تداول عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي منشورات مغلوطة تدعي عدم جواز التضحية بالكباش المستوردة من الخارج، بسبب “غياب المعاينة” أو “جهالة المصدر”، ما أثار جدلًا واسعًا بين المواطنين.
وسط الجدل الدائر على منصات التواصل الاجتماعي حول مشروعية الأضحية بالكباش المستوردة من إسبانيا ورومانيا، أوضح الشيخ بن عامر بوعمرة، أمين المجلس العلمي لولاية تيبازة وخطيب جامع الجزائر، أن هذه الأضاحي تجوز شرعًا طالما توفرت فيها الشروط الشرعية (السلامة من العيوب، بلوغ السن، لانها من بهيمة الأنعام).
وأكد الشيخ بوعمرة في تصريح لـ “الشعب أونلاين” أن ما يُتداول من ادعاءات حول بطلان الأضحية بسبب “عدم المعاينة” لا أساس له شرعا، لأن المعاينة ليست شرطًا جوهريًا، بل الأهم هو توفر أوصاف الأضحية الشرعية وأن عملية الاستيراد تدخل ضمن نطاق التوكيل الشرعي.
ونبه الشيخ إلى أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي دليل شرعي، مؤكدًا أن الكباش المستوردة من إسبانيا ورومانيا تجوز شرعًا للأضحية، شريطة توفر الشروط المعروفة شرعًا .
وشدد خطيب جامع الجزائر على أن عدم معاينة الكبش من طرف المشتري لا يُبطل الأضحية، لأن العملية تتم في إطار توكيل شرعي، وهي صيغة جائزة ومعروفة في فقه المعاملات، خاصة مع إشراف الدولة ومؤسساتها المختصة.
وقال خطيب جامع الجزائر، الشيخ بوعمرة، إن استيراد الأغنام هو نوع من التوكيل، وهو أمر جائز شرعًا، مشددًا على الثقة في الجهات الرسمية التي كُلفت بهذه العملية، لاسيما أن الهدف منها هو التخفيف على المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.
وأوضح الشيخ أن شبهة الغرر (الجهالة أو الغموض في البيع) غير موجودة، لأن السعر المدفوع من طرف المواطن (40 ألف دينار جزائري) لا يعكس القيمة الحقيقية للكبش، بل يفوق ذلك بكثير باعتباره مدعوم من الدولة، وبالتالي لا يعد من صور البيع المحرّم.
ودعا الشيخ المواطنين إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات والمغالطات التي يروج لها البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكّدًا أن الغاية من هذه المبادرة هي التخفيف عن المواطن، لاسيما مع ارتفاع الأسعار.
واختتم الشيخ بوعمرة توضيحاته بالتحذير من الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي تُروجها بعض الجهات لأهداف لا تصب في مصلحة الوطن أو المواطن، مؤكدًا ضرورة الرجوع إلى أهل العلم والمصادر الموثوقة في المسائل الشرعية.
بيع الأضاحي المستوردة الأسبوع المقبل في800 نقطة
تستعد الحكومة لإطلاق عملية بيع الأضاحي المستوردة ابتداءً من الأسبوع المقبل، عبر حوالي 800 نقطة بيع موزعة على كافة الولايات، وذلك بالتعاون بين مجمع الصناعات الغذائية واللوجستيك “أغرولوغ” والسلطات المحلية، بحسب ما أكده المدير العام للمجمع، محمد بطراوي.
وأوضح بطراوي أن توزيع الأضاحي سيتم وفق حصص مدروسة بالتنسيق مع الولاة، مع مراعاة الكثافة السكانية واحتياجات كل ولاية
تابع هذا البودكاست: