انتقد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ، الولايات المتحدة بشدة لاستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ورفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن واشنطن ” أساءت مرة أخرى استخدام حق النقض”.
وقال فو تسونغ أمس الأربعاء “إن الصين تشعر بخيبة أمل عميقة إزاء نتيجة التصويت الذي جرى يوم الأربعاء”، موضحا أن مشروع القرار “يجسد مطالب سكان غزة الأكثر إلحاحا ويعبر عن صوت المجتمع الدولي بأكمله”.
وذكر أن “الولايات المتحدة أساءت مرة أخرى استخدام حق النقض، مما أطفأ بصيص الأمل لأهالي غزة وأبقى أكثر من مليوني شخص في الظلام. ويجب عليها أن تواجه تساؤلات المجتمع الدولي”.
وأكد الدبلوماسي الصيني أن نتيجة التصويت تكشف مرة أخرى أن السبب الجذري لعجز المجلس عن وقف العدوان الصهيوني على غزة هو “العرقلة المتكررة من قبل الولايات المتحدة”، لافتا إلى أن واشنطن استخدمت حق النقض عدة مرات ضد طلب مجلس الأمن وقف إطلاق النار في غزة “وبسبب توفيرها الحماية (للكيان الصهيوني) لم تنفذ العديد من القرارات الصادرة عن المجلس بشأن غزة تنفيذا فعالا”.
وأضاف أن “المجتمع الدولي لن يوقف جهوده الرامية إلى تحقيق الإنصاف والعدالة، ودعم سيادة القانون الدولي وصون سلطة مجلس الأمن. وأن استخدام دولة دائمة العضوية لحق النقض لا يمكنه أن يوقف المسيرة نحو السلام”، حاثا الولايات المتحدة على “الاضطلاع بمسؤولياتها كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، والتخلي عن حساباتها السياسية واعتماد موقف عادل ومسؤول يدعم المجلس في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة”.
وتطرق مندوب الصين لدى الأمم إلى الانتهاكات التي يرتكبها الكيان الصهيوني منذ بدء حرب الإبادة الصهيونية في أكتوبر 2023، ومنها استخدام المساعدات الإنسانية كسلاح، واستهداف البنى التحتية المدنية والقتل الوحشي للصحفيين والعاملين في المجال الإنساني، مشيرا إلى أن أفعال الكيان الصهيوني “تجاوزت كل الخطوط الحمراء للقانون الإنساني الدولي وانتهكت بشكل جسيم قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، فضلا عن التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية”.
وذكر أن “هذه الانتهاكات لم تتوقف ولم يحاسب مرتكبوها، بسبب الحماية التي توفرها دولة معينة”، محذرا من أن “أي معايير مزدوجة أو تطبيق انتقائي لن يؤدي إلا إلى تآكل أساس سيادة القانون الدولي، ويجب رفضها بحزم”.
وأخفق مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، في تبني مشروع قرار يطالب بوقف “فوري” و”غير مشروط” و”دائم” لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض.
وحصل مشروع القرار على تأييد 14 عضوا من أعضاء المجلس الخمسة عشر، مقابل رفضه من قبل الولايات المتحدة.