تتطلع شركات جزائرية من أجل بناء شراكات مثمرة ومستدامة والتوسع عبر العديد من الأسواق الخارجية، لاسيما الإفريقية المنجذبة نحو المنتوج الجزائري الذي صار يسوّق في أوروبا وأمريكيا، ومن جهتها، شركات أجنبية تصف السوق الجزائرية بأهم سوق ناشئة وكبيرة وذات نوعية في شمال إفريقيا..»الشعب» تجولت بأروقة معرض الجزائر الدولي في قصر المعارض، فكان هذا الاستطلاع..
تحتل شركة «إينيكاب» « لصناعة الكوابل، المخصصة على وجه الخصوص للسكك الحديدة وكذا للألياف البصرية، موقعا متميزا في السوق الوطنية، وتعد ثمرة شراكة بين شركة عمومية وخاصة، وبالموازاة مع ذلك توصف بأنها شركة واعدة بمستقبل مشرق، بالنظر إلى مكانة هذه الشركة في الوقت الحالي وكذا إستراتيجيتها الدقيقة وثقلها في السوق الوطنية.
وحول أهداف الشركة، خاصة من خلال المعرض، أكد المدير العام للشركة الكائن مقرها ببسكرة، عبد الحكيم الواهم، أن من أبرز الأهداف المسطرة في معرض الجزائر الدولي، التقرب من الزبائن والموردين للاستماع لاحتياجاتهم والوقوف على كل ما ينتظرونه وكذلك ما يقترحونه بهدف تطوير وتنويع المنتوج، وبناء علاقات وشراكات مع متعاملين ومستوردين أجانب والمنافسة للظفر بأسواق خارجية مثل الأسواق الإفريقية.
ثمرة شراكة ناجحة
وكشف المدير الواهم أن للشركة ثلاثة مشاريع يعول عليها في دعم الاقتصاد الوطني، على غرار كل من إنتاج كوابل الألياف البصرية بنسبة إدماج لا تقل عن نسبة 30 بالمائة، على خلفية أن السوق المحلية تستهلك ما لا يقل عن 40 ألف كلم سنويا من الألياف البصرية، وذكر أن الشركة انتهت من اقتناء كافة التجهيزات للشروع في إنتاج كوابل الألياف البصرية، شهر فيفري 2026، من أجل توفير ما لا يقل عن 20 ألف كلم من كوابل الألياف البصرية سنويا بالسوق الوطنية، و20 ألف كلم الأخرى من هذه الكوابل ينتجها مصنع جزائري آخر بهدف توقيف استيراد هذا المنتوج.
ومن بين المشاريع التي تعكف الشركة على تجسيدها في خضم ورشات كبرى لإنجاز السكك الحديدة، مثل خطوط عنابة وتبسة وجبل العنق، وباعتبار أن السكك الحديدة تتطلب هياكل قاعدية وكوابل لإطلاق الحرارة، ذكر أن القدرة الإنتاجية للشركة في هذا المجال لا تقل عن 600 كلم سنويا. وقال إن هذه الشركة ثمرة شراكة ناجحة بين المجمع العمومي «إيلاك الجزائر» ومجمع كوندور إلكترونيكس»، وذكر أنه لديهم كل الإمكانات لإنتاج 100 بالمائة من الكوابل العادية الخاصة بالسكك الحديدية. كما تتأهب شركة «إينيكاب» لتغطية كوابل الطاقة الشمسية، مثل مشروع مجمع سونلغاز بـ3 جيغاواط لحوالي 21 محطة كهروضوئية ويتطلب ذلك معدات، وفي الوقت الحالي نسبة تغطيتهم لهذا النوع من الكوابل 60 بالمائة ويمكنهم تغطيتها بنسبة 100 بالمائة.
ومن أبرز أهداف الشركة تحدث المدير عبد الحكيم الواهم عن تقليص الاستيراد والتصدير خارج الوطن، ويعد المعرض فرصة مهمة لإيجاد شركاء وزبائن أفارقة إقليميا أو على مستوى الأسواق العالمية.
استقطاب المزيد من الأسواق الإفريقية
تطرح شركة «في.أم.أس» لصناعة الدراجات النارية والدراجات النارية الرباعية المخصصة للقطاع الفلاحي وأخرى موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة، منتوجا ذا جودة عالية بنسبة إدماج معتبرة تراهن فيها الشركة على تحقيق المزيد من التطور، علما أنها حريصة على بناء شراكات مكثفة وقوية مع شركات مناولة محلية، بعد نجاح اختراق منتوجها بنجاح كبير للأسواق الإفريقية على غرار أسواق ساحل العاج وليبيا وتونس وما إلى غير ذلك، معتبرا ذلك بداية انتهاجها لمسار التصدير.
في السياق، قال المكلف بالإعلام على مستوى الشركة زاهير بوعليط، بعد التواجد القوي للمنتوج عبر 40 ولاية بمعدل 120 قاعة للعرض، جاء المعرض ليشكل فرصة ثمينة ينبغي أن تستغل على أحسن وجه لبناء شراكات وتبادل على عدة أصعدة تجارية واقتصادية وصناعية، مع إبرام العديد من الاتفاقيات وإيجاد المزيد من الأسواق الخارجية، تضاف إلى عدة علاقات قوية تربطهم مع مشركات عمومية وخاصة في المناولة والتجارة لأنهم يتعاونون مع شركات مناولة محلية.
ويبقى الرهان الأكبر بالنسبة للشركة حسب تأكيد ممثلها بوعليط، الولوج إلى المزيد من الأسواق الإقليمية على غرار الإفريقية، لأن عمر الشركة 11 سنة وحان الوقت لتتسع وتصبح كبرى، وعلى جانب ذلك، استعرض بوعليط الأهداف الإستراتيجية لهذه الشركة، بعد تلبية الطلب المحلي، تطوير المنتوج أكثر والرفع من نسبة الإدماج وتنويع الأسواق، والمعرض سيكون بوابة لشراكات دولية واعدة.
ومن جانب آخر، اعتبر ممثلو شركات أجنبية من باكستان وتركيا أن الجزائر تعد أهم سوق في شمال إفريقيا، بتوفره على العديد من المزايا الاقتصادية والتجارية وكذا البنية التحتية، إلى جانب دعم الدولة للاستثمار. وفي هذا الإطار، قال صاحب شركة «أفران ألكتروستاتيك» لصناعة المكائن والمعدات الصناعية، إنه منجذب كثيرا للسوق الجزائرية بوصفها سوقا كبيرا والأهم في شمال إفريقيا، وشارك خلال هذه الطبعة للترويج لمنتوج الشركة وكذلك من أجل إيجاد شركاء لبناء مصانع بالجزائر.
ولم يخف حماسه، لأن الجزائر على حد تعبيره «تتوفر على يد عاملة جيدة ومؤهلة أو تلك التي يبحثون عنها»، كما أوضح فرات صاحب الشركة، أن هناك دعم كبير موجه للاستثمار حتى على صعيد المنظومة البنكية وما لفت انتباهه كذلك وجود ضمانات.
وأكد – في سياق متصل – أنهم يتعاملون مع الجزائريين بـ»ثقة عالية»، بالإضافة إلى سهولة الاعتمادات البنكية. ويطمح هذا المتعامل التركي من أجل العثور على فرص شراكة مع متعاملين جزائريين، والعمل كذلك مع الشركات العمومية في مختلف المجالات بفضل بيئة الاستثمار المحفزة والمصداقية التي تتحلى بها الجزائر.
الجزائر بوابة إفريقيا المركزية
من جهته، حاريس أرشد كيلهي صاحب شركة باكستانية «هانس شيرجيكل أنسنومنت» لإنتاج أدوات طبية للتشريح الموجهة لطب الأسنان والطب الداخلي والولادة، يرى أن الجزائر تتوفر على إمكانات كبيرة من جميع النواحي سواء للاستثمار أو لتطوير أي منتوج.
ولم يخف أنه سيكون محظوظا إذا وجد شريكا جزائريا، لأنه مهتم بالاستثمار في الجزائر، لأنها سوق كبيرة وبوابة إفريقيا المركزية للتجارة والاقتصاد وكذا الاستثمار.
وأشار أنه مع بداية المعرض ظهرت مؤشرات الإقبال الكبير على منتوجه من عيادات طبية وأطباء أسنان وما إلى غير ذلك، لأنه لديه خبرة لا تقل عن 6 سنوات في هذا المجال، ويطمح لتطوير مشروعه ببناء شركات متوازنة ومثمرة لجميع الأطراف، كما أبدى إعجابه بجمال الجزائر واستقرارها، واعترف هذا المتعامل الباكستاني في نفس السياق أنها مناسبة لجميع أنواع الاستثمارات وقريبة من الكثير من الأسواق المهمة والواعدة مثل الإفريقية والعربية.