تتوالى ردود الفعل الدولية على اختطاف سفينة “مادلين”، ومن عليها، من تنديد لهذا العمل المصنف إرهابا الى استدعاء وزارة الخارجية الإسبانية القائم بأعمال “سفارة” الكيان الصهيوني بمدريد للاحتجاج على اعتراض هذه السفينة الإغاثية لغزة بالمياه الدولية..
أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة للاعتداء السافر على سفينة “مادلين” واختطاف من عليها من شخصيات سياسية وإنسانية، عادة ذلك امتدادا لإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الكيان الصهيوني.
وثمنت المنظمة الجهود والمبادرات الإنسانية وفعاليات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، وطالبت بالإفراج الفوري عن الناشطين الدوليين وتوفير الحماية لجميع العاملين في المجالين الإنساني والطبي والإعلامي، مؤكدة ضرورة السماح بدخول المساعدات الإغاثية والإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى قطاع غزة.
وجددت المنظمة دعوتها جميع الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه إلزام الاحتلال الصهيوني وقف جميع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتدمير والتجويع والحصار التي يرتكبها ضد أهالي قطاع غزة.
اسبانيا تستدعي القائم بأعمال “سفارة” الكيان الصهيوني للاحتجاج..
واستدعت وزارة الخارجية الإسبانية، الاثنين، القائم بأعمال “سفارة” الكيان الصهيوني بمدريد للاحتجاج على اعتراض قوات الاحتلال لسفينة “مادلين” الإغاثية بالمياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة محملة بمساعدات انسانية.
وقالت مصادر إعلامية أن وزارة الخارجية الإسبانية استدعت القائم بأعمال “سفارة” الكيان الصهيوني بمدريد للاحتجاج على اعتراض سفينة المساعدات المتوجهة إلى غزة فجر اليوم وعلى متنها 12 ناشطا.
وفي السياق، أدانت نائبة رئيس الوزراء الاسباني ووزيرة العمل، يولاندا دياز، اعتراض السفينة الاغاثية، معتبرة أن “هذا الانتهاك للقانون الدولي يتطلب ردا حازما من الاتحاد الاوروبي”.
وعبرت عن تضامنها مع المتطوعين المعتقلين، مطالبة الكيان الصهيوني بالإفراج الفوري عنهم.
العفو الدولية: الهجوم على السفينة “انتهاك للقانون الدولي”
وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد اليوم الاثنين، هجوم الكيان الصهيوني على السفينة “مادلين” بأنه “انتهاك للقانون الدولي”، داعية إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط” عن طاقمها.
وقالت كالامارد – في بيان تعقيبا على هجوم الكيان الصهيوني على السفينة “مادلين” التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة واحتجاز الناشطين الذين كانوا على متنها – أنه بهذه الخطوة تجاهل الكيان الصهيوني مجددا التزاماته القانونية تجاه المدنيين في قطاع غزة المحتل وأظهر “استخفافا مروعا” بقرارات محكمة العدل الدولية الملزمة قانونا.
وأضافت أن الناشطين الذين كانوا على متن السفينة “عزل ومدافعون عن حقوق الإنسان و كانوا في مهمة إنسانية”، داعية إلى “ضرورة إطلاق سراحهم فورا ودون قيد أو شرط”.
وشددت كالامارد على “ضرورة حماية الناشطين من التعذيب وغيره من سوء المعاملة حتى إطلاق سراحهم”، مؤكدة على “ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات فورية و إلا فقد يصبح متواطئا في انتهاكات الكيان الصهيوني الجسيمة لحقوق الفلسطينيين.
وحذرت من أنه ما لم تتخذ دول العالم خطوات ملموسة وتنهي دعمها للكيان الصهيوني، سيظل الاخير يتمتع بحرية مطلقة لمواصلة قتل الفلسطينيين.
“حماس”: احتجاز السفينة التضامنية “إرهاب منظم”
وأدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاثنين، بأشد العبارات “جريمة القرصنة” التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بحق سفينة “مادلين” التضامنية، بعد أن تم اعتراضها في المياه الدولية أثناء توجهها إلى قطاع غزة، مؤكدة أن هذا الإجراء يشكل “إرهابا منظما”، وانتهاكا صريحا للقانون الدولي.
وقالت الحركة في بيان صحفي، أن قوات الاحتلال الصهيوني “منعت بالقوة السفينة من الوصول إلى قطاع غزة، وقامت باقتيادها إلى ميناء أسدود، واحتجاز من على متنها من متضامنين دوليين”، مشيرة إلى أنهم “قدموا في مهمة إنسانية تهدف إلى كسر الحصار وفضح جريمة التجويع”.
واعتبرت “حماس” أن هذا الإجراء يشكل “إرهابا منظما”، و”انتهاكا صريحا للقانون الدولي”، و”اعتداء على متطوعين مدنيين تحركهم دوافع إنسانية”.
وحيت الحركة المتضامنين الأحرار من مختلف الجنسيات، “الذين واجهوا التهديدات بثبات، وأكدوا أن غزة ليست وحدها، وأن ضمير الإنسانية ما زال حيا في مواجهة الاحتلال الفاشي”، وأن “غزة تحظى بإسناد من أحرار العالم”.
وأشارت إلى أن سفينة “مادلين” ومعها قوافل الصمود البرية، “شكلت شهادة حية على فشل آلة الدعاية الصهيونية، وعلى امتداد التضامن الشعبي والإنساني مع غزة المحاصرة”.
وطالبت حركة “حماس” في ختام بيانها بـ “الإفراج الفوري عن المتضامنين وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامتهم”.
ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى إدانة ما وصفته بـ”الجريمة”، والتحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروض على غزة.
وأكدت على أن “الحصار جريمة لا تسقط بالتقادم، وسيبقى العالم يواجهها بكل الوسائل”، كما ثمنت وشجعت كل المبادرات الدولية لكسر الحصار الظالم المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عاما.
وشددت على أن احتجاز “مادلين” لن يسكت صوت الأحرار، ولن يوقف مد التضامن العالمي المتصاعد مع غزة، بل سيزيد من عزلة الاحتلال، ويعري وجهه الإجرامي أمام شعوب العالم.
وقال تحالف “أسطول الحرية” (منظمة أطلقت حملة ضد الحصار على غزة وحاولت كسره بالقوارب)، أن “قوات جيش الاحتلال صعدت على متن سفينة مادلين المتوجهة إلى غزة وانقطع الاتصال بها”.
وكانت سفينة “مادلين” تقل 12 شخصا من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام.
وسبق أيضا لسفينة “الضمير” التابعة للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن تعرضت الى هجوم بطائرة مسيرة صهيونية في 2 مايو الماضي أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يرتكب الكيان الصهيوني إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت حرب الإبادة الصهيونية أزيد من 181 ألف بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين ومجاعة أزهقت أرواح الكثيرين من بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
