يشهد الجناح الفلسطيني، الواقع عند المدخل الرئيسي للجناح المركزي للصالون بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، توافد أعداد كبيرة من الزوار، خاصة من فئة الشباب والناشئة الذين تقربوا من رفوف الكتب المعروضة متصفحين مضامينها ومتبادلين أطراف الحديث مع القائمين على الجناح.
يقدم جناح دولة فلسطين، في إطار مشاركتها في الطبعة الـ 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا)، صورة مقربة عن تاريخ وثقافة وتراث الشعب الفلسطيني، مسلطا الضوء على صموده وتشبثه بالأرض وبمقومات هويته الأصيلة من خلال مجموعة متنوعة من الإصدارات في الأدب والدراسات والتراث والفكر.
ويشد جناح فلسطين الانتباه بهندسته البسيطة والمعبرة في آن واحد، إذ يتصدره العلم الوطني وخريطة فلسطين وكذا بورتريه للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبورتريه للرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس، وعلى أعلى باب مقوس علق أيضا مفتاح بحجم كبير قال بخصوصه مسؤول الجناح، سيف الدين الأسطل، لوأج، أنه “رمز لمفتاح العودة الذي يتشبث به الشعب الفلسطيني بكل غيرة وإصرار، لاسترجاع ما نهبه المحتل الصهيوني”.
وأضاف المتحدث أن القائمين على الجناح قد اختاروا تدعيم رمزية هذا الجناح بسلك شائك “تعبيرا عن الطريق الصعب والتضحيات التي يتحملها الفلسطينيون، كل يوم، في سبيل الحرية والنصر”.
ويؤكد السيد الأسطل أن مشاركة فلسطين في الطبعة الـ27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب هذه السنة “تحمل الكثير من المعاني والرمزية، وتتوافق مع شعار الصالون (نقرأ لننتصر)، حيث نحرص على توعية الزوار بجوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وبأننا أيضا في مسارنا النضالي نقتدي بالثورة الجزائرية التي تحتفي هذه السنة بالذكرى الـ 70 لاندلاعها”.
ويذيع الجناح أشعار الشاعر الكبير الفلسطيني الراحل محمود درويش، بصوته القوي النابع من القلب، باثا في الزوار الحماسة والفخر، ومعززا فيهم مشاعر المساندة والتضامن مع القضية الفلسطينية العادلة، في وقت تعيش فيه فلسطين، وقطاع غزة بالخصوص، عدوانا همجيا من طرف الكيان الصهيوني، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وتتزين رفوف هذا الجناح بالكثير من العناوين باللغة العربية، في الأدب والتراث والسياسة والتاريخ، والتي يتصفحها الزوار بتمعن واهتمام كبيرين، حسب ما لوحظ، ومن بين العناوين المعروضة “الأعمال الكاملة لمحمود درويش” و”الأعمال الروائية الكاملة لغريب عسقلاني”.
كما يقدم الجناح روايات صدرت حديثا، بين 2023 و2024، تعكس القضية الفلسطينية، على غرار “كم موتا يريدنا .. وصايا من الحرب الكونية على غزة” للكاتب الفلسطيني محمود عساف، وهي نصوص قصصية وشهادات لتجارب قاسية عاشها الفلسطينيون بسبب الحرب ضدهم من طرف المحتل الصهيوني، وروايتي “الأسير 1578″ و”الشهيدة” لمواطنه هيثم جابر اللتين تعكسان بدورهما التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني في سبيل استرجاع أرضه وحريته.
ومن جهة أخرى، يوفر أيضا الجناح الفلسطيني في “سيلا” للزوار فرصة الاطلاع على عدد من إصدارات وزارة الثقافة الفلسطينية على شاكلة “الحياة تحت الاحتلال في الضفة والقطاع”، و”الكفاح الفلسطيني .. مقالات”، و”تاريخ غزة”، و”قبل الشتات .. التاريخ المصور للشعب الفلسطيني 1876- 1948”.
ومن هذه الإصدارات أيضا “رسومات بيوت أعيان فلسطين في أواخر الفترة العثمانية 1856- 1917″، “موسوعة أعلام فلسطين”، “موسوعة الأمثال الشعبية الفلسطينية”، “شعب الجبارين .. مقالات في مسار العمل الفلسطيني”، وكذا كتاب بعنوان “فارس الحرية والمنفى”، وهو عبارة عن سيرة ذاتية للمناضل الفلسطيني البطل، حمزة يونس.
وتركز الطبعة الـ 27 ل “سيلا” على النضال الفلسطيني، مع برمجة العديد من الندوات حول تاريخ وأدب وتراث فلسطين، والعلاقات الجزائرية الفلسطينية، وعلى ما يجري حاليا أيضا في غزة من عدوان، من بينها ندوة “الجزائر فلسطين، التزام دائم”، والتي سلطت الضوء على الوجود الجزائري القديم في فلسطين ومشاركة الجزائريين في تحرير بيت المقدس من الاحتلال الصليبي.
وتتواصل فعاليات الطبعة ال27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب لغاية 16 نوفمبر الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري، بمشاركة 1007 ناشرين من 40 دولة، من بينهم 290 ناشرا جزائريا.