ركز وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، على دور المؤرخ في حفظ تاريخ الجزائر من التدنيس، واعتبره حصنا أخيرا لحفظ أمانة الشّهداء ودعا المؤرخين لمواصلة مسيرة البحث والكتابة التاريخية.
في افتتاح ندوة تاريخية بعنوان “يوم الذاكرة.. يوم مشهود لعهد منشود”، بقصر الامم، اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الـ80 لمجاريها ماي 1945، وبحضور الطاقم الحكومي وأعضاء من البرلمان الفرنسي، أكد ربيقة أن مجازر ماي 1945، التي وسمت جبين الجزائر بوسام العزة والكرامة، كانت شرارة أيقظت شعلة الكفاح، لتقدم نموذجا عن شعب معطاء لا يتردد يوما في تلبية النداء حينما يتعلق الأمر بحرمة الوطن.
وأضاف الوزير أن “استقلال الجزائر جاء نتيجة تراكمات من التضحيات، تحُثّها الرغبة الصارمة في بناء وطن حصين ضد كل من يسعى للتفرقة وزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد”. وقال، أيضا، ” نقف وقفة وفاء واعتراف ونستحضر لحظات نستلهم فيها بطولات شهداءنا ومجاهدينا”.
وذكر ربيقة، في هذا الصدد، بدور رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في ايلاء العناية الكافية بقضايا الذاكرة والتاريخ، باعتبارها ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الوطنية.
وثمن ربيقة جهود المؤرخين، حُراس الذاكرة الوطنية، في البحث وإعادة كتابة المحطات التاريخية الكبرى، وقال إن “التاريخ ليس مجرد سجل للماضي بل دعامة للهوية”.
وأوضح الوزير، أن مكتسبات الذاكرة الوطنية هي تمكين الأجيال في معرفة تاريخهم ودعم الباحثين ومراكز البحث والذاكرة وتعزيز العلاقة بين الجامعة والطلبة والباحثين والانفتاح على الثقافات ضمن رؤية استراتيجية، لتخليص التاريخ من دنس المدرسة الكولونيالية. ودعا المؤرخين إلى مواصلة المسيرة في البحث في التاريخ، وقال: “التاريخ الذي لا يدون يُسرقُ أو يضيعُ، انتم الحصن الأخير لأمانة الشهداء وذاكرة المجاهدين الأخيار، وجسر بين الماضي والمستقبل، تنقلوا الرسالة بأمانة وتزرعوا معاني الوفاء لقيم نوفمبر للشباب ”
وأضاف: “اثني على جهود مؤرخينا الوطنين، الذين حافظوا على شعلة الذاكرة حية، رغم الصعاب”.
واعترافا بجهود المؤرخين، كُرّم بالمناسبة المؤرخ الكبير ناصر الدين سعيدوني، علي تابليت، ومحمد البشير شنيتي، وعائلة المرحوم أبو القاسم سعد الله، وموسى لقبال، وجمال قنان، كما كُرم عضو الولاية السادسة التاريخية المجاهد عمر صخري، ودحو ولد قابلية. وكُرم أعضاء من البرلمان الفرنسي.