قدم باحثون نماذج لمساهمة أطفال ثورة التحرير ، منهم من استشهد من أجل تحرير الجزائر، في ندوة تاريخية بعنوان”خطر الحروب على الاطفال، اطفال ثورة نوفمبر يتذكرون”، بمنتدى الذاكرة لجمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع يومية المجاهد، اليوم الأربعاء، بحضور أطفال من مدرسة الشعلة بالدرارية في ولاية الجزائر.
تطرق المؤرخ عمار بلخوجة، إلى مشاركة الأطفال في الثورة، رغم صغر سنهم، وشجاعتهم في مواجهة الجيش الفرنسي، بوقوفهم جنبا إلى جنب مع النساء والأخت والأب.
واقترح بلخوجة، تنظيم حصص متعلقة بالطفل والذاكرة، وقال انه من المستحيل أن يبقى الطفل على الهامش، لأنه كان دائما حاضرا في الثورة، ودعا الباحثين والمؤرخين للكتابة حول مساهمة الطفل في الثورة، وكل ما عايشه من معاناة وتعذيب.
نماذج لأطفال شهداء
وذكر المحاضر نماذج لأطفال كانوا في الصفوف الأولى في المظاهرات ضحوا بطفولتهم من اجل تحرير الجزائر، منهم صليحة واتقي، 11 سنة، استشهدت في مظاهرات 11ديسمبر 1960، الشعبية ببلكور، رافعة العلم الجزائري، والمصير نفسه لقيه الطفل سعيد سمسار، 7 سنوات، بباب الواد، وفريد مغراوي، الذي استشهد في المدنية، وفاطمة بدار، التي ألقيت في نهر السين، بباريس في 17 اكتوبر 1961، وهي لم تتجاوز 15 سنة، والطفلة ماجية خوجة، التي شاركت في مظاهرات جويلية 1961، في قرية يقطنها مستوطنون ببوسماعيل، أطلق عليها جندي فرنسي الرصاص بكل برودة، دون أن ننسى الطفل الرمز عمر ياسف، الذي كان دليل الشهيد العربي بن مهيدي، بحي القصبة.
وذكر بلخوجة أنه في 19 جانفي 1956، قام مجموعة من الأطفال في تلمسان، بمظاهرة احتجاجا على جريمة الإدارة الإستعمارية وهي اغتيال الطبيب بن زرجب، وهناك طفلين فدائيين لم يتجاوزا الـ12 سنة وضعا قنبلتين بنواحي تيارت، وهما الطفل حشايشي وبوشعايب، وأدخلا السجن إلى غاية إسترجاع السيادة الوطنية، ونماذج أخرى لأطفال ضحوا بطفولتهم.
وأبرز المحاضر، معاناة الطفل الجزائري أثناء الثورة منهم من عذبوا بالكهرباء منهم الطفل إلياس، بالقصبة.
وتحدثت المجاهدة صليحة جفال، عن معاناة الطفل الجزائري ابان الاحتلال الفرنسي، ورغم ذلك فقد حمل القضية الجزائرية في وجدانه، وكان في الصفوف الأولى رفقة المجاهدين كدليل وعون اتصال، وحامل السلاح، منهم الطفل خليفة فراش، الذي استشهد في 1959 بالولاية الرابعة التاريخية بالمدية حاملا السلاح في يده، وهو لم يتجاوز الـ14 سنة.
وتوجهت المجاهدة جفال، إلى تلاميذ مدرسة الشعلة بالدرارية، بأن يواصلوا مسيرة اجدادهم في بناء الجزائر بالعلم والمعرفة، وقراءة تاريخ الجزائر لأنه هو هويتهم.
الكشافة مدرسة الوطنية
وأبرز المجاهد عيسى قاسيمي، دور الكشافة الإسلامية الجزائرية، التي كانت بمثابة المدرسة الوطنية ربت اطفال و اجيال، وتخرج منها مفجروا الثورة، آملا في أن تتوسع هذه المنظمة الكشفية في كامل التراب الوطني و ينخرط بها عدد اكبر من الأطفال.
وقال قاسيمي أن من تربى في الكشافة يكون فرد صالح، وتطرق إلى دور الأطفال ابان ثورة التحرير فكانوا يقومون باتصال ودليل للمجاهدين في القرى، والمدن،
وأشاد المجاهد، بالمرأة الجزائرية، التي أنجبت الأطفال وتركت الأمة صلبة، داعيا الأطفال إلى مواصلة المسيرة من أجل استكمال البلاد، واعرب تلاميذة مدرسة الشعلة، عن تضامن اطفال الجزائر مع أطفال غزة.