناتجة عن العدوان الصهيوني، مشيرا إلى أن معظم سكان غزة يعانون من فقر الدم وسوء التغذية، ما يجعل 90 بالمائة منهم غير قادرين على التبرع.
وختم مدير “الشفاء”، مناشدا المجتمع الدولي لوقف العدوان، معتبرا ذلك “ضرورة إنسانية عاجلة”، وداعيا إلى فتح المعابر فورا لإدخال المعدات الطبية والأدوية، مؤكدا أن ” الأمر لا يحتمل التأجيل”.
ويرتكب الكيان الصهيوني منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت حرب الإبادة أزيد من 190 ألف فلسطيني بين شهيد ومصاب معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين من بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.