يواجه اتحاد اجزائر صعوبات كبيرة في تجاوز فترة فراغ يمر بها من أشهر، رغم التغييرات التي أجراها مجمع تسيير الموانئ “سير بور” بمستويات مختلفة داخل الفريق.
أريحية مالية لم تضمن الاستقرار
اتحاد الجزائر من الفرق التي تجاوزت مشكلة الموارد المالية منذ سنوات، فبعد شركة الأشغال العمومية التي يمتلكها رجل الاعمال الموقوف علي حداد، استلم مجمع تسيير الموانئ “سير بور” زمام الأمور ووفر الإمكانيات اللازمة لتكوين فريق تنافسي محليا وقاريا.
ونجح الفريق في تحقيق لقبين قاريين في ظرف وجيز، وفاز بكأس الاتحاد الإفريقي على حساب نادي بانغ أفريكانز التنزاني، ثم “السوبر” الإفريقي أمام العملاق المصري الأهلي صيف 2023.
وغير المدرب السابق عبد الحق بن شيخة، حينها، ملامح الفريق الأول بتشكيلة قوية ومتواتزنة، ولكن سرعان ما تدهورت النتائج ورحل “الجنرال”.
ولم تكن الضائقة المالية سببا في رحيل الطاقم الفني بعد الإنجاز للتاريخي للفريق العاصمي، ولكن لأسباب أخرى.
تغييرات لم تأت بجديد
سارعت إدارة مجمع “سير بور” لإجراء تغييرات على مستوى طاقم تسيير فرع كرة القدم بتنحية كمال حسينة، وتعيين عثمان سحبان بدلا عنه في جوان 2024.
ونجح المسؤول الجديد عن مجلس إدارة الفريق العاصمي إلى حد ما في مهمته، بانتداب أسماء لامعة على غرار إلياس شتي، حسام الدين غشة، و أيوب عزي والمدرب التونسي نبيل معلول.
وكانت بداية 2024/ 2025 موفقة من حيث النتائج، بحيث كان الاتحاد من بين الفرق التي تلعب الأدوار الأولى في البطولة المحلية رغم مشكلة العقم الهجومي، الذي تسبب في صداع كبير للطاقم الفني وأثار غضب مشجعي الفريق الذين طالب كثير منهم بفسخ عقد المدرب معلول.
ورغم مشكلة الهجوم وطريقة اللعب التي ابتعدت عن الاستعراض الكروي، بحسب المتابعين، الا ان المدرب معلول اوصل بالاتحاد ربع نهائي كأس الاتحاد الإفريقي على رأس المجموعة الثالثة، وكان أيضا ضمن كوكبة مقدمة ترتيب الرابطة المحترفة الأولى، وتجاوز الأدوار الأولى في كأس الجزائر، ولكنه اضطر للمغادرة أيضا.
خسارة “الداربي” القشة التي قصمت ظهر الفريق
لم يتجرع جمهور الاتحاد ولا إدارة الفريق الخسارة المرة أمام مولودية الجزائر في “داربي” العاصمة بنتيجة عريضة (3 /0) برسم الجولة 11، والتي كانت بمثابة القشة التي قصمت بيت الاتحاد، وتسببت في إقالة المدرب نبيل معلول، الذي طالب بتعويض عن كل الرواتب المتبقية من عقده لعدم توفر أسباب قوية للإقالة.
وسارعت الإدارة بقيادة سحبان عثمان لربط الاتصالات مع المدرب السابق لشباب بلوزداد، البرازيلي، ماركوس باكيتا لتعويض معلول.
وكان الجميع يترقب تحول كبير في النتائج محليا وبلوغ نهائي كأس الاتحاد الإفريقي، مع المدرب البرازيلي الذي حقق نتائج طيبة مع شباب بلوزداد وتوج بكأس الجزائر موسم 2023/2024.
ولكن فترة باكيتا لم تدم طويلا، فقد رحل الأخير في أفريل الماضي بسبب سوء النتائج، وبعد أيام كلف محمد لاسات بالإشراف على رفقاء بن بوط كمدرب مساعد، إلى غاية تعيين المدرب الرئيسي والذي لم يعرف إلى غاية كتابة هذه الأسطر.
رواتب اللاعبين قضية تقلق الإدارة
ذكرت مصادر مقربة من إدارة اتحاد الجزائر، ان الفارق في رواتب اللاعبين الجدد والقدامى من بين أسباب تدهور الوضع داخل الاتحاد وتذبذب النتائج.
فبعض الاسماء التي استقدمت برواتب كبيرة لم تقدم الإضافة للتشكيلة محليا وقاريا، وأرقامها المسجلة في كل منافسة تشير إلى عدم توفيق لجنة الاستقدامات في مهمتها.
وتتراوح رواتب لاعبي الاتحاد،ب حسب مصادر مقربة من الفريق، بين 250 مليون سنتيم، وهي أجرة لاعب احتياطي، إلى أكثر من 1 مليار سنتيم للاعب أجنبي، لم يستطع فرض نفسه ضمن التشكيلة الأساسية ومشاركته في كل مباراة لا تتعدى شوطا واحدا.
سحر عليق لم يخرج الفريق من النفق
عودة الرئيس السابق للاتحاد سعيد عليق لإدارة شؤون الفريق، كانت في ظروف صعبة، ولكن الكثيرين توقعوا رؤية اثر سحره سريعا على أداء الفريق.
وقد جاء عليق بخطاب تحفيزي ووعود بتسوية الأمور العالقة في الفريق، قصد دفع اللاعبين الى تقديم الأفضل ولكن الامور بقيت على حالها.
في آخر ثلاث مواجهات كسب الاتحاد نقطة واحدة فقط، وكانت داخل القواعد، فخسر أمام نادي بارادو بثلاثة أهداف لواحد، ثم أمام مولودية الجزائر بهدف لصفر وتعادل بهدف لمثله مع أولمبيك آقبو في ملعب 5 جويلية.
عدم انضباط اللاعبين خارج التدريبات
مشاركة لاعبين من الفريق الأول في مباراة بين الأحياء أثناء الموسم الكروي يعتبر خرقا للقانون الداخلي ومناف لأصول الاحتراف.
وقد عرف الاتحاد مؤخرا حالتين من اللانضباط، بحيث ثبتت مشاركة غيلاس غناوي وهيثم لوصيف في مباراة بأحد أحياء العاصمة.
وتقدر إثر ذلك ابعاد اللاعبين من الفريق الأول إلى غاية احالتهما على المجلس التأديبي.
وقالت إدارة الفريق، في بيان على صفحتها في “فايسبوك”، إنها ستتخذ إجراءات قانونية صارمة في حق غناوي ولوصيف: ” قررت إدارة اتحاد العاصمة حرمان الثنائي غيلاس غناوي وهيثم لوصيف من التدريبات، وذلك بعد التحقق من مشاركتهما في مباراة غير مرخص لها، جرت بأحد الملاعب المستأجرة في العاصمة”.
الكأس آخر ورقة لإنقاذ الموسم
يمكن لاتحاد الجزائر إنهاء الموسم الكروي بطريقة أفضل، رغم تدهور النتائج في بطولة الوطنية، بحيث يمتلك الفريق فرصة كبيرة للتعويض والتصالح مع الأنصار وتفادي الموسم الصفري.
تأهل الاتحاد إلى نهائي كأس الجمهورية للمرة 18 عشر في تاريخه، وهو صاحب أكبر عدد من النهائيات، يليه منافسه المقبل شباب بلوزداد بـ14 نهائيا، ويلتقي الفريقين في النهائي الخامس بينهما، بحيث تفوق أبناء “لعقيبة” على نظرائهم من “سوسطارة” في ثلاث مناسبات وفاز الاتحاد في نهائيين.
والفوز بالكأس للمرة التاسعة يكون حتما ورقة إنقاذ الموسم، وسيضمن للفريق المشاركة للمرة الرابعة تواليا في كأس الاتحاد الإفريقي، ولكن ذلك لن يكون الشجرة التي تغطي الغابة، وقائد السفينة الجديد القديم سعيد عليق، أدرى بذلك.
