في أجواء مفعمة بالحيوية والتحدّي، ستحتضن الجزائر فعّاليات الألعاب الإفريقية المدرسية هذه الصائفة التي أصبحت محطة أساسية في رزنامة الرياضة المدرسية على مستوى القارّة، وستتميز هذه الدورة بحضور لافت للوفود الإفريقية التي ستأتي بعزيمة قوّية لتقديم الأفضل، ليس فقط على صعيد المنافسة، بل أيضا في إطار تعزيز الروابط الإفريقية وتبادل الخبرات، ضمن هذا السياق، أبدى أويا بورما مالاتو، رئيس الوفد التشادي المشارك في الاجتماعات المخصصة لرؤساء البعثات الإفريقية في حوار مع “الشعب” عن مدى أهمية هذه المشاركة ورؤية بلاده لمستقبل الرياضة المدرسية.
الألعاب الإفريقية المدرسية فرصة لبناء جيل إفريقي واعد
الشعب: كيف تقيّمون مشاركتكم في هذا الاجتماع التحضيري للألعاب الإفريقية المدرسية في نسختها الأولى؟
أويا بورما مالاتو: نحن سعداء للغاية بوجودنا هنا في الجزائر، هذه الألعاب تمثل أكثر من مجرد منافسة رياضية، إنها منصّة لبناء القيم، وتعزيز الثقة بالنفس، والانفتاح على ثقافات إفريقية متعدّدة، بالنسبة لنا، في التشاد، هذه المشاركة خطوة استراتيجية نحو تطوير الرياضة المدرسية وبناء جيل وطني قادر على التمثيل المشرّف في المستقبل.
ما الأهداف التي تسعون إلى تحقيقها من خلال هذه المشاركة؟
هدفنا يتجاوز حصد الميداليات، نريد أن نمنح أطفالنا فرصة للاحتكاك مع نظرائهم من دول أخرى، لتبادل التجارب والخبرات، ولتعزيز روح الانتماء الإفريقي، نحن نرى بأن الرياضة أداة فعّالة في غرس الانضباط، والعمل الجماعي، والاحترام المتبادل.
الجزائر باحتضانها الألعاب الإفريقية المدرسية هذه الصائفة في نسختها الأولى، ليست فقط بلدا مضيفا، بل شريكا حقيقيا في النهوض بالرياضة المدرسية الإفريقية، هذه هي المرّة الأولى التي نشارك فيها بهذا النوع من البطولات على المستوى القاري، وقد جئنا ونحن نحمل آمالا كبيرة، هذه الألعاب تمثل لحظة فارقة في مسار تطوير الرياضة المدرسية ونثمن حجم الجهود التنظيمية التي بذلتها الجزائر.
كثيرون يعترفون أن هذه الألعاب تتميّز برؤية استراتيجية بعيدة، كيف تعلّقون على ذلك؟
كل شيء يشير إلى وجود رؤية استراتيجية بعيدة المدى تستهدف ترسيخ الرياضة المدرسية كأداة لبناء الأجيال وصناعة الأبطال في المستقبل، الرياضة المدرسية كانت تعاني لفترات طويلة من التهميش في كثير من الدول، لكن ما نراه اليوم في الجزائر يعيد الأمل في قدرتنا كأفارقة على إعادة الاعتبار لهذا القطاع، نحن لا نبحث فقط عن التنافس، بل نبحث عن التأثير على مستوى السياسات التعليمية والرياضية.
وكيف وجدتم الأجواء التنظيمية والاستقبال في الجزائر؟
بكل صدق، التنظيم كان في مستوى عالٍ جدًا، لقد لمسنا منذ لحظة وصولنا كرم الضيافة الجزائرية وحرص القائمين على توفير كل الظروف الملائمة للوفود، الجزائر أظهرت مرة أخرى أنها بلد قادر على احتضان الفعّاليات الكبرى بكفاءة وحسّ عالٍ بالمسؤولية.
ما هي الرسالة التي توجّهونها للقارة الإفريقية من خلال هذه التظاهرة؟
رسالتي بسيطة وواضحة، الاستثمار في الطفولة والشباب هو استثمار في مستقبل إفريقيا، علينا أن نتيح لهؤلاء الأطفال فضاءات آمنة ومحفزة لتطوير مهاراتهم، ليس فقط في الرياضة، ولكن في كل مجالات الحياة، هذه الألعاب تشكل نواة لهذا التوجه، ويجب أن نحافظ عليها وندعم استمراريتها.
هل من مشاريع مستقبلية لدى التشاد لتعزيز الرياضة المدرسية محليا؟
نعم، نحن نعمل حاليا على وضع خطة وطنية شاملة لتطوير الرياضة المدرسية، تتضمن تجهيز البنى التحتية، وتكوين الكوادر، وتنظيم دوريات مدرسية منتظمة، كما نسعى لإنشاء مراكز تدريب جهوية تهتم باكتشاف ورعاية المواهب منذ الصغر، مشاركتنا هنا في الجزائر هي جزء من هذا التوجّه الطموح.
كلمة أخيرة؟
أودّ أن أشكر الجزائر، شعبا وحكومة، على هذه المبادرة الرائعة وحسن التنظيم، كما أدعو كل الدول الإفريقية إلى دعم الرياضة المدرسية وتوفير كل ما يلزم لتنمية هذه الطاقات الواعدة، فبناء إفريقيا يبدأ من مدارسها ومن أطفالها ونحن نحمل آمالا كبيرة، أشكر الجزائر على حسن الاستقبال، والدعم الكامل للوفود المشاركة، سيما وأنها ستكون مجانية مما يعني تواجد عدد كبير من الوفود والرياضيين الأفارقة.