ستشكل الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لـ2025، التي ستعقد في الجزائر العاصمة من 19 إلى 22 مايو، فرصة للجزائر لتكون في قلب الاقتصاد الإسلامي العالمي، لاسيما بعد الإصلاحات الاقتصادية الجوهرية التي باشرتها خلال السنوات الأخيرة.
تشكل الاجتماعات السنوية التي سيحتضنها المركز الدولي للمؤتمرات “عبد اللطيف رحال”، والمنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساحة لتعزيز حضور الجزائر في سلاسل التمويل الإسلامي، من خلال عرض إنجازاتها في تطوير الصيرفة الإسلامية وأدوات التمويل المبتكر وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.
وعلاوة على تسليط الضوء على هذه الإصلاحات التي باشرتها الجزائر، فإن الاجتماعات السنوية تعتبر سانحة للترويج لمؤهلات البلاد الاستثمارية المتنوعة في مجالات الطاقة المتجددة، الصناعات التحويلية، الزراعة المستدامة والتكنولوجيا الحديثة.
ولأن الجزائر كرست منذ نيل استقلالها رؤيتها الدبلوماسية والاقتصادية حول مبدأ التعاون متعدد الأطراف المبني على التضامن، التنمية والازدهار المشترك، فقد ترجمت هذا الالتزام من خلال شراكاتها المتينة مع المؤسسات الدولية الرائدة وعلى رأسها مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.
وقد سمحت هذه الشراكة المتينة للمجموعة، منذ عقود، بمواكبة مسار التحول الاقتصادي والاجتماعي للجزائر، من خلال تمويل مشاريع بنيوية كبرى وتقديم الدعم الفني والمعرفي الذي ساهم في تدعيم الاقتصاد الوطني.
وفي ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، تسعى الجزائر إلى بلورة إطار جديد للتعاون مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، قائم على مقاربات مبتكرة، تركز على دعم الابتكار، تعزيز تنويع الاقتصاد وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها محركا للنمو المستدام.
ويعكس اختيار الجزائر مجددا لاستضافة هذه الاجتماعات، بعد دورتين ناجحتين سنتي 1990 و2001، الثقة المتجددة التي تحظى بها، ويجسد متانة العلاقات الثنائية مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، حيث تعد الجزائر أول دولة تستضيف الاجتماعات السنوية للمرة الثالثة.
وقبيل أيام من انطلاق الاجتماعات السنوية التي تنعقد هذه السنة تحت شعار “تنويع الاقتصاد، إثراء للحياة”، تسهر الجزائر على توفير أفضل الظروف لضمان حسن الاستقبال والتنظيم، بما يتيح للمشاركين اكتشاف الزخم الثقافي والتنوع الاقتصادي الذي تزخر به البلاد.
