دشنت شركة أدوية “حكمة” الجزائر، للمنتوجات الصيدلانية مصنعا جديدا لإنتاج المحاقن الطبية بشراكة جزائرية أردنية، اليوم الثلاثاء، بسطاوالي الجزائر، بحضور وزير الصحة الأردني فراز الهواري، والأمين العام لوزارتي الصحة والصناعة الصيدلانية الجزائر، سفراء، وممثلي قطاع الصحة والصناعة الصيدلانية.
أوضح مدير الشركة عبد الكريم كعباش، أن هذا المشروع يشكل شراكة استيراتيجية متطورة وطويلة الأمد بين الجزائر والمملكة الأردنية الهاشمية، وهو مسار طموح مليء بالتحديات التي تم تجاوزها بفضل العزيمة والعمل الجماعي.
وقال أنه منذ 31 سنة اختارت شركة “حكمة” الاستثمار الطويل الأمد عبر اطلاق الإنتاج المحلي بجودة عالية، وتبني المعايير الدولية في التصنيع واليوم مع تدشين هذا المصنع الجديد المتخصص في المستحضرات القابلة للحقن، تؤكد الشركة التزامها بالتفوق والتميز الصناعي، ورؤية موحدة تجمع بين بلدين شقيقين يتقاسمان الطموح ذاته في مجالات الصحة العمومية والسيادة الدوائية والتنمية الاقتصادية المستدامة.
10 مليون وحدة سنويا
وأضاف كعباش، أن هذا المشروع هو تجسيد عملي جديد للعلاقة بين الشعبين الجزائري والأردني ويعكس الروح الحقيقية للتعاون بين الحكومتين، وأن افتتاح أول وحدة انتاج محلية في 2006، هو تعزيز الشراكات مع السلطات المحلية والمختصين، و يجعل المصنع الجديد من “حكمة الجزائر”، الذي ينتج 10 مليون وحدة سنويا، فاعلا رئيسيا في الصناعة الصيدلانية الوطنية وتعزيز الحصول على الأدوية الحاقنة ذات النوعية العالية، ومصدرا لنقل التكنولوجيا وبناء الكفاءات المحلية.
وأوضح المدير، أن المصنع الجديد هو الخامس لمجمع” الحكمة الجزائر” منذ 1994، لبناء شراكة استيراتيجية، ومثالا حيا عن التزامات مسؤولي الشركة العميق بمرافقة التوجيهات الوطنية الرامية الى تأسيس الإنتاج المحلي للأدوية عالية الجودة ووضعها في خدمة المريض الجزائري، قائلا: ” اننا نؤمن بأن الاستثمار في التصنيع المحلي ليس فقط ضرورة اقتصادية بل هو واجب وطني، ليكون شريكا استيراتيجيا يساهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام وفرص عمل للشباب، ونقل المعرفة والتكنولوجيا”.
ونوه المتحدث بجهود الدولة الجزائرية، التي طالما قدمت الدعم والتسهيلات الى الشركاء في مختلف فرق العمل المخلصة في الحكمة، مؤكدا مواصلة النشاط خدمة للجزائر والمريض الجزائري ملتزمين بالجودة والابتكار والمسؤولية الاجتماعية، كاشفا عن الطموح للتصدير بعد تحقيق الإكتفاء الذاتي في الأدوية وبعد دراسة السوق.
مشاريع أخرى مستقبلا
من جهته، أعرب نائب الرئيس التنفيذي لمنطقة “منا للحكمة” سميح مازن درواز، الأردني، عن سعادته بإطلاق هذا المصنع الجديد، الذي يعد ثمرة شراكة بين الجزائر والمملكة الأردنية الهاشمية، قائلا أن “هذا الموقع الجديد المُتخصص في تركيبات الحقن المُعقمة هو أول مصنع للمحاقن الطبية في العالم العربي وإفريقيا يكون في الجزائر، وستكون نقطة انطلاق الى المنطقة من خلال المستحضرات الطبية والتكنولوجية الموجودة في الجزائر، حيث ستكون التكنولوجيا العالية التي تؤهلهم لدخول عدة مستحضرات، منها البيولوجية، لتصدر الى دول أخرى”.
وأشار درواز، الى انه في السنوات الماضية كان الاستهلاك المحلي في سوق الأدوية في الجزائر يشكل نسبة ضئيلة جدا، وحاليا اصبح الاستهلاك حوالي 70 بالمائة من مجمل السوق.
وقال: ” خلال 31 سنة لاحظت وطنا جبارا تخطى كل الصعاب والجدية والعزيمة، نفتخر أن يكون لنا استقلالية من ناحية الصناعة الدوائية، اشكر الجزائر التي فتحت لنا الأبواب، سيكون في السنتين القادمتين مشاريع أخرى خدمة للصناعة الصيدلانية المحلية في الجزائر، لنا امتداد في كافة القارات الافريقية والأوروبية والأمريكية والعربية “.
فريق طبي عالي الجودة
الموقع مجهز بخطين إنتاج متطورين مخصصين لتركيبات الحقن المُعقمة، بما في ذلك أمبولات سائلة وقوارير مسحوق مجفّفة بالتجميد، وسيُنتج مجموعة واسعة من الأدوية القابلة للحقن تُغطي العديد من المجالات العلاجية، مثل المضادات الحيوية، وغيرها من المنتجات المُبتكرة، التي تُلبي الاحتياجات الخاصة لسوق الصحة في الجزائر. حيث يشغل المصنع الجديد فريق طبي مؤهل عاليا يضم حوالي900 منسق صيدلي، مهندس وطبيب، ملتزمين بتلبية أعلى معايير الجودة العالمية، عن طريق التنسيق مع البرتغال لنقل التكنولوجية.
يأتي هذا الموقع الخامس ليضاف إلى وحدات الإنتاج الأربع الأخرى، بما في ذلك أول مصنع وطني مُتخصص في أورام الفم، والذي افتُتح عام 2021.