أجمع باحثون، على أن الكشافة الإسلامية الجزائرية مدرسة في الوطنية كونت رجالاطكط حملوا السلاح ضد المستدمر غرة أول نوفمبر 1954.
في ندوة تاريخية نظمها متحف المجاهد لبلدية الرغاية، بالتنسيق مع المعهد الوطني “امتياز” لفعاليات الطاقة والكهرباء بالرويبة، اليوم الثلاثاء، بحضور فوج الكشافة الإسلامية الجزائرية الشهيد أحمد رزاق، ومتربصي المعهد، أكد المختص في تاريخ الجزائر، نجيب بن مبارك، ان الكشافة الإسلامية الجزائرية مدرسة راسخة في الجذور والفكر والوطنية والثقافة والهوية الوطنية، أدت دورا بارزا خلال ثورة التحرير بالتنسيق مع جمعية العلماء، وفي الذاكرة الوطنية وتعزيز التضامن الوطني.
وأضاف المحاضر، أن هذه المنظمة الكشفية كانت المحرك الأساسي من خلال التوعية لدى الشباب الجزائري، والتفافهم حول القضية العادلة وهي تحرير الجزائر.
وأوضح الباحث رشيد قاسيمي، بمناسبة احياء الذكرى الـ84 لليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية، أن هذا اليوم يرمز الى اعدام الشهيد محمد بوراس، الذي كان له الفضل في تأسيس أول منظمة كشفية جزائرية إسلامية.
وأبرز ان الكشافة الجزائرية، قبل اندلاع ثورة التحرير كانت المحرك الأساسي لجيل نوفمبر، الذي دافع عن الشخصية الوطنية الجزائرية الإسلامية، برعاية كل من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وحزب الشعب، كما كان لها دور في رص صفوف الجزائريين ضد المستعمر الفرنسي باعتبارها مدرسة كبيرة في الالتزام والتضحية، وما شكلته كقاعدة لجيش التحرير.
وأكد المحاضر، أن هذه المدرسة تواصل اليوم مهمتها النبيلة في تحسيس وتربية الأجيال الصاعدة على حب الوطن وعلى أواصر التضامن والإخاء، وأشار إلى أن يوم 27 ماي هو تاريخ اعدام الشهيد محمد بوراس، في 1941، الذي استشهد رميا بالرصاص بحسين داي، رافضا للتواجد الفرنسي بأرض اجداده.
وأبرز أن الشهيد، سعى من وراء تأسيس اتحادية الكشافة الإسلامية الجزائرية، الى تكوين جيل متشبع بالروح الوطنية يقف في وجه المستدمر ويخوض غمار تحرير الجزائر بقوة السلاح، حيث تدعمت صفوف جيش التحرير الوطني بعناصر من الكشافة الإسلامية.
وقال الباحث، أن “هذا التنظيم اصبح وعاء للوطنية فهو المدرسة التي غرست الهوية الوطنية والمبادئ الإسلامية وروح الانتماء والدفاع عن الجزائر وضحت بقوافل من المناضلين والشهداء، في الحركة الوطنية سواء في مجازر 1945، وأول نوفمبر”، أضاف رشيد قاسيمي.
وثمن فوج “الفلاح” للكشافة الإسلامية الجزائرية بالرويبة مبادرة متحف المجاهد لبلدية الرغاية، الرامية لصون ذاكرة هؤلاء الرجال الذين صنعوا مجد الجزائر عبر التاريخ، ومفخرة لجيل اليوم للإقتداء بأسلافهم.