تتصدر ظاهرة تداول إشاعات وأخبار كاذبة بشأن نتائج شهادة التعليم المتوسط الـ”بيام”، واجهة منصات التواصل الاجتماعي، حيث جرى في الساعات الأخيرة تداول منشورات “غير رسمية” تنسب إلى وزارة التربية الوطنية بشأن مواعيد وتفاصيل غير دقيقة حول تاريخ إعلان النتائج، وهو ما أحدث حالة ارتباك وتشويش في أوساط التلاميذ وأوليائهم.
الامتحانات الرسمية.. محطة مصيرية
تُمثل الامتحانات الوطنية، وعلى رأسها امتحانات نهاية مرحلة التعليم المتوسط الـ “بيام” والبكالوريا، محطة هامة في حياة التلاميذ، تُبنى عليها قرارات وميولات تعليمية تتعلق بالمستقبل الدراسي والتوجيه الأكاديمي، ولهذا تحظى بمتابعة مكثفة، وتكون محل اهتمام إعلامي وشعبي كبير.
الأهمية المعطاة للامتحانات الرسمية في السنوات الأخيرة تحولت إلى بيئة خصبة للإشاعات، وأرضية سهلة للاستغلال الرقمي من صفحات تبحث عن التفاعل و”البوز”، ولو على حساب الحقيقة ونفسية المترشحين.
بيان مفبرك يثير الجدل
من بين المنشورات التي لاقت رواجا واسعا بمنصات التواصل الاجتماعي وخاصة “فايسبوك” في الساعات الفارطة، بيان منسوب إلى وزارة التربية الوطنية يدّعي ناشروه أن النتائج سيتم الإعلان عنها اليوم الخميس 26 جوان 2025 بداية من الساعة الرابعة مساء.
البيان المفبرك، والذي صيغ بطريقة تُوحي بـ”مصداقيته”، تضمن روابط ومواقع إلكترونية لا تعود للجهات الرسمية، إضافة إلى ذكر فضاء الأولياء كمصدر لنشر النتائج، دون أن يكون ذلك مؤكدًا من قبل الوزارة.
وادعت بعض الصفحات الفيسبوكية أن نسبة النجاح في دورة “البيام” لهذا العام بلغت 89.9٪، وهي نسبة عالية لم يتم التحقق منها رسميا، ما زاد من حالة الجدل ومخاوف بعض التلاميذ الذين ينتظرون بفارغ الصبر صدور النتائج.
توضيحات..
لم تنشر وزارة التربية أي بيان رسمي عن موعد إعلان نتائج شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2025، حيث ذكّرت الوزارة من خلال تصريحات سابقة ومصادر إعلامية رسمية، أن: “الجهة الوحيدة المخولة بالإعلان عن نتائج الامتحانات الوطنية هي الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، عبر موقعه الرسمي على الإنترنت: www.onec.dz ويمكن نشر البيانات الرسمية فقط عبر المنصات الرقمية المعتمدة لوزارة التربية.”
وأوضحت الوزارة أن أي تاريخ لم يتم تأكيده ببيان رسمي أو في الموقع الإلكتروني المعتمد يُعد باطلا ولا يُعتمد عليه، محذرةً من خطورة تداول محتويات مفبركة تحمل طابعًا رسميًا وتزرع البلبلة في أوساط المجتمع التربوي.
إشاعات تتكرر كل سنة..
تُعتبر هذه الظاهرة تكرارًا لممارسات مشابهة في السنوات الماضية، حيث تنتشر في كل موسم نتائج، موجة شائعات ومعلومات غير مؤكدة، ما يعكس ضعف الثقافة الرقمية لدى بعض المستخدمين، واستغلال فئة أخرى لحالة الترقب والضغط النفسي من أجل جلب التفاعل والمتابعة، حتى ولو على حساب مصداقية المعلومة.
دعوة للوعي والتحقق
وفي هذا السياق، دعت وزارة التربية الوطنية، في عديد المرات المترشحين وأولياء أمورهم إلى التحلي بروح المسؤولية، وعدم الانسياق وراء الأخبار الزائفة، والتأكد دومًا من صحة المعلومة قبل إعادة نشرها.
وأكدت الوزارة أن موعد الإعلان عن النتائج سيتم في الوقت المناسب، ووفق رزنامة رسمية، مع ضمان الشفافية في عرض النتائج، ومراعاة كافة التدابير التقنية والتنظيمية لضمان وصولها إلى المعنيين بكل سهولة وموثوقية.