“مرحبا.. جوائز للبطاقة الذهبية قيمتها 90 مليون دينار جزائري، للتسجيل أرسل صورة البطاقة الذهبية ورقم الهاتف.”.. رسالة اصطياد احتيالي، منها نماذج كثيرة بمنصات التواصل الاجتماعي أوقعت مستخدمين كُثر في شباكها.
قبل أيام، وصلت مستخدمين لتطبيق “مسنجر” بالجزائر، رسائل تصيد مماثلة تروج للفوز بجائزة مالية قيمتها 90 مليون، من صفحات تحمل تسميات مختلفة، منها “إربح معانا” ، “Br.algeria”، وتستعمل اسم “بريد الجزائر”.
في فحص لصفحة “Br.algeria، تصادفك منشورات ممولة “اعلان بريد الجزائر عن اطلاق أكبر حملة جوائز للبطاقة الذهبية.. ولأول مرة جائزة يجري السحب عليها كل ساعة.. قيمتها 90 مليون سنتيم”.
“فخ”..
هي صفحات ورسائل احتيالية تعتمد طرقا مفضوحة، لا تحتاج مهارات رقمية لاكتشافها، غير أنها لا تزال تُوقع ضحايا، وهو ما عبّر عنه مستخدمون تعليقا على محتوات احتيالية.
بمنصات التواصل الاجتماعي أمثلة كثيرة لهذا النوع من التصيد، خاصة تلك التي تروج لاقتناء منتجات، فرص عمل وتدريب ودراسة، بيع بالتقسيط، خدمات افتراضية، خدمات توصيل.. الخ، أوقعت بضحايا كثر في شباكها.
كريمة. س، صاحبة، ورشة صناعة ملابس تقليدية، تعرضت إلى نصب بقيمة 50 ألف دينار، قبل أسابيع، من محتال يستخدم صفحة تقدم خدمات الكترونية مدفوعة.”
تقول كريمة: ” انخدعت من خلال ما لاحظته من تفاعل في الصفحة الاحتيالية، وتلك التعليقات الايجابية التي اكتشفت في ما بعد أنها مزيفة.. كنت أتواصل مع المعني في تطبيق مسنجر وبمجرد أن وصله المبلغ المالي جمّد حسابي.”
وتضيف: ” المعني أرسل لي صورا وفيديوهات لمقر مؤسسته المزعومة، ونسخ عن وثائق، تبين في ما بعد أن كل شيء زائف.”.
ضحايا آخرون وقعوا في “فخ” ما يعرف بالطريقة الثلاثية، حيث ينتحل مجرمون هوية متاجر الكترونية ويتفاوضون مع زبائن ويبيعون لهم منتجات أو خدمات، بتقديم وثائق مثل نسخ عن صكوك التحويل المالي تخص التاجر الحقيقي، وفور تقديم الزبون وصل دفع المبلغ المالي للمحتال، يطلب هذا الأخير من المتجر تحويل المنتج أو الخدمة لحسابه.
أرقام واحصائيات
تُشير تقارير مصالح الأمن إلى ارتفاع عدد قضايا النصب والاحتيال عبر الفضاء الرقمي، حولت منصات التواصل الاجتماعي إلى فضاء جريمة، يستغل فيها محتالون خلف شاشات الهواتف الذكية “سذاجة” مستخدمين و”الأمية الرقمية” لديهم.
يؤكد بلحاج عبد الله، ضابط شرطة رئيسي وإطار بالمصلحة المركزية لمكافحة الجرائم السيبرانية، في تصريحات للاذاعة الوطنية، تسجيل 1387 قضية نصب إلكتروني في 2024، مبرزا مجهودات المديرية العامة للأمن الوطني في التصدي لهؤلاء المحتالين.
وحذرت مصالح الدرك الوطني، السنة الماضية، في بيان لها، من تفاقم عمليات الاحتيال السيبراني، إثر رصد المصالح المختصة انتشاراً واسعاً لظاهرة النصب والاحتيال عبر الإنترنت وراح ضحيتها مواطنون عدة.
ودعت المصالح ذاتها إلى عدم إرسال صور بطاقاتهم البنكية والبريدية أو رسائل التأكيد عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وتجنّب دفع مسبقاً قبل الاستلام، وعدم الانسياق وراء الإعلانات والمنشورات الاحتيالية مجهولة المصدر التي تَعِد بالربح.
من جانبها، أطلقت وزارة البريد و المواصلات السلكية واللاسلكية، قبل أسبوعين “الحملة الوطنية التوعوية التحسيسية حول النصب والاحتيال عبر الأنترنت”، بالتنسيق والتعاون مع قطاعات وزارية وهيئات وطنية، تحت شعار: “لا تشارك معلوماتك الشخصية عبر الأنترنت. كن يقظا، فالمحتال ينتظر الفرصة”.
تندرج هذه الحملة التوعوية، التي تستمر إلى غاية 30 ماي 2025، في ٳطار تجسيد مخطط العمل السنوي التوعوي و التحسيسي حول مخاطر الاستخدام السيء للأنترنت.
وتتمحور أهداف الحملة أساسا حول رفع مستوى الوعي حول أبرز أساليب الاحتيال الإلكتروني وسبل التعرف عليها، إلى جانب تمكين المواطنين من أدوات التصدي لهذه الأساليب، وتشجيع السلوكيات الرقمية الآمنة.
وتشجع مثل هذه الحملات، التي انخرطت فيها قطاعات وزارية وهيئات عمومية ومؤسسات أمنية، على تحفيز ثقافة التبليغ عن حالات النصب للجهات المختصة
طرق احتيال شائعة
1. التصيد الإلكتروني:
يعمد المحتالون في الفضاء الرقمي إلى ارسال محتوى مزيف عبر البريد إلكتروني وتطبيقات المحادثة، تبدو وكأنها من جهات موثوقة مثل مؤسسات بنكية، بهدف استدراج الضحية لتقديم معلوماته الشخصية أو البنكية.
2. مواقع وهمية:
إنشاء مواقع إلكترونية وهمية قد تحمل اسم مواقع مؤسسات وجهات معروفة للنصب على الزبائن، عادة ما تقدم إغراءات في الأسعار ومزايا وخدمات أخرى.
3. روابط خبيثة:
من الطرق الاحتيالية المستخدمة كثيرا في الفضاء السيبراني، بحيث ترسل للضحايا روابط تحمل برمجيات خبيثة للاختراق وسرقة بيانات.
4. انتحال الهوية الرقمية:
قرصنة حساب أصدقاء وأفراد من العائلة، واستخدامها في التواصل مع الضحايا والنصب عليهم.
5. الاحتيال العاطفي:
وهي من أخطر اأشكال الاحتيال التي قد تسبب للضحايا أضرارا صحية ونفسية إلى جانب الضرر المادي، من خلال ابتزازهم عن طريق التهديد بنشر صور وأسرار شخصية.
ازاء ما يعجه به الفضاء الرقمي من جرائم، برز مصطلح “السلامة الرقمية” أو “الأمان الرقمي” الذي يقصد به تلك الممارسات والمهارات التي تحمي الأفراد من مخاطر يتعرضون في الفضاء الرقمي، مثل الاختراق، الابتزاز، النصب، سرقة البيانات، مضايقات.. الخ.
وبحسب منظمة “يونسكو”، تشمل مهارات السلامة الرقمية القدرة على استخدام الإنترنت والأجهزة الذكية بشكل آمن ومسؤول، ما يسمح للمستخدمين بحماية بياناتهم الشخصية وخصوصيتهم.
نصائح وتوجيهات
1. التحقق من مصادر الرسائل.
2. تفادي النقر على روابط مجهولة أو مشبوهة (خاصة التي تقدم مزايا و عروضا مغرية وتدعي الفوز بجوائز)
3. عدم تقديم معلوماتك الشخصية أو البنكية.
4. التحقق باستمرار من إعدادات الخصوصية على منصات التواصل.
5. استخدام المصادقة الثنائية في حسابات منصات التواصل الاجتماعي.
6. تفعيل تحديث التطبيقات.
7. تغيير كلمات المرور دوريا.
8. تجنب استخدام كلمة المرور ذاتها في أكثر من حساب.
9. تجنب استخدام كلمة مرور يسهل الوصول إليها (مثل تواريخ الميلاد).
9.فحص روابط المواقع عن طريق تطبيقات تكشف الاحتيال