الشعب أونلاين

الشعب أونلاين جريدة إلكترونية
تصدر عن مؤسسة الشعب

الأحد 1 يونيو 2025
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
البث المباشر
لاتوجد
عرض كل النتائج
الشعب أونلاين
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
الشعب أونلاين
لاتوجد
عرض كل النتائج

الجزائر المنتصرة.. عاصمة السّلام والأمان الإفريقي

الشعب أونلاين - الشعب أونلاين
2025-05-29
في ملف
0
الجزائر المنتصرة.. عاصمة السّلام والأمان الإفريقي
مشاركة على فيس بوكمشاركة على تويتر

في مرحلة دقيقة تتزايد فيها التحديات الأمنية والتهديدات العابرة للحدود في القارة الإفريقية، تؤكّد الجزائر مرة أخرى موقعها الثابت كفاعل محوري في هندسة الأمن الجماعي في القارة، وذلك من خلال احتضانها مجريات التمرين الميداني لقدرة إقليم شمال إفريقيا “سلام شمال إفريقيا 3”، بالموازاة مع الإشراف المباشر للوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، على تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية بعنوان “صمود 2025” في الناحية العسكرية الثانية.

هذا التزامن لم يكن اعتباطيًا، بل يعكس انسجامًا بين الرؤية الاستراتيجية للدولة الجزائرية من جهة، والممارسة الميدانية لمؤسّستها العسكرية من جهة أخرى، بما يضمن تعزيز الجاهزية العملياتية وتثبيت المقاربة الوقائية في التعامل مع التحديات الأمنية خاصة في منطقة الساحل الإفريقي.

ملف: علي مجالدي وحمزة محصول وعلي عوش وسفيان حشيفة

“سلام شمال إفريقيا 3”.. علامة كاملة

حمل نجاح التمرين الميداني لقدرة إقليم شمال إفريقيا، الذي احتضنته الجزائر، قبل يومين، تأكيدا على الانخراط الكلي في أجندة الاتحاد الإفريقي الرامية إلى ترسيخ السّلم والأمن، وتفعيل مبدأ “الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية”، كما يمثل اضطلاعا تاما للجزائر بمسؤوليتها الإقليمية ضمن آلية القوة الإفريقية الجاهزة.

احتضنت الجزائر على مستوى المدرسة العليا للمشاة “الشهيد جلول عبيدات” بشرشال، في الفترة ما بين 17 و29 ماي الجاري، مجريات التمرين الميداني لقدرة إقليم شمال إفريقيا تحت عنوان “سلام شمال إفريقيا 3”.

و«القدرة” هي “منظمة إقليمية تهتم بتعزيز السّلم والأمن والاستقرار في القارة، وفقا للبروتوكول المؤسّس لمجلس السلم والأمن خاصة ما يتعلق بالقوة الإفريقية الجاهزة”، وتهدف إلى “ المساهمة في إرساء ودعم السلم والأمن بالقارة”.

وشكّل احتضان الجزائر، للتمرين الميداني، تأكيدا فعليا على انخراطها في مساعي الاتحاد الإفريقي الرامية إلى إرساء السلام والاستقرار في القارة، وخلق الآليات الكفيلة بتجسيد مبدأ “الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية”، خاصة ما تعلق بالنزاعات المسلحة والأزمات المستعصية التي طالما شكلت مطية للتدخّلات العسكرية الأجنبية ومنفذا لعودة المرتزقة إلى بلدان داخل القارة، دون أن يكون لذلك أدنى أثر على استعادة السلم أو الهدوء.

ومن منطلق مسؤوليتها وانخراطها في الجهود الإفريقية تحت راية مفوضية الاتحاد القاري، وتحديدا مجلس السلم والأمن الإفريقي، أعطت الجزائر دفعا قويا لقدرة إقليم شمال إفريقيا، إلى جانب الدول الأعضاء من أجل تسريع جاهزيتها وترسيم انطلاقتها الفعلية.

وفي كلمته بالمناسبة، أكّد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أنّ احتضان الجزائر لتمرين “سلام شمال إفريقيا 3” يأتي “تفعيلا لالتزاماتنا الثابتة لدعم آليات السّلم والأمن القاري وتعزيز أواصر التعاون العسكري الإقليمي تحت راية الاتحاد الإفريقي”.

وشدّد الفريق أول على أنّ الهدف المتوخّى يتمثل في “تحقيق الأهداف الاستراتيجية الإفريقية للسّلم والأمن، خاصة ما تعلّق بجعل قارتنا أكثر استقرارا وازدهارا”، مضيفا بأنّ تلك “هي غاية بلدي الجزائر التي تتشرّف بانتخابها، مرة أخرى، عضوا في مجلس الأمن والسّلم الإفريقي”.

وتمثلت مجريات التمرين في إنجاز “محاكاة عملية نشر بعثة دعم سلام متعدّدة الأبعاد، من أجل الحفاظ على مستوى عال من الجاهزية وضمان استجابة سريعة وفعّالة في الحالات الطارئة والمستعجلة”.

وبحسب بيان وزارة الدفاع الوطني، فقد اتسمت جميع مراحل التمرين بتنسيق محكم بين المشاركين، “وهو ما يعكس جدية الأعمال المنفذة سواء على مستوى التخطيط أو التنفيذ، ويؤكّد الاحترافية العالية لمشاركي جميع الدول في التعامل مع مختلف المواقف والسيناريوهات في إطار دعم السلام في مناطق النزاع”.

نجاح التمرين الذي سخّر له رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون باعتباره رئيس “القدرة”، مجهودات “جبارة وإمكانات بشرية ومادية ضخمة، بعث برسالة سلام وطمأنة في الوقت ذاته للاتحاد الإفريقي، بخصوص الجاهزية العملياتية الفعلية لقدرة إقليم شمال إفريقيا، والتي تعد إحدى الركائز الإقليمية للقوة الإفريقية الجاهزة.

وتكون الدول الأعضاء في الآلية وهي الجزائر، مصر، ليبيا، تونس، موريتانيا والجمهورية العربية الصّحراوية قد جسّدت، عبر هذا التمرين “الإعلان الفعلي”، عن الجاهزية العملياتية لقدرة إقليم شمال إفريقيا للمشاركة في مختلف عمليات دعم السّلام، التي يقرّها الاتحاد الإفريقي لفضّ النزاعات ودعم السّلم والأمن في القارة الإفريقية.

إذ تؤكّد هذه الدول على نجاحها في بناء قوة جاهزة متعدّدة الأبعاد تضم مكونات (شرطية وعسكرية ومدنية) متكاملة التجهيز، وتتمتع بالقدرة العملياتية الكاملة وجاهزة للانتشار لتعزيز السّلم والأمن بالقارة.

وبالنسبة للجزائر، فقد أكّدت مرة أخرى ارتباطها بأهداف القارة الإفريقية، من خلال استعدادها للمساهمة في إحلال السلم القاري من خلال الاستعداد للمشاركة في بعثات لحفظ السلام تحت راية الاتحاد الإفريقي، وهو مسعى نبيل أسّسته له دستوريا، من خلال دستور 2020.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وبصفته رئيس قدرة إقليم شمال إفريقيا، قد قدّم الصيف الماضي توصيات للاتحاد الإفريقي، تمت الموافقة عليها، بخصوص تفعيل “القدرة”، نصت على “توفير الدعم الضروري واللّازم للأمانة التنفيذية لقدرة إقليم شمال إفريقيا في أفق تنفيذ التمرين الميداني المبرمج، والذي سيشكل إضافة نوعية لإعداد وتحضير القوة الإفريقية الجاهزة برمتها”.وحثّ الرئيس تبون على “ التعجيل باعتماد مذكّرة التفاهم المتعلقة بالقوة الإفريقية الجاهزة بين مفوضية الاتحاد الإفريقي، من جهة، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، من جهة أخرى”. كما دعا الرئيس تبون إلى “المضي قدما في عملية مراجعة المفهوم الاستراتيجي للقوة الإفريقية الجاهزة، لجعلها أكثر اتساقا مع عقيدة الاتحاد الإفريقي بخصوص عمليات حفظ السلام وتوفير الدعم اللازم لها، كجزء لا يتجزأ من البنية الإفريقية للسّلم والأمن”.

“السّليل..” قوة إقليمية قولا وعملا

يندرج احتضان الجزائر لتمرين “سلام شمال إفريقيا 3”، الذي يُنظّم ضمن آلية الاتحاد الإفريقي، ويضمّ وحدات من الدول الأعضاء، في إطار تعزيز قدرات الاستجابة الجماعية لمهام دعم السلام في القارة، وترجمة فعلية لجهود التنسيق الإقليمي التي تراكمها الجزائر منذ سنوات في سبيل تطوير قدرة إقليم شمال إفريقيا.

وشمل التمرين، الذي نظم في المدرسة العليا للمشاة بشرشال بين 17 و29 ماي، مراحل محاكاة لبعثة متعدّدة الأبعاد تهدف إلى ضمان استجابة سريعة وفعّالة في الحالات الطارئة، مع التزام دقيق من قبل الفرق المشاركة في الجوانب التخطيطية والتنفيذية.

كذلك، فإنّ هذا التمرين يندرج ضمن مسعى طويل الأمد تسلكه الجزائر نحو ترسيخ مبدأ “الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية”، وهو ما أكّد عليه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وقيادات الجيش الوطني الشعبي في أكثر من مناسبة، مشدّدة على ضرورة اعتماد المقاربات الواقعية والذاتية في معالجة النزاعات، دون الارتهان لنماذج مفروضة أو تدخّلات أجنبية لطالما عقّدت الأزمات ولم تحلها.

إضافة إلى أنّ تنفيذ التمرين التكتيكي “صمود 2025” بالذخيرة الحية تحت إشراف مباشر من الفريق أول السعيد شنقريحة، يبرز حرص القيادة العسكرية للجيش الوطني الشعبي على تقييم القدرات القتالية بشكل دوري، في مختلف التضاريس والظروف العملياتية. وقد أظهر هذا التمرين مستويات متقدمة من التنسيق بين مختلف القوات، وتجسيدًا ملموسًا لقدرات الجيش الوطني الشعبي في إدارة سيناريوهات عسكرية معقّدة في بيئات صحراوية وجبلية، خاصة وأنّ الجيش الوطني يصنف الأول على مستوى القارة في قدرته على القتال في بيئات مختلفة ولفترات طويلة. في السياق، فإنّ الجيش الوطني الشعبي الذي يُصنَّف ضمن أقوى الجيوش في المنطقة، لا يستند فقط إلى العتاد والتجهيزات الحديثة، بل إلى عقيدة عسكرية متجذّرة ترتكز على مبدأ السيادة الوطنية والدفاع عن سلامة التراب الوطني دون مساومة.. هذه العقيدة التي تبلورت تاريخيًا من خلال مراحل الكفاح المسلّح ضدّ الاستعمار، ما تزال اليوم تشكّل البوصلة التي توجّه عمل المؤسّسة العسكرية في الداخل والخارج.

علاوة على ذلك، فإنّ مستوى الاحترافية الذي ميّز سير التمرينين يؤكّد أنّ الجاهزية لا تقتصر على الجانب التقني أو التعبوي، بل تشمل البُعد التنظيمي والانضباط العملياتي، وهو ما يفتح آفاقًا أكبر لمساهمة الجزائر في مبادرات حفظ السّلام تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، أو في إطار شراكات إقليمية أكثر تكاملاً.

وخاصة في ظل التحولات السريعة التي تعرفها القارة الإفريقية، سواء على مستوى التهديدات التقليدية كالانقلابات والصراعات الحدودية، أو التهديدات الجديدة المرتبطة بالإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، فإنّ الأدوار القيادية للجزائر في المجال العسكري والأمني لم تعد خيارًا، بل ضرورة تفرضها الجغرافيا والدور التاريخي والبنية المؤسّساتية الصلبة، التي يتمتع بها الجيش الوطني الشعبي.

ما شهدته الجزائر في ماي 2025، من تمرينات عسكرية دقيقة في إطار جماعي وثنائي، يعكس اتساع رؤية الأمن القومي الجزائري، التي لا تتوقّف عند حماية الحدود، بل تمتد لحماية المجال الإقليمي والتموضع بفعالية ضمن آليات صنع القرار الدفاعي على المستوى القاري.

وإذا كانت هذه التحرّكات تعكس قدرة الدولة على تنظيم واستيعاب التحديات الأمنية، فإنها تبرز مدى الانسجام بين التوجهات السياسية للجزائر وعمقها العسكري، في لحظة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الدبلوماسية الوقائية والقوة الردعية، وهي معادلة تجيد الجزائر إدارتها دون ضجيج، ولكن بنتائج ميدانية ملموسة.

“السلام”..رسائل طمأنة للجوار الإفريقي

أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور رشيد علوش، أنّ التمرين الميداني “سلام شمال إفريقيا”، الذي تحتضنه الجزائر من 17 إلى 29 ماي الجاري، لقدرة اقليم شمال إفريقيا – وهي المنظمة الإقليمية التي تهتم بتعزيز السّلم والأمن والاستقرار في القارة الإفريقية وفقا للبرتوكول المؤسّس لمجلس السّلم والأمن للاتحاد الإفريقي- يأتي لزيادة القدرة العملياتية والتنسيق ويدخل في إطار سياقات القدرات الخمس لبرتوكول إنشاء مجلس السّلم والأمن للاتحاد الإفريقي سنة 2004 .

وأضاف علوش لدى استضافته، أمس الأربعاء، في برنامج “ضيف الدولية” لإذاعة الجزائر الدولية، أنّ هذا التمرين يأتي حسبما جاء في كلمة الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، لزيادة القدرة العملياتية والتنسيق ويدخل في إطار سياقات القدرات الخمس لبرتوكول إنشاء مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي سنة 2004، كما يدخل أيضا في تصور حل الأزمات الإفريقية بحلول إفريقية من خلال نشر القدرات والبعثات الإقليمية في مناطق النزاع.

واستطرد يقول: “تمرين سلام شمال إفريقيا هو الثالث من نوعه الذي تسهر على تنظيمه الجزائر بعد “سلام شمال إفريقيا 1 و2 “، بحكم قيادتها لقدرة شمال إفريقيا واحتضانها لمركز هذه القدرة بالناحية العسكرية الخامسة بولاية جيجل”.

وأكّد الدكتور علوش أنّ الدول الأعضاء في هذه القدرة تشمل كل من دول شمال إفريقيا، التي تؤمن بمقاربة الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية وهي: الجزائر، مصر، تونس، موريتانيا، ليبيا والجمهورية الصّحراوية، وكلها كانت حاضرة في تمرين “سلام شمال إفريقيا3 “، مشدّدا أنّ هذه المقاربة عملت الجزائر دوما على تكريسها في كل القارة السّمراء ورافعت من أجلها دوليا، وهو ما يبرز مصداقيتها في كل مرة على مستوى القارة.

من جهة أخرى، يرى “ضيف الدولية” أنّ تفعيل قدرة شمال إفريقيا في ظل السياقات الراهنة، التي تستهدف أمن وسلامة إفريقيا وشمال إفريقيا في غاية الأهمية، وهو الأصل لتعزيز القدرة العملياتية وجاهزية هذه القوة ولا يقصد بها الهيمنة بل تحقيق الأمن الذاتي، بما أنه من غير الممكن استيراد الأمن، وهو الشيء الذي لا يدركه المخزن.

وأكّد الباحث رشيد علوش أنّ هذا التمرين الميداني يأتي بعد تأكيد الاتحاد الإفريقي على جاهزية قدرة شمال إفريقيا للتدخّل والانتشار عند استدعائها لحفظ الأمن في القارة، فهو يعزّز أيضا موجبات الأمن الذاتي للجزائر ويبعث برسائل طمأنة لدول الجوار الإفريقي.

 الخبير ميزاب لـ”الشّعب”: المواقيت الإفريقية مضبوطة على الاستقرار والسّلم والازدهار

في إطار تعزيز الجاهزية القتالية لأفراد الجيش الوطني الشعبي وتقييم وتطوير القدرات القتالية للقوات المسلّحة، أشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السيد السعيد شنقريحة، على تمرين تكتيكي بالذخيرة الحية، حمل اسم “صمود 2025”، عكس مدى العناية الخاصة التي توليها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي لمسألة التحضير القتالي، وجاهزية القدرات الدفاعية لقواتنا المسلّحة، وتطوير جاهزيتها المستمرّة لمواجهة مختلف التحدّيات الأمنية، لا سيما في ظل التغيّرات الإقليمية والدولية المتسارعة.

وصف الخبير الأمني والاستراتيجي، الدكتور أحمد ميزاب، التمرينين التكتيكيين “الحصن المنيع 2025” و«صمود 2025”، على أنهما انتقال من اختبار الجاهزية القتالية إلى ترسيخ الرّدع متعدّد المستويات، مؤكّداً على أنّ تنظيم تمرينين بالذخيرة الحية في ظرف زمني قصير، أولهما في الناحية العسكرية الثالثة، والثاني في الناحية العسكرية الثانية، يتجاوز مفهوم النشاط الروتيني في سجل التدريب العسكري، وإن كانا يندرجان كلاهما ضمن اختتام سنة التحضير القتالي 2024-2025، كتقليد سنوي ينفّذ عبر مختلف النواحي العسكرية.

وأشار ميزاب إلى أنّ التمرين التكتيكي “صمود 2025”، يعكس تحوّلاً نوعياً في منطق التحضير القتالي لدى الجيش الوطني الشعبي، يُقاس بمنظور الجيوش ذات العقيدة الاستباقية التي تبني قدراتها انطلاقاً من سيناريوهات فعلية، وليس وفق رزنامة تدريب جامدة.

وتحدّث الخبير الأمني بإسهاب عن دلالات تنظيم تمرينين في أقل من أسبوع في كل من الناحية العسكرية الثانية والثالثة، مشيراً إلى أنها خطوة لها دلالاتها الإقليمية والدولية، مؤكّداً بأنّ الجيش الوطني الشعبي أراد توجيه رسالة حاسمة للفاعلين والمؤسّسات، مفادها أنّ الجاهزية القتالية لأفراد الجيش الوطني الشعبي ليست شعاراً، بل واقعاً متحقّقا، وبأنّ المؤسّسة العسكرية تمتلك من الجاهزية الميدانية ما يجعلها قادرة على إدارة الأزمات والتعامل معها بكل صرامة، وتؤكّد بأنّ أمن التراب الوطني مسؤولية تُمارس ميدانياً، بما يعزّز الثقة المجتمعية والديناميكيات المؤسّساتية في الدولة.

وعلى الصعيد الإقليمي، أشار ميزاب إلى أنّ التمرينين التكتيكيّين جاءا ليؤكّدا على أنّ الجزائر تراقب عن كثب ما يجري في محيطها الحيوي، خاصة في الساحل وحدودها الغربية والجنوبية المتاخمة لمكان إجراء التمرينين، وأنها تملك القدرة على الرّدع والاحتواء والتحكّم في الميدان.

وتابع المتحدّث قائلاً إنّ الأطراف الدولية التي تتابع ما يجري في المنطقة، والتي تسعى إلى التدخّل أحياناً في “الحديقة الخلفية” للجزائر ومحيطها الحيوي، بلغتها هي الأخرى رسائل الجيش الوطني الشعبي، والتي تؤكّد مرة أخرى على أنّ الجزائر قادرة على تأمين محيطها وضمان أمنها دون وصاية ولا وكلاء، مشدّداً على أنّ المنطقة عرضةً للضغوط المركّبة، من جريمة منظّمة، وتهريب عابر للحدود، وغيرهما من الضغوط الاستراتيجية المتكرّرة.

من جهة أخرى، أشار الخبير الأمني والاستراتيجي، الدكتور أحمد ميزاب، إلى أنّ التمرين العسكري الإفريقي “قدرة إقليم شمال إفريقيا” الذي احتضنته الجزائر مؤخّراً، يُبرز – إلى حدّ كبير – ملامح تحوّل جذري في المقاربات الأمنية للقارة الإفريقية، وتقود هذا التحوّل السيادة الجزائرية في الفعل والقول، كرافعة استراتيجية جديدة تتجاوز الأطر والمفاهيم الكلاسيكية للتعاون العسكري. كما أكّد ميزاب في حديثه لـ«الشّعب”، أنّ هذا التمرين لم يكن مجرّد نشاط عسكري روتيني، بل شكّل محطّةً فارقةً في العمل العسكري المشترك، تعكس تحوّلا نوعياً في العقيدة الدفاعية الإفريقية.

قال ميزاب إنّ الجزائر لم تعد ساحة لإجراء التمارين العسكرية المشتركة فحسب، بل باتت تؤدّي دور الفاعل المركزي في تصميم وتوجيه هذه التمارين، مستندةً في ذلك إلى ثلاثة ثوابت أمنية راسخة، تتمثّل في منع التدخّل الأجنبي، تعبئة الموارد والقدرات، وإعادة تفعيل دور الاتحاد الإفريقي.

وأفاد المتحدّث أنّ التدخل الأجنبي في المنطقة قد حوّل الأزمات الإفريقية إلى ساحات نفوذ وصراع بالوكالة، مؤكّداً على أهمية تعبئة الموارد والقدرات الإفريقية لتحقيق الاستقرار الداخلي النابع من الذات الإفريقية، لا من الوصاية الأمنية، وإعادة تفعيل دور المنظمة القارية كإطار تنسيقي سيادي للرّدود الأمنية الجماعية على حدّ تعبيره.

وأشار ميزاب في معرض حديثه إلى أنّ هذا التمرين يأتي ضمن آلية إفريقية لبناء تدخّل فوري وفعّال في حالات الأزمات، وهي خطوة، يراها المتحدّث، نوعية تعكس رفضاً صريحاً لنهج التدويل الممنهج للنزاعات الإفريقية.

وركّز ميزاب – في السياق نفسه – لتسليط الضوء على الدور المغربي العابث بأمن واستقرار المنطقة، مؤكّداً في هذا الإطار على أنّ الرباط حاولت التشويش على هذا التمرين، وسعت بكل طاقتها إلى إفشاله، من خلال الترويج لأخبار كاذبة عن انسحاب بعض المشاركين أو التقليل من أهمية التمرين، إلّا أنّ الوقائع الميدانية –كما يوضّح ميزاب- أثبتت العكس وأرجعت المغرب بخُفّي حنين، حيث حضرت كل الدول التي أعلنت نيّتها المشاركة، دون استثناء، بما فيها الجمهورية العربية الصّحراوية الديمقراطية التي شاركت بوفدٍ رسمي، في إشارة لالتزامها الكامل بعضويتها في الاتحاد الإفريقي.

وقال في السياق إنّ “التغطية الإعلامية الواسعة التي رافقت التمرين، دحّضت محاولات التشويه، وأظهرت بشكلٍ جلي أنّ الجزائر لا تكتفي باحتضان هذه المبادرات، بل تصنع مفاهيمها، وتؤطّر سياقاتها الاستراتيجية، وتحدّد أهدافها ضمن رؤية شاملة لأمن قاري متكامل”.

وأردف قائلاً إنّ المعطيات التي أفرزها هذا التمرين، تعدُّ قرينة واضحة على بروز محور إفريقي جديد يضم دولاً ترفض التموضع في محاور دولية، وتُدرك – أي هذه الدول- أنّ امتلاك أدوات القرار والسيادة شرطٌ أساسي للاستقرار، مشيراً إلى أنّ هذا المحور الجديد “لا يُقصي أحداً، لكنه يضع شروطاً واضحة للانضمام إليه، أبرزها الالتزام بمبادئ الأمن الجماعي، والامتناع عن تسييس التعاون العسكري أو توظيفه في مشاريع توسعية أو عدائية”.

ولَفَتَ الخبير الأمني والاستراتيجي، الدكتور أحمد ميزاب، إلى أنّ الجزائر قد رسمت من خلال نجاح هذا التمرين، “معادلةً جديدة” انتقلت من واقع الرّد على الأزمات إلى منعها، ومن العزلة إلى الشراكة، ومن موقف الدفاع عن حدودها إلى هندسة منظومة أمن قاري يرتكز على تدريب تكاملي يراعي خصوصيات كل جيش واحتياجاته، إلى جانب الانسجام العملياتي في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، وهندسة سياسية تضمن استقلالية القرار الإفريقي في السّلم والحرب.

وخلُص المتحدّث إلى أنّ تمرين “قدرة إقليم شمال إفريقيا”، بداية مسار طويل تقوده الجزائر بحكمة واقتدار لبناء أمن إفريقي نابع من داخل القارة، يتجاوز كل معاني الوصاية أو استيراد الأمن من خارج الحدود، حيث يُعدُّ هذا التمرين إعلاناً صريحاً عن انبثاق مقاربة أمنية جديدة، تضع الجزائر في موقع القيادة وتعيد رسم خرائط الأمن الإفريقي بمنطق السيادة، الشراكة، والقدرة الذاتية على الفعل والمبادرة.

البروفيسور عبد السلام فيلالي: الجيش الوطني الشعبي.. احترافيـة في خدمة السّلام

يؤكّد الباحث في علم الاجتماع السياسي، البروفيسور عبد السلام فيلالي، أنّ نجاح الجيش الوطني الشعبي، في تنفيذ تمرين “صمود 2025” التكتيكي بالذخيرة الحية، في الناحية العسكرية الثانية، حمل رسائل قوية جدّا، تفيد يقظته واستعداده لمواجهة أيّ طارئ أو ظرف أو تحدٍّ يستجدّ تبعًا للمتغيرات الإقليمية والدولية، سواءً بالنسبة لحدود بلادنا الجنوبية أو الغربية أو بجنوب غربها.

أوضح البروفيسور عبد السلام فيلالي، في تصريح خصّ به “الشّعب”، أنّ تنفيذ تمرين “صمود 2025”، رسّخ انطباع القوة والحزم لدى الجيش الجزائري، كحقيقة وليس مجرّد دعاية، حيث تُبرِز هذه التدريبات النوعية في المقام الأول حرص كبير من لدن القيادة العليا للبلاد على تحديث المؤسّسة العسكرية، وبلوغ المستويات المطلوبة لها، عبر إدماج واستخدام منظومات السلاح المتنوعة، المتطوّرة والفاعلة التي توفرها الصناعات الدفاعية الجزائرية والعالمية.

وأفاد فيلالي أنّ هذا التمرين لم يكن بناءً على تحرّكات ورد فعل لما يرد إلى القيادة العليا من أنشطة مشبوهة تحدث هنا وهناك، وإنما هو تمظهر لإستراتيجية جدّ محكمة ومضبوطة تندرج ضمن المهام العادية للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، وصياغة متجدّدة للأهداف المسطّرة ضمن مهمة الدفاع القومي، من حيث ما هو مكرّس دستوريا كمهام الدفاع عن التراب الوطني وحماية الحدود والتصدي لأي خطر، ثم ما يتواتر من رسائل معادية من هذا الطرف أو ذاك.

وتابع بالقول: “منطلقات تعامل الجيش الوطني الشعبي من ناحية تحديث التجهيزات العسكرية والتسليح المتطوّر معروفة لكل متابع، وبالتالي إدخال معدات ونظم تدريب عصرية تشارك فيها مختلف الوحدات العملياتية برًّا وبحرًا وجوًّا، ليس بجديد. ومن جانب آخر، تتوفر المؤسّسة العسكرية الجزائرية على قاعدة لوجيستية واستعلاماتية دقيقة وسريعة وناجعة، برزت كفاءتها مؤخّرا عندما تصدّت قوات دفاعنا الجوي لاختراق مفضوح لمجالنا الإقليمي من قبل طائرة مسيّرة مسلّحة معادية على حدود بلادنا الجنوبية”.

وبنفس العزيمة والقوة والإصرار، يبرز الانطباع بأنّ تمرين “صمود 2025” هو إعادة تأكيد لما بلغه الجيش الوطني الشعبي من مستويات عالية في الجاهزية والاحترافية والقتال لمختلف وحدات القوات البرية والجوية والبحرية، عبر محاكاة لظروف قتال حقيقية في بيئة ميدانية معقدة معادية، وما يستدعي ذلك من تجريب تكتيكات حربية حديثة وجد مبتكرة، وكذا التنسيق والتكامل بين مجمل التشكيلات العسكرية المشاركة.

وتجلّت كفاءة عمل الجيش الجزائري المتأهّب للتعامل مع أي مستجد، بحسب فيلالي، بنجاح خلال تنفيذ التمرين التكتيكي “الحصن المنيع 2025” بالقطاع العملياتي جنوبي تندوف، يوم الخميس 22 ماي الفارط، إذ تم استعمال الذخيرة الحية وأسلحة متطورة فيه بمشاركة مختلف وحدات القوات العسكرية.

واسترسل الباحث قائلا: “تمرين “صمود 2025” الذي تابعناه عبر مختلف صور التغطية الإعلامية بإشراف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، يُثبِّت الدليل القوي على العمل الحثيث لمختلف قوات جيشنا المتجهّزة بما يلزم ومستعدة كل الاستعداد، وبأنها العين الساهرة واليقظة التي تراقب عن كثب أي تهديد محتمل لسلامة ترابنا الوطني ومن ثمّ الرّد بحزم وكفاءة. هذا المُعطى، تؤكّده مختلف الدراسات التي تُبرز ما يُحقّقه الجيش الوطني الشعبي من تقدّم محرز على مستوى التصنيف العالمي والإقليمي ضمن قائمة أقوى الجيوش في العالم، ولا يخص الأمر الحصول على أحدث وأفضل الأسلحة فقط، وإنّما أيضًا الجانب المعنوي المتوفّر دائمًا من خلال ثقة الشّعب الجزائري في كفاءة وجاهزية جيشه وتلاحمهما الوثيق معًا، حيث عبّر عن ذلك قانون التعبئة العامة المصادق عليه في الأيام الماضية ورحّب به كل أفراد الأمة، ما يجعل مفهوم الأمن القومي قضية حيوية وحاضرة في كل الأوقات، ويستدعي بالتالي الحفاظ على صلابة الجبهة الداخلية، وتنظيمًا واستنفارًا متواصلاً لمختلف قدرات الوطن البشرية والمادية”.

رسائل تمرين “صمود 2025” وقبله “الحصن المنيع 2025”، وكذلك ما سبق من مختلف التدريبات التي يُجريها الجيش الوطني الشعبي بشكل دوري، هي في المقام الأول برهان حرص وجاهزية، وأنّ مسألة الدفاع عن سلامة وأمن الجزائر هي اختبار يومي بالنسبة للمؤسّسة العسكرية، ولا تهاون إطلاقا أمام أي طارئ قد يشكّل تهديدًا للوطن المفدى، يختم الباحث في علم الاجتماع السياسي، البروفيسور عبد السلام فيلالي.

 

 

وسوم : السّلام والأمان الإفريقي
سابقة

اطار تنظيمي جديد لصناعة المشروبات الجزائرية

موالية

كأس العرب.. أشبال “الماجيك” عازمون على الدّفاع عن اللّقب

الشعب أونلاين

الشعب أونلاين

"الشعب أونلاين"

مشابهةمقالات

خبراء لـ”الشعب”: تعاملات باريس سمجة وإجراءاتها بهلوانية
آخر الأخبار

خبراء لـ”الشعب”: تعاملات باريس سمجة وإجراءاتها بهلوانية

2025-06-01
خبراء سياسيّون وأمنيّون لــ”الشّعب”: الجزائر رقم فاعل في أمن الساحل
آخر الأخبار

خبراء سياسيّون وأمنيّون لــ”الشّعب”: الجزائر رقم فاعل في أمن الساحل

2025-05-27
“السيّارة الجزائرية”.. من التجميع إلى التصنيع
إقتصاد

“السيّارة الجزائرية”.. من التجميع إلى التصنيع

2025-05-26
إشتراك
دخول
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
الشعب أونلاين

الشعب أونلاين جريدة إلكترونية
تصدر عن مؤسسة الشعب تؤدي خدمة إعلامية عمومية.

© 2020. جميع الحقوق محفوظة ليومية الشعب.

wpDiscuz
لاتوجد
عرض كل النتائج
  • الرئيسية
  • الجزائر
  • أجندة
  • حدث
  • إقتصاد
  • ثقافة
  • رياضة
  • عالم
  • ذاكرة
  • ملف
  • ميلتيميديا
    • فيديو
    • صور
  • رأي
    • أعمدة
  • منوعات
    • “فايك نيوز”
    • علوم وتكنولوجيا
    • صحة
    • مجتمع
موقع الشعب يستخدم نظام الكوكيز. استمرارك في استخدام هذا الموقع ، فإنك توافق على استخدام ملفات تعريف الارتباط. تفضل بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط .