احتضنت المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية بجامع الجزائر (دار القرآن)، اليوم الاثنين، ملتقى وطنياً حول مكانة الطب النبوي في الطب التقليدي والتكميلي، تحت شعار: “تكامل أصيل بين الطب الروحي والنفسي والجسدي”.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد عميد جامع الجزائر، محمد المأمون القاسمي الحسني، أن البحث في مجال الطب النبوي “ينبغي أن يكون عملاً علمياً رصيناً”، مشدداً على أن “مسؤوليتنا اليوم تكمن في إخراج الطب النبوي من التجاذب بين الإفراط والتفريط، وبين التقديس المطلق والإقصاء الجذري”.
وفي هذا الإطار، أبرز القاسمي أهمية “تحديد المفاهيم عند الحديث عن الطب النبوي ومكانته في الطب التقليدي، وعن التكامل بين الطب الروحي والنفسي والجسدي”، داعياً إلى “ضبط إطار قانوني لهذا المجال، يبعد عنه الدخلاء والأدعياء”.
كما شدد على ضرورة “تأصيل مفهوم الطب النبوي، وتبيان أنه ليس بديلاً عن الطب الحديث، وليس علماً طبياً بالمعنى التجريبي المعروف، بل هو هدي نبوي يتعامل مع الإنسان باعتباره كائناً مركباً من الجسد والروح”، مبرزاً أن “الإسلام لا يعتبر الإنسان جسداً فحسب، ولا روحاً خالصة، بل مزيجاً بين الاثنين”.
وفي سياق متصل، أضاف عميد جامع الجزائر أن الطب التكميلي “ليس نقيضاً للطب الحديث، بل مكملاً له”، مؤكداً أن “الدين لا يناقض الطب، بل يؤصله أخلاقياً، ويرشده روحياً، ويوسعه إنسانياً”.