أبرز مشاركون في ملتقى علمي نظم، السبت بأدرار، بمناسبة شهر التراث (18 أبريل -18 ماي)، إسهامات الإمام الجزائري محمد بن عبد الكريم المغيلي (1425- 1504) في نشر تعاليم الدين الإسلامي في إفريقيا.
لدى إشرافه على افتتاح فعاليات الطبعة السادسة من هذا الملتقى الموسوم بـ”الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي والطريقة القادرية في الصحراء والسودان الغربي” بالمكتبة العمومية للمطالعة بأدرار، أوضح مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الدينية والزوايا والمدارس القرآنية، محمد حسوني، أن ”الشيخ العلامة الراحل يعد من الأعلام الجزائريين البارزين، نظرا لجهوده التنويرية والإصلاحية وإسهاماته في نشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة في إفريقيا”.
وأضاف المتحدث أن ”رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، كان من أوائل من اهتموا بإبراز مسيرته منذ أن كان واليا على أدرار في ثمانينيات القرن الماضي، وذلك بتنظيم ملتقى وطني حول الإمام المغيلي، ليعيد بعث الاهتمام بشخصية هذا العلامة من خلال ملتقى دولي سنة 2022″.
ونوه السيد حسوني بكون هذا اللقاء يعد تجسيدا لإحدى التوصيات المنبثقة عن ملتقى الجزائر الدولي حول الإمام المغيلي، والتي شملت أيضا طبع أشغال هذا الملتقى في كتاب جامع من ثلاثة أجزاء وزع على مختلف الهيئات داخل الوطن وجميع السفارات الجزائرية عبر العالم للتعريف بالدور العلمي والإصلاحي للشيخ الراحل.
من جانبه، أشار رئيس اللجنة العلمية للملتقى، البروفيسور عبد الله حاج أحمد، إلى أن ”الطرق الصوفية بالجزائر ذات بعد إقليمي واسع، بفضل ما قدمه أقطابها وأتباعها من جهود كبيرة في التربية والتعليم والدعوة”، لافتا إلى أن تأثيرها لم يقتصر على ذلك فحسب بل امتد ليشمل الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، نظرا – كما قال-“للمكانة المرموقة التي يحظون بها لدى الحكام والرعية في عموم إفريقيا”.
وأضاف المتدخل ذاته أن حاضرة توات بالجنوب الغربي كانت من أهم المعابر للطرق الصوفية نحوإفريقيا، على غرار الطريقة القادرية التي تعد من بين أبرز الطرق التي ربطت بين الجزائر والسودان الغربي في إفريقيا.
وتطرق المشاركون في الجلسات العلمية لهذا اللقاء الذي جرى تنظيمه تحت رعاية وزارة الثقافة والفنون بالتنسيق مع مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا بجامعة أدرار، لجملة من المحاور أطرها أساتذة جامعيون وباحثون، حول جهود الشيخ المغيلي وأعلام التصوف في نشر الإسلام والطريقة القادرية في عموم إفريقيا.
وأقيم على هامش اللقاء معرض لمختلف الكتب والمؤلفات والمطبوعات التي أبرزت المسيرة العلمية والإصلاحية للشيخ العلامة محمد بن عبد الكريم المغيلي في منطقة توات بالجنوب الغربي الجزائري ومنها إلى العمق الإفريقي.
