تتوالى فضائح تواطؤ النظام المخزني مع حليفه الصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني، و آخرها تلقي جنود مغاربة لتدريبات على تقنيات حرب الأنفاق في غزة على يد وحدة عسكرية من الجيش الصهيوني خلال المناورات التي احتضنتها المملكة مؤخرا، رغم الرفض الشعبي الكبير، وفق ما أفادت به تقارير إعلامية متطابقة، وسط تساؤلات حول امكانية مشاركة الجيش المغربي في العدوان على القطاع المحاصر.
وأرفقت التقارير الإعلامية هذا الخبر الذي وصفته ب”الفضيحة العسكرية” و “الصدمة” بمقطع فيديو يظهر فيه جنود مغاربة يتلقون تدريبات ميدانية على اقتحام أنفاق كتلك الموجودة بغزة، لكن المثير للدهشة -تضيف- أن التدريب تم تحت إشراف مباشر من وحدة تابعة للجيش الصهيوني ارتكبت مجازر مروعة في قطاع غزة، و آخرها مجزرة رفح التي راح ضحيتها 15 مسعفا فلسطينيا.
وأشارت ذات المصادر إلى أن هذا النوع من التدريب “لا علاقة له بما يسمى مكافحة الإرهاب كما تم الترويج له ضمن أهداف المناورات العسكرية بل يتطابق مع ما يقوم به جيش الاحتلال حاليا ضد المقاومة الفلسطينية في غزة”.
وأبرزت في السياق أن هذه الوحدة العسكرية من أكثر وحدات الجيش الصهيوني دموية منذ نكبة عام 1948، حيث شاركت في جميع الحروب الصهيونية، وكانت في الصفوف الأمامية خلال الاجتياح البري لغزة، مرتكبة انتهاكات جسيمة موثقة بحق الأطفال والنساء والمرافق المدنية.
ورغم كل هذا السجل الإجرامي، يفتح المغرب أبوابه لهذه الوحدة للاستفادة من الخبرة التي حصلت عليها خلال سنوات طويلة من إبادة الفلسطينيين.
وتعليقا على الموضوع، كتب المحلل الفلسطيني فايز أبو شمالة، الذي أمضى 10 سنوات في سجون الاحتلال : “يا خسارة و ألف خسارة على أمة عربية فقدت البوصلة..قائد سلاح الجو الصهيوني، الذي قاد آلاف الطلعات الجوية وقصف بصواريخه آلاف الأطفال في غزة، هذا الإرهابي يتم استقباله في المغرب استقبال الأبطال ويحظى بالحفاوة والتكريم، مكافأة لإرهابه ضد أطفال غزة”.
وأضاف: “يا خسارة، ملايين الشعب المغربي تخرج إلى الشوارع ضد المحرقة في غزة، وقيادة المغرب تحتفي بقادة المحرقة من الصهاينة”.
ولقيت مشاركة هذه الوحدة العسكرية رفضا كبيرا من المغاربة، الذين خرجوا في احتجاجات عارمة في أكثر من 60 مدينة، كما وصفها تجمع نشطاء “مغاربة ضد الصهيون” ب”العار الذي لا يمحى” و “الخيانة التي ستدرسها الأجيال القادمة”.
كما اعتبر مناهضو التطبيع بالمغرب أن “هذا الانخراط الممنهج في دعم الاحتلال سياسيا وعسكريا ولوجستيا يجعل النظام المغربي شريكا مباشرا في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني”، مؤكدين أن هذه المشاركة “تندرج في سياق أوسع من التعاون العسكري والاقتصادي مع الاحتلال”.
وقبل هذه المناورات العسكرية، استقبل ميناء طنجة بالمغرب ما لا يقل عن خمس سفن محملة بعتاد عسكري موجه إلى جيش الاحتلال الصهيوني، ما يؤكد المشاركة المباشرة لنظام المخزن في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان المحتل على قطاع غزة، وفق ما أجمعت عليه هيئات حقوقية و سياسية مغربية.