الشعب أونلاين

الشعب أونلاين جريدة إلكترونية
تصدر عن مؤسسة الشعب

الخميس 12 يونيو 2025
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
البث المباشر
لاتوجد
عرض كل النتائج
الشعب أونلاين
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
الشعب أونلاين
لاتوجد
عرض كل النتائج

سينما المستقبل..

الشعب أونلاين - الشعب أونلاين
2025-06-11
في ثقافة, ملف
0
سينما المستقبل..
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

يشهد عالمنا تحولًا جذريًا وتطورًا هائلًا، تدفعه في ذلك الثورة التكنولوجية التي بسطت نفوذها على كافة جوانب الحياة. فقد أنتجت تقنيات وأدوات رقمية لا تُحصى، أعادت تشكيل نمط الحياة، وصارت ركائز لا غنى عنها في شتى الميادين. وليس عالم الفنون بمنأى عن هذا التأثير، بل لقد استفاد كثيرًا من هذه التطورات، متجاوزًا بذلك حدوده التقليدية، ليفتح آفاقًا جديدة للإبداع ويبلور رؤى فنية مبتكرة ومتطورة.

الفن السابع يعيش التحولات العميقة التي طرأت على صناعة السينما بفضل التقدم التكنولوجي، وبروز الذكاء الاصطناعي الذي غيّر أساليب إنتاج الأفلام السينمائية جذريًا، فصار صناع السينما يتجهون نحو التقنية الرقمية كضرورة ملحة أملتها التحولات العالمية في هذه الصناعة. تحولات تبدأ من المعالجة الرقمية للصورة، مرورًا بالمونتاج والتوزيع، وصولًا إلى مؤثرات الصوت التي تُحدث تغييرات جوهرية في جماليات الصورة وتأثيرها على المتلقي.

ملف: أسامة إفراح وأمينة جابالله وموسى دباب وفاطمة الوحش ومحمد الصالح بن حود

في الجزائر يسعى رواد السينما جاهدين لمواكبة التطورات العالمية، وتوظيف التكنولوجيا الرقمية في صناعة أفلامهم، لتقديم تجارب سينمائية تتجاوز حدود الشاشة التقليدية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو: إلى أيّ مدى يمكن الحديث عن استخدام التكنولوجيا الرقمية في السينما الجزائرية؟ وهل أسهمت هذه التقنيات في بناء صناعة سينمائية بأبعاد فنية وإبداعية عالمية؟  انشغالات نقلناها إلى فاعلين في الحقل السينمائي، فكانت هذه الفسحة.

السّينما..بين الإبداع الفني والتوليد الآلي

شهدت الصناعة السينمائية خلال العقود الأخيرة تحوّلا جذريا بفضل التقدم التكنولوجي، وغيّرت التكنولوجيا الرقمية وجه السينما المعاصرة، فسمحت بتوسيع آفاق الخيال، وتخفيض التكاليف، وتحسين جودة الإنتاج. غير أن الاستخدام غير المتوازن لها قد يُنتج أفلامًا خالية من الروح الإنساني، كما يثير تحديات أخلاقية ومهنية، ما يجعل ضروريا البحث عن توازن دقيق بين التقنية والفن، بحيث تُستخدم التكنولوجيا من أجل أن تخدم القصة، لا أن تهيمن عليها.

يُعد اختراع السينما، في حد ذاته، طفرة تكنولوجية، حيث أنه جمع بين عدة اختراعات سابقة في تكنولوجيا الصورة والحركة، وقد تحقق ذلك فعليًا على يد الأخوين لوميير سنة 1895، حين دمجا التصوير الفوتوغرافي، وآلية العرض، وتقنية الحركة المتعاقبة في جهاز “السينماتوغراف”، ما جعل ولادة السينما ممكنة كتكنولوجيا مستقلة.

كما اخترعت السينما مفهوم “الزمن المُسجل”، وأحدثت طفرة في أشكال التلقي والمعرفة، بل ومهدت لتقنيات لاحقة: التلفزيون، والفيديو، والواقع الافتراضي.

التكنولوجيا تدخل السينما

ولكن توظيف التكنولوجيا الرقمية بدأ في السينما بشكل جدي في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، حيث ظهرت أولى المحاولات باستخدام المؤثرات البصرية الحاسوبية (CGI). ومن أبرز هذه المحاولات فيلم “The Abyss” (1989) للمخرج جيمس كاميرون، الذي احتوى على أول شكل رقمي مائي متحرك. ثم جاء فيلم

( 2 Judgment Day Terminator: “1991)، الذي رسخ استخدام المؤثرات الحاسوبية في تقديم شخصيات معدنية متحولة بطريقة غير مسبوقة.

أما الانطلاقة الحقيقية فكانت مع فيلم

(“1993 Jurassic Park“) الذي جمع بين الرسوم المتحركة الحاسوبية والنماذج الفيزيائية الواقعية، محدثًا ثورة في تقنيات تصوير المخلوقات الخيالية.

ثم تطورت التكنولوجيا الرقمية في عدة مجالات داخل الصناعة السينمائية، منها: التصوير الرقمي: فاستبدال الكاميرات التقليدية بكاميرات رقمية عالية الدقة (مثل كاميرات RED وARRI Alexa) سهل عملية التصوير، وقلل من تكلفة الإنتاج، وفتح المجال للتعديل الفوري على اللقطات.

المؤثّرات البصرية: أصبحت الآن أكثر تعقيدًا وواقعية، ويُستخدم فيها برامج متقدمة مثل After Effects، Maya، وUnreal Engine. ومن أبرز الأمثلة فيلم “Avatar” (2009) الذي استخدم تكنولوجيا التقاط الحركة (motion capture) لابتكار عالم خيالي ثلاثي الأبعاد بالكامل.

تقنيات الواقع الافتراضي والمعزّز: بدأت تُستخدم لتصميم مواقع التصوير الافتراضية وتقديم تجارب سينمائية تفاعلية.

الذّكاء الاصطناعي: بدأ في دخول السينما عبر توليد مشاهد اصطناعية، تحليل السيناريوهات، تحسين جودة الصوت والصورة، “إعادة الشباب الرقمي” للممثلين كبار السن، بل وحتى “إحياء” ممثلين متوفين. مثال على ذلك فيلم (“2016 Rogue One: A Star Wars Story“)، الذي أعاد شخصية الممثل “بيتر كوشينغ” رقمياً بعد وفاته.

وقد كان (“2024 The Last Screenwriter“) أول فيلم طويل يُكتب بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي (4.0ChatGPT).

مقاربات نظرية

أثار هذا التوظيف السينمائي للتكنولوجيا اهتمام الباحثين والدارسين، ويمكن أن نلخص هذا الاهتمام في مجموعة نظريات ومقاربات، من بينها:

نظرية الوسيط (مارشال ماكلوهان): فكرتها الأساسية أن “الوسيط هو الرسالة”، أي أن طريقة عرض المحتوى (الوسيط التكنولوجي) تؤثر في معناه أكثر من المضمون نفسه. وبتطبيق النظرية على السينما، نقول إن استخدام التكنولوجيا الرقمية لا يغيّر فقط في شكل الفيلم، بل في بنيته الإدراكية أيضا، وطريقة تلقيه. وتفسر النظرية كيف تُعيد التكنولوجيا تشكيل حدود التجربة السينمائية، بحيث يصبح الفيلم نفسه مرآة لتقنيات العصر.

نظرية ما بعد السينما (ستيفن شافيرو): وتسلّط الضوء على الانتقال من “السينما التقليدية” إلى أشكال جديدة من السرد، بفعل التكنولوجيا الرقمية. كما تركز على كيفية تغيير التكنولوجيا طبيعة الفيلم بوصفه وسيطا خطيا إلى تجربة شبكية، تفاعلية، وغير محددة بزمن أو مكان.

مقاربة الواقعية الرّقمية (ليف مانوفيتش): وترى أن المؤثرات الرقمية تُعيد تعريف “الواقعية السينمائية”، إذ لم تعد محكومة بقدرات الكاميرا فقط، بل بقدرات الحاسوب. فقد نجد أفلاما تبدو “واقعية” لكنها صُنعت بالكامل رقميا.

مقاربة التقنية الثّقافية (ليف مانوفيتش، مارك هانسن): هي مقاربة بين التكنولوجيا والثقافة، تنظر إلى السينما الرقمية كمنتَج ثقافي وتقني في آنٍ واحد. وتكز المقاربة على تأثير البنية التحتية التكنولوجية (البرمجيات، الذكاء الاصطناعي، أدوات الإنتاج) على المحتوى والرسالة الثقافية.

مقاربة المؤلّف الرّقمي (شين دينسون، جوليا ليدا): تمتد من نظرية المؤلف الكلاسيكية، لكنها تُعيد التفكير في “المخرج” وسط فريق يعتمد بشدة على التكنولوجيا. فالمخرج لم يعد وحده هو “العبقري الخلّاق”، بل أصبح جزءًا من شبكة إنتاج رقمية.

مقاربة “المشهد المفرط” (نيكولاس ميرزوف): تركّز على تأثير الوسائط الرقمية على تمثيل الواقع، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل التجربة البصرية. وترى أن الصورة الرقمية لم تعد شفافة أو “نافذة إلى الواقع”، بل أصبحت مفرطة التركيب والوساطة، ما يخلق “مشهدا” مركبا أكثر من مجرد تمثيل بسيط.

كما توجد مجموعة مقاربات ثقافية ناقدة تعيد التفكير في التكنولوجيا من وجهات نظر ما بعد استعمارية أو محلية. فباستخدام التكنولوجيا الرقمية، يمكن للسينما أن تعبر عن تجارب ثقافية متنوعة، بعيدًا عن الهيمنة الغربية، وتُظهر أفلام من الهند، الصين، وإفريقيا، كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة للتعبير الثقافي المحلي. ومن أبرز الأسماء في هذا السياق “آرجون أبادوراي”، و«أكينتوي أوغبودو”.

فوائد ملموسة..وأضرار محتملة

إنّ لتوظيف التكنولوجيا الرقمية في السينما فوائد عديدة، من بينها خفض التكاليف، فهي تقلّل، على المدى الطويل، من تكلفة الإنتاج عبر تسريع العمليات وتقليل الحاجة للديكور أو السفر لمواقع تصوير بعيدة. كما تساعد على تحقيق خيال المخرجين، بحيث تمكّنهم من تقديم عوالم خيالية، أو مخلوقات غير واقعية، أو أحداث تاريخية بدقة مذهلة يصعب تحقيقها بوسائل تقليدية.

وتسهّل التكنولوجيا عمليات المونتاج والتحرير، فالبرمجيات تتيح تعديل المشاهد بسهولة وسرعة، كما تعزز تجارب الجمهور، فمن خلال المؤثرات الخاصة ثلاثية الأبعاد، أصبحت تجربة المشاهد مع الفيلم غامرة أكثر.

ورغم الفوائد الكبيرة، إلاّ أن هناك سلبيات محتملة لتوظيف التكنولوجيا الرقمية في السينما، من بينها فقدان الطابع الإنساني، فالاعتماد المفرط عليها قد يُفقد الأفلام صدقيتها ودفئها البشري، كما في بعض أفلام الخيال العلمي التي تبدو “باردة” بصريا. كما نشير إلى الابتذال البصري، فبعض الأفلام تستخدم المؤثرات بشكل مفرط على حساب جودة القصة، ما يؤدي إلى إنتاج أعمال ضعيفة دراميا.

ونذكر أيضا تهديد وظائف العاملين التقليديين، كصنّاع الديكور، فنيي الإضاءة، أو حتى ممثلين فرعيين، الذين بدأت التكنولوجيا تحل مكانهم. ولا ننسى المخاوف الأخلاقية، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي في “تزييف” الوجوه أو “إحياء” ممثلين دون موافقة واضحة، ما يفتح الباب لمشاكل قانونية وأخلاقية.

ويبقى الحل الأمثل لهذه السلبيات هو الحرص على تحقيق توازن دقيق بين التقنية والفن، بحيث تُستخدم التكنولوجيا في خدمة العمل الفني، دون أن يؤدّي ذلك إلى هيمنتها عليه.

النّاقد محمد عبيدو: السّينما الجزائرية.. انتقال تدريجي نحو النّظام الرّقمي

ذكر النّاقد السّينمائي محمد عبيدو، بأنّ الانتقال من تكنولوجيا السيليلويد إلى التكنولوجيا الرقمية أحدث أثرا هائلا على شكل ومضمون الصناعة السينمائية، ممّا أسهم في إعادة تشكيل طرق الإنتاج والعرض والتوزيع، بل وأثّر حتى في المفاهيم الفنية والجمالية للفيلم.

أفاد محمد عبيدو في تصريح خصّ به “الشعب”، أنّ إسهام التكنولوجيا الرقمية مكّن في الوقت ذاته من التقليل في تكاليف الإنتاج وانخفاض الميزانيات وتقليص الوقت، بحيث  أتاحت الكاميرات الرقمية وأدوات التصوير الحديثة إنجاز أفلام بجودة عالية، وبتكاليف أقل من استخدام الشريط السينمائي التقليدي، مبرزا في سياق حديثه أن “سعر الكاميرا السينمائية التقليدية يصل في معظم الأحيان إلى نحو 100 ألف دولار، بينما ينخفض سعر الكاميرات الرقمية عن ذلك بكثير.

ومن زاوية أخرى، فإن الشريط العادي الذي يكلف طول ساعة واحدة منه نحو 25 ألف دولار، علاوة على ذلك، مهما بلغت دقة التعامل معه، فإنه في كل مرة يمرر فيها فيلم 35 مم على جهاز عرض، يتدهور، وتتراكم عليه العيوب من خدوش، وتمزيقات وحواف مهترئة ممّا يؤثر على جودة المشاهدة”، وأضاف “بينما تعرض نسخة رقمية من الفيلم مرة أو ألف مرة، وتبقى الجودة كما هي”. ليشير أن التصوير الرقمي يتيح لصانعي الأفلام مراجعة أعمالهم فورًا، ويمكن إعادة تصوير اللقطات التي لا تعمل بسرعة، مما قد يُخفِّض تكاليف التصوير الرئيسية.

المتحدّث أكّد بأنّ التكنولوجيا الرقمية جعلت السينما متاحة للجميع، وتم تذليل العقبات التي تحول دون دخول الهواة وصانعي الأفلام من ذوي الميزانيات المحدودة عالم الإنتاج ومن يمتلكون الرؤية الفنية والأدوات الرقمية المناسبة، قائلا بأنّها “تمكّنهم من سرد قصصهم دون التكاليف الباهظة للإنتاج التقليدي، ممّا يتيح للابتكار أن يكون في متناول أي شخص يحمل كاميرا”.

وذكر عبيدو بأنّ الثّورة الرّقمية لم تقتصر على تحسين جودة الإنتاج فقط، بل كانت محفزًا قويًا للإبداع الفني، مشيرا إلى أنّ الأدوات الرقمية وفّرت مساحة رحبة لتجريب أساليب جديدة في السرد السينمائي، كما أتاحت التكنولوجيات الرقمية فرصا عظيمة لإدخال المؤثرات الخاصة.

وفي ما يخص مرحلة ما بعد الإنتاج، حسب المتحدّث “فقد مكنت برامج المونتاج، وتصحيح الألوان، ومعالجة الصوت من تطوير جودة الصورة والمحتوى بشكل أكثر دقة واحترافية، فمن خلال هذه التقنيات الحديثة، صرنا لا حاجة للتحويل من صورة إلى أخرى، بل يجري العمل منذ البداية وحتى النهاية في الوسط الرقمي نفسه”.

كما تحدّث المخرج عبيدو عن التحول إلى التوزيع الرقمي “الذي يَعِدُ بتوفير مليارات الدولارات للصناعة ولكنه يأتي بثمن، بحيث لا تستطيع العديد من دور العرض الفنية شراء أجهزة عرض رقمية، والتي تكلّف عادةً ما بين 60 ألف دولار و150 ألف دولار للجهاز الواحد”.

محمد عبيدو أشار أيضا إلى انتقاد بعض مخرجي الأفلام، للسينما الرقمية علنًا، ودفاعهم عن استخدام الأفلام ونسخها، مما جعل العديد من المخرجين  يترددون في كيفية سعي التقنيات الرقمية لمحاكاة جماليات الأفلام، وجادلوا بأن الكاميرات الرقمية المبكرة تفتقر إلى موثوقية الفيلم، خاصة عند تصوير التسلسلات بسرعة عالية أو في بيئات فوضوية، بسبب الأعطال الفنية للكاميرات الرقمية”.

وختاما يرى محمد عبيدو بأنّ السينما الجزائرية في مرحلة الانتقال التدريجي نحو النظام الرقمي، كضرورة فرضتها التحولات العالمية في الصناعة السينمائية في مجالات التصوير والعرض، مشيرا إلى أن ذلك يتجلى من خلال توقيف العمل بالشريط 35 ملم واستعمال الكاميرات الرقمية في العديد من الأفلام القصيرة والطويلة. كما يتم تجهيز بعض القاعات بتقنيات العرض الرقمي، وقال “أصبح من الممكن للمخرجين وصانعي الأفلام توسيع نطاق التعريف بأفلامهم وتحقيق تأثير أوسع، بما يتيح للجمهور العالمي فرصة مشاهدة أعمالهم والتعرّف إلى قصصهم وثقافتهم”.

كما أكّد بأنّ مستقبل السينما الجزائرية مليء بالتحولات والتحديات التي تمكّنها من بلوغ الإمكانات الإبداعية والتقنية للسينما العالمية في العالم الرقمي، فهي ـ حسبه ـ مازالت تعاني نقص البنية التحتية الرقمية وقلة التمويل والميزانيات المستثمرة في هذا المجال وأيضا نقص التكوين الأكاديمي، وبالتالي يقول: “استخدام المعدّات والبرمجيات الرقمية لمختلف حلقات الصناعة السينمائية الجزائرية بشكل عام بحاجة إلى مزيد من التحكم التقني، خاصة في مجالات العرض والتوزيع وحماية الأرشيف”.

مدير المعهد العالي للسينما إلياس بوخموشة: الذكاء الاصطناعي يرفع سقف الإبداع عاليا..

يرى إلياس بوخموشة، مدير المعهد الوطني العالي للسينما، أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في السينما لم يعد أمرا مستجدا، بل أصبح واقعا شاملا يمتد من مرحلة الإنتاج إلى العرض. ويؤكد أن ما يعد جديدا اليوم هو إدماج الذكاء الاصطناعي في العملية السينمائية، بينما أصبحت التقنيات الرقمية بديلا كاملا للسينما “التشابهية” أو ما يعرف بـ«الأنالوجيك”، والتي لم تعد تستخدم إلا في حالات نادرة لأغراض أرشيفية.

وقال إلياس بوخموشة: “اليوم، لا ينجز تقريبا أي فيلم بالتقنيات القديمة. لقد اندثرت معامل التحميض، واختفت مهن مثل محمض الأفلام، التي كانت تعتمد على تقنيات معقدة داخل غرف مظلمة وبإضاءة حمراء. ولم يعد لهذه الوظائف مكان في الصناعة الحديثة”.

وأضاف في حديث مع “الشعب” أن تكنولوجيا البث الرقمي عبر الإنترنت ووسائط العرض مثل “DCP” أصبحت القاعدة في قاعات العرض الحديثة، إلا أن التحدي في الجزائر يكمن في غياب هذه القاعات.

وتابع: “رغم الزخم الحاصل على مستوى الإنتاج بفضل التكنولوجيا الرقمية، إلا أن قلة قاعات العرض المجهزة رقميا تظل من بين التحديات التي تواجه انتشار هذه الأعمال. فالفيلم بحاجة إلى فضاء للعرض يربطه بجمهوره، ويساعد صاحبه على مواصلة تجربته الفنية بإنتاج أعمال جديدة. لذلك، فإن دعم هذا الجانب من شأنه أن يسهم في تعزيز استمرارية هذه الديناميكية السينمائية الواعدة”.

وأشار بوخموشة إلى أن إدماج الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة حقيقية في طرق إنتاج الأفلام، عبر خفض التكاليف بشكل كبير، لكنه تسبب في المقابل في اختفاء مهن تقليدية كانت جزءا لا يتجزأ من الصناعة. وقال: “أعرف الكثير ممن لم يتمكنوا من التأقلم مع الرقمنة رغم خبرتهم الطويلة، لأنهم لم يملكوا القدرة على البدء من جديد”.

وعن تجربته الشخصية، قال: “بحكم انفتاحي المبكر على الإعلام الآلي، تمكنت من مواكبة التحول الرقمي بسرعة، ووجدت نفسي أدرب من كانوا يوما ما أساتذتي”.

ويرى المتحدث أن السينما الرقمية أطلقت طاقات شبابية غير مسبوقة، وساهمت في بروز ما يعرف بـ«السينما المستقلة”، التي يقودها مخرجون شباب مسلحون بالكاميرات الرقمية وبرامج المونتاج الحديثة، ويشاركون بأعمالهم في مهرجانات وطنية ودولية. وأضاف “التكنولوجيا منحتهم فرصة الدخول إلى عالم السينما، بعدما كانت التكاليف الباهظة في زمن الفيلم الكيميائي تمنعهم من ذلك”. لكنه لفت إلى أن هذا الطموح يصطدم بعقبة التوزيع، إذ “رغم الإنتاج الغزير، تبقى الأعمال رهينة التمويل العمومي المحدود، وغياب سوق سينمائية مستدامة”.

وتابع قائلا “إن هذا التحول الرقمي لا يتعلق فقط بتبديل الأدوات، بل بإعادة تعريف المهنة ذاتها. فصناعة الفيلم لم تعد حكرا على النخبة، بل مفتوحة لكل من يمتلك الأدوات الرقمية وروح الإبداع. الرقمنة لا رجعة فيها..ومن لا يملك القابلية للتعلم من جديد، سيجد نفسه خارج هذا العالم المتحول”.

عبد الهادي بلغيث: السينما في العصر الرقمي متعالية عن العقبات الإنتاجية

أكد كاتب السيناريو ودارس علم الاجتماع، عبد الهادي بلغيث، أن صناعة السينما شهدت تحولات جذرية منذ نشأتها، متأثرة بتطور التكنولوجيا التي أعادت تشكيل أساليب الإنتاج والتوزيع والعرض. وأوضح أن التحول من السينما الصامتة إلى السينما الناطقة في عشرينيات القرن الماضي شكل منعرجا كبيرا، لتتطور لاحقا نحو السينما الكلاسيكية التي ازدهرت ما بين ثلاثينيات وستينيات القرن الماضي، حيث برزت أعمال رومانسية ودرامية وكوميدية استفادت من تقنيات تصوير متقدمة وإخراج مبتكر ومؤثرات صوتية متطورة.

أشار عبد الهادي بلغيث إلى أن التكنولوجيا لعبت دورا محوريا في إثراء التجربة السينمائية، إذ مكنت من تجسيد شخصيات خيالية وخلق مشاهد واقعية في بيئات غير موجودة فعليًا، ما أضفى على الأفلام طابعا بصريا مدهشا وجعل الإيقاع السردي أكثر إثارة وجاذبية للمشاهد.

وقال المتحدث إن التكنولوجيا الرقمية مثلت نقطة تحوّل حقيقية في الصناعة السينمائية، ليس فقط لأنها استبدلت الوسائط التقليدية، بل لأنها غيرت منطق العمل في مختلف المراحل، من الإنتاج إلى ما بعد الإنتاج، وصولا إلى التوزيع والاستهلاك. واعتبر أن الكاميرات الرقمية الحديثة التي توفر دقة تصوير تصل إلى 4K و8K، إلى جانب القدرة على التصوير في الإضاءة المنخفضة، منحت المخرجين والمصورين حرية إبداعية لم تكن متاحة في السابق.

كما أشار إلى أن هذه الكاميرات، رغم كلفتها الأولية المرتفعة، ساعدت في تقليل التكاليف العامة للإنتاج، خاصة عندما تقترن بتقنيات مثل المؤثرات البصرية CGI والشاشات الزرقاء والخضراء، التي مكّنت من خلق بيئات وشخصيات افتراضية تبدو حقيقية وواقعية.

وفي ما يتعلق بمرحلة ما بعد الإنتاج، أكد بلغيث أن البرمجيات الحديثة غيرت وجه المونتاج السينمائي، إذ أصبح بالإمكان تعديل المشاهد ودمج المؤثرات البصرية المعقدة بدقة وسلاسة، مع إتاحة العمل المشترك بين فرق في مناطق جغرافية متفرقة، مما اختصر الوقت والجهد وسرع من وتيرة إنجاز الأعمال.

وفي جانب التوزيع والعرض، أوضح بلغيث أن المنصات الرقمية مثل Netflix وDisney+  أحدثت ثورة في كيفية تلقي الجمهور للأفلام، حيث تجاوزت النمط التقليدي المرتبط بقاعات السينما، وفتحت المجال أمام صناع الأفلام المستقلين للوصول إلى جمهور عالمي دون المرور بالوسطاء التقليديين. وأضاف أن تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز أصبحت جزءًا من تجربة المشاهدة، مما يجعل المتفرج عنصرا فاعلا في تفاعل مباشر مع الفيلم.

وقال بلغيث، إن الأثر الأهم للتحول الرقمي يتمثل في تمكين الفئات الشابة من دخول عالم السينما دون عوائق كبيرة، مشيرًا إلى أن الكاميرات الرقمية المتاحة بأسعار معقولة، وتطبيقات المونتاج المجانية أو زهيدة التكلفة على الهواتف الذكية، سمحت بإنتاج أفلام مستقلة ذات جودة احترافية، شاركت في مهرجانات دولية وحققت انتشارا واسعا، ما سمح بظهور رؤى جديدة وطاقات إبداعية واعدة.

أما عن واقع السينما الجزائرية، فبين بلغيث أن الحديث عن التكنولوجيا الرقمية يجب أن ينطلق أولا من واقع البنية التحتية للقطاع، معتبرًا أن أي طموح رقمي لن ينجح ما لم يتم تدارك الاختلالات العميقة التي يعاني منها الميدان. وقال في هذا السياق: “لا يمكن التفكير في استخدام التكنولوجيا الرقمية دون إعادة الاعتبار إلى قاعات العرض التي اختفت من المشهد أو تحوّلت إلى بنايات مهجورة”.

وشدد المتحدث على ضرورة ترميم وإعادة فتح قاعات السينما عبر مختلف ولايات الوطن، إلى جانب إنشاء قاعات جديدة، لضمان وصول الأفلام الحديثة، سواء الرقمية أو التقليدية، إلى الجمهور المحلي. كما دعا إلى تسهيل الإجراءات الإدارية لمنح التراخيص، ودعم مشاريع التكوين في تقنيات السينما، من تصوير ومونتاج وكتابة سيناريو، لتكوين قاعدة فنية قادرة على التعامل مع الأدوات الرقمية باحترافية.

وأشار عبد الهادي بلغيث إلى أن التكنولوجيا الرقمية يمكن أن تساهم في تجاوز الكثير من العقبات الإنتاجية، موضحًا أن استخدام الكاميرات الرقمية من شأنه تقليل كلفة الإنتاج، وتوفير مرونة أكبر في التصوير، مما يسمح بخلق تجارب سينمائية مبتكرة من قبل شباب طموح لا يملك ميزانيات ضخمة. كما رأى أن أدوات ما بعد الإنتاج الرقمية تمكن المبدعين الجزائريين من تجسيد رؤاهم الفنية دون الحاجة إلى استوديوهات ضخمة أو تقنيات معقدة يصعب الوصول إليها.

وفي ما يخص التوزيع، قال بلغيث إن المنصات الرقمية تتيح حلا عمليا لمشكلة نقص قاعات العرض، إذ يمكن توجيه الإنتاج السينمائي المحلي نحو الإنترنت ليصل إلى الجمهور الجزائري داخل البلاد وخارجها، ويساهم في ترويج الثقافة المحلية ويُعيد للمشاهد الثقة في الإنتاج الوطني.

كما أضاف أن هذه المنصات يمكن أن تفتح الباب أمام الأرشفة الرقمية للسينما الجزائرية، عبر رقمنة الأفلام القديمة وحفظها من التلف، ما يمكن الأجيال الجديدة من الاطلاع على ذاكرة بصرية كانت مهددة بالاندثار.

وختم بلغيث بالتأكيد على أن “الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية في السينما الجزائرية لا يجب أن تكون مجرد حلم، بل مشروعا وطنيا قائما على تصور متكامل، يبدأ من إصلاح البنية التحتية، ويمر عبر التكوين والدعم، ليصل في النهاية إلى بناء صناعة سينمائية حديثة وقادرة على المنافسة والانتشار العالمي.

جمال الدين لعزيزي: التكنولوجيا الرقمية أحدثت طفرة في صناعـة السينما

يعتبر الدكتور جمال الدين لعزيزي استخدام التكنولوجيا الرقمية في الصناعة السينمائية نقلة نوعية في مسيرة صناع السينما في العالم، ويرى بأنها نتاج ثورة رقمية تمخض عنها تكنولوجيا تعتمد على الحاسوب في أداء العديد من المهام، وتعرف التكنولوجيا الرقمية بشكل أدق ـ حسبه ـ على أنها مجموعة من الأدوات والتقنيات التي تعتمد على تحويل المعلومات والبيانات إلى صيغة رقمية، يمكن معالجتها وتخزينها باستخدام الأجهزة الإلكترونية.

أكد الأستاذ المساعد بالمعهد الوطني العالي للسينما محمد لخضر حمينة بالقليعة، جمال الدين لعزيزي في حديثه لـ«الشعب” أن الاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية في مختلف تخصصات الصناعة السينماتوغرافية، فتح مجال الإبداع على مصراعيه، حيث وفرت أدوات السينما الرقمية لصناع السينما القدرة على إحداث عوالم مبتكرة وتجسيد أفكار لم يكن بالإمكان تصورها في الماضي.

يضيف المختص في الدراسات السنيمائية أن هذه الاستعانة طالت تأثير التكنولوجيا الرقمية على الصناعة السينمائية ليشمل كل تخصصات ووظائف هذه الصناعة، من خلال تطوير وتصميم برمجيات رقمية متخصصة لكل مراحل إنتاج الفيلم السينمائي، بداية من كتابة السيناريو مرورا بتصوير الفيلم ومرحلة المعالجة الرقمية للمادة الفلمية المصورة وصولا إلى مرحلة الإصدار النهائي للفيلم السينمائي ومراجعته فنيا وتقنيا.

وأضاف أن من بين مظاهر التكنولوجيا الرقمية في السينما، صناعة كاميرات رقمية احترافية ذات دقة عالية وإبداع غير محدود، يمكن أن يصل إلى دقة (8 ك) و(12ك) ومرونة في ضبط إعدادات الألوان والإضاءة، ما يتماشى مع رؤية المخرج، مثل كاميرا “راد إيبيك”  الاحترافية من إنتاج شركة “راد” الأمريكية.

وقال المتحدث إن هذه النقطة نتج عنها عديد المظاهر، على غرار استخدام المؤثرات البصرية “فيفكس” وتقنيات “سيجي” وهذا من خلال الاستعانة ببرمجيات رقمية احترافية مثل برنامج “أدوب أفترإفكت” من إنتاج شركة “أدوبي”، وبرنامج “دافينشي ريزولف” من إنتاج شركة “ بلاك ماجيك ديزاين” وكلا البرنامجين تم دعمهما بتقنية الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

في ذات السياق، سلط جمال الدين الضوء على تجربة المعهد الوطني العالي للسينما محمد لخضر حمينة بالقليعة، كأول معهد في الجزائر منذ الاستقلال مختص في السينما، والذي يوفر تكوينا احترافيا لطلبته في السينما، وأيضا يوفر تعلم استخدام التكنولوجيا الرقمية في صناعة أفلام سينمائية تعكس أصالة بلادنا الجزائر وتاريخها المجيد.

 

سابقة

المطلوب من حرّاس بكالوريا 2025

موالية

الجزائر- موريتانيا.. آفاق شراكة رابحة

الشعب أونلاين

الشعب أونلاين

"الشعب أونلاين"

مشابهةمقالات

تمديد آجال المشاركة في مسابقة البحث في تاريخ الأمير عبد القادر
آخر الأخبار

تمديد آجال المشاركة في مسابقة البحث في تاريخ الأمير عبد القادر

2025-06-12
انطلاق التظاهرة الفنية الإبداعية “تيندا 25” بالعاصمة
آخر الأخبار

انطلاق التظاهرة الفنية الإبداعية “تيندا 25” بالعاصمة

2025-06-11
الجزائر- موريتانيا.. آفاق شراكة رابحة
ملف

الجزائر- موريتانيا.. آفاق شراكة رابحة

2025-06-11
إشتراك
دخول
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
الشعب أونلاين

الشعب أونلاين جريدة إلكترونية
تصدر عن مؤسسة الشعب تؤدي خدمة إعلامية عمومية.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

wpDiscuz
لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .