جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لتيسير وصول المساعدات الإنسانية في السودان، بصورة آمنة ودون عوائق، في ظل النزاع المتواصل في السودان منذ أزيد من عامين.
أعرب الأمين العام في بيان له، أمس الأربعاء، عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن مضايقة وترهيب واحتجاز تعسفي للنازحين عند نقاط التفتيش، مع اضطرار ما يقدر بأكثر من 400 ألف شخص إلى النزوح من مخيم زمزم وحده في وقت سابق من هذا الشهر.
وأكد غوتيريش أنه على الرغم من استمرار انعدام الأمن والنقص الحاد في التمويل، “تبذل الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني قصارى جهدهم لتوسيع نطاق الدعم الطارئ على وجه السرعة، في منطقة طويلة بشمال دارفور، التي تستضيف غالبية النازحين من زمزم”.
حجم الاحتياجات هائل
وفي هذا الصدد، أبرز المسؤول الأممي أن “حجم الاحتياجات هائل، مع ورود تقارير عن أشخاص يائسين – معظمهم من النساء والأطفال – يعبرون الحدود إلى تشاد بحثا عن الأمان والمساعدة”.
وجدد في السياق، دعوته “لتيسير وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة ودون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة، عبر جميع الطرق اللازمة، فضلا عن حماية المدنيين، بما يتماشى مع التزامات الأطراف الواضحة بموجب القانون الدولي الإنساني”، مشددا على “ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة”.
وقف فوري للأعمال العدائية
وجدد الأمين العام دعوته إلى “الوقف الفوري للأعمال العدائية” وحث المجتمع الدولي على التحرك “بصورة عاجلة”، للمساعدة في وضع حد للمعاناة والدمار المتواصلين.
ولا يزال النزاع في مناطق متفرقة من السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع مستمرا منذ 15 أفريل 2023، حيث خلف وفاة آلاف المدنيين ونزوح أكثر من 14 مليون شخص وتدمير البنى التحتية.
تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني بالسودان
وحذرت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة في السودان، من تدهور الوضع الإنساني بشكل كبير في السودان مع اقتراب النزاع المستمر هناك من إتمام عامه الثاني، مؤكدة ضرورة تجديد الدعم الدولي لملايين السودانيين المتضررين من النزاع.
ودعت سلامي، المجتمع الدولي إلى ألا ينسى معاناة الشعب السوداني، مشيرة إلى أن “الناس في السودان في وضع يائس، ونحن نناشد العالم بألا ينسى الرجال والنساء والأطفال الذين يعانون في هذه اللحظة الحرجة”.
وقالت المسؤولة الأممية: “بعد عامين من النزاع، كنا نأمل أن نتمكن من تقديم المساعدات الإنسانية بشكل شامل، ولكننا ما زلنا نكافح لتلبية احتياجات السكان”، مشيرة إلى أن بعض المانحين أبلغوا عن تقليص الدعم المقدم، مما يزيد من صعوبة تلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة. ونبهت إلى انتشار المجاعة في بعض المناطق، مثل مخيم زمزم في شمال دارفور، حيث تواجه الأسر نقصا حادا في الغذاء والماء، مبرزة أن هناك حاجة إلى دعم فوري تتزايد في مناطق مثل الخرطوم وكردفان والنيل الأزرق.
ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل عام 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، شهد السودان أزمة نزوح هائلة حيث تم تهجير أكثر من 12 مليون شخص، مما يجعله أسوأ أزمة نزوح في العالم.