توفير تقنية حكم “الفيديو” المساعد في بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم في الموسم الكروي 2024 /2025، لم يغيّر صورة المنافسة ولم يحسّن من آداء الحكام. تكررت الأخطاء نفسها في مباريات البطولة وكأس الجزائر، وكان لها تأثير مباشر على النتائج النهائية، ما أدى إلى تكرار مشاهد مواسم لم تعرف استعمال تفنية “الفار”.
أخطاء فادحة من حكام دوليين
لم تقتصر الأخطاء الفادحة، التي كانت لها تأثير مباشر على نتائج المباريات، على حكام فدراليين فقط أو من تنقصهم الخبرة، بل أثرت على حكام دوليين يُشهد لهم بالكفاءة العالية، على غرار لطفي بوكواسة، ومصطفى غربال، ممثل الجزائر في كأس العالم 2022 بقطر.
غربال المدعو من الاتحاد الدولي للعبة للمشاركة في كأس العالم للأندية، التي ستقام الصيف المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، وقع في خطأ أثناء مباراة مهمة لم توفر فيها تفنية “الفيديو” المساعد، فاتهمه مسؤولو مولودية الجزائر، بعدم احتساب هدف شرعي سجله مرزوقي في مرمى أولمبيك آقبو، وأشهر بطاقة حمراء غير مستحقة للمدافع عبد اللاوي، ولم يحتسب أيضا ركلة جزاء شرعية للأولمبي.
وقررت لجنة التحكيم، التي يقودها الدولي السابق مهدي عبيد شارف، بعدم تعيين غربال في أي مباراة في البطولة المحلية إلى أجل غير مسمى، وهو حكم يحضر للمشاركة في “مونديال” الأندية.
وقبل أشهر وقع الحكم الرئيسي لطفي بوكواسة ومساعده عادل عبان، في المحظور خلال مباراة جمعت شباب قسنطينة بنجم مقرة في ملعب الشهيد حملاوي، حين أُلغي هدف لـ”السياسي” في الدقائق الأخيرة بعد معاينة اللقطة عبر شاشة هاتف نقال على خط التماس، ما تسبب في فوضى كبيرة داخل الملعب وتوقفت المواجهة لأكثر من 20 دقيقة.
وعلى خلفية ذلك الخطأ، أبعد الثنائي بوكواسة وعبان عن المنافسة، بتدخل من فوري من لجنة الطوارئ التابعة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم.
سوء استخدام تقنية “الفيديو” المساعد
وشكت أغلب أندية الرابطة المحترفة سوء استخدام تقنية حكم “الفيديو” المساعد، منذ الجولة الأولى التي ميزتها القمة بين شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، والتي عرفت حالة تحكيمية مثيرة إلى مواجهتي نصف نهائي كأس الجزائر بين شباب بلوزداد ومولودية اليض، واتحاد الحراش ضد اتحاد الجزائر يوم 15 أفريل.
في ملعب حسين آيت أحمد مثلا، لم يستدع الحكم الرئيسي، لإعادة مشاهدة لقطة ارتكاب عبد اللاوي خطأ على بوعالية، والتي علق عليها المدرب السابق لـ”الكناري” عبد الحق بن شيخة، في ندوة صحفية: “عبد اللاوي رمى لاعبنا من الطابق الخامس”.
واشتكت إدارة مولودية البيض عدم معاينة الحكم الرئيسي، ولا غرفة “الفار”، للقطة الخطأ الواضح الذي أرتكب على أحد لاعبي الفريق قبيل تسجيل هدف حاسم من لاعب شباب بلوزداد عبد الرحمان في نصف نهائي كأس الجزائر.
وفي نصف النهائي الثاني، أثار قرار الحكم الرئيسي دهار، بعدم احتساب ركلة جزاء لاتحاد الحراش في اللحظات الأخيرة من مواجهة اتحاد الجزائر، جدلا كبيرا، خاصة مع وجود تقنية “الفيديو” المساعد.
وشهدت المواجهة الأخيرة بين شبيبة القبائل وشباب بلوزداد حالة تحكيمية واضحة، إذ لم يتم إبلاغ الحكم الرئيسي عوينة بالخطأ الخطير الذي ارتكبه مدافع الشبيبة على أيمن محيوص، الذي طرد بعد تلك اللقطة بلحظات.
وتساءل محلل التلفزيون العمومي، الحكم الدولي السابق محمد زكريني في “بلاطو” خاص بالبطولة، عن سبب عدم إبلاغ حكام تقنية الحكم المساعد “الفار” الحكم عوينة بضرورة معاينة لقطة الاعتداء على محيوص، والتي أثرت على النتيجة النهائية للمباراة حسب إدارة بلوزداد.
أداء الحكام تحت مجهر اللجنة المركزية
وتتخوف الأندية المتنافسة على لقب البطولة والمراتب المعنية بالمشاركة الإفريقية، وتلك التي تصارع على البقاء، من أخطاء التحكيم، التي قد تكون سببا في عدم تحقيق أهداف الموسم.
ففي الجولات الست الأخيرة والتي لن تلعب في نفس التاريخ ونفس التوقيت كما حدث سابقا، سيكون التنافس على أشده وقد نرى احتجاجات كثيرة على قرارات الحكام خاصة من الفريق التي لا تحقق أهدافها.
وحتى تركيز الرؤساء والمدربين سيكون مشتتا بين الاستعداد لانهاء الموسم بشكل جيد والتخوف من أخطاء قد يدفع فيها أي فريق الثمن باهظا، علما أن الفارق هو 13 نقطة بين متذيل الترتيب اتحاد بسكرة ( 20ن نقطة) وصاحب المرتبة السادسة اتحاد الجزائر (33 نقاطة)، كما يبتعد متصدر الترتيب مولودية الجزائر نقطتين فقط عن الملاحقين المباشرين شباب بلوزداد وشبيبة القبائل.
وسيكون أداء الحكام تحت مجهر اللجنة المركزية للتحكيم ومسؤولي الفريق في ظل عدم التخلص من الأخطاء المؤثرة على النتائج النهائية رغم توفير تقنية حكم “الفيديو” المساعد.