يساهم المتحف الولائي للمجاهد بالبليدة “جلول ملايكة” في الحفاظ على الذاكرة التاريخية والثورية للولاية من خلال تسجيل أكبر عدد من الشهادات الحية لمجاهدي المنطقة وجمع كل ما له صلة بالثورة التحريرية المظفرة من وثائق وكتب تاريخية وصور خاصة بالولاية التاريخية الرابعة.
ويسابق القائمون على هذه المنشأة التي افتتحت سنة 2016، الزمن من أجل تسجيل أكبر عدد من الشهادات الحية لمجاهدين لا يزالون على قيد الحياة ممن عايشوا ثورة التحرير الوطني وذلك حرصا منهم على توفير مادة حية للباحثين والطلبة وأيضا للأجيال الصاعدة، في مسعى للحفاظ على الذاكرة الجماعية للولاية من الضياع.
وقالت مديرة المتحف، نعيمة بلعرني، في حديث لـ وأج، عشية الذكرى الـ69 لاندلاع الثورة التحريرية، أن المتحف الولائي للمجاهد الموجود ببلدية أولاد يعيش، تمكن من تسجيل 35 ساعة و43 دقيقة من الشهادات الحية لمجاهدين من أبناء الولاية منذ افتتاحه.
وأوضحت السيدة بلعرني أنه تم استقاء الشهادات بالصوت والصورة من أفواه 55 مجاهدا توافدوا على هذه الهيئة للحديث عن مسارهم الثوري والنضالي إلى جانب إماطة اللثام عن العديد من الأحداث التاريخية المحلية على غرار معركة 17 سبتمبر 1956 بأولاد يعيش، وأخرى لتخليد بطولات الشهداء الأبرار والقادة الذين تعاملوا معهم وكذا مختلف الأحداث التي عايشوها خلال الثورة التحريرية المجيدة.
وأضافت أن الشهادات المسجلة بوتيرة متسارعة خلال السنتين الأخيرتين، ساهمت في تعزيز سجل الشهادات التاريخية بالمتحف قصد وضعها تحت تصرف الطلبة والأساتذة الجامعيين والباحثين المهتمين بتاريخ الثورة.
وبالمناسبة، أكدت أن أبواب المتحف مفتوحة أمام كل المجاهدين الراغبين في توثيق كفاحهم خاصة وأن ولاية البليدة التي كانت مقرا للولاية التاريخية الرابعة، عرفت تعاقب العديد من قادة الثورة.
محاضرات وملتقيات لحفظ الذاكرة التاريخية
وعلاوة على توثيق التسجيلات والشهادات التاريخية، يوفر المتحف لتلاميذ المدارس وطلبة المعاهد التكوينية والجامعات الذين يتوافدون عليه بصورة يومية لانجاز بحوثهم حول الثورة التحريرية، كتبا ووثائق تاريخية تؤرخ لأحداث ومحطات شهدتها المنطقة والولاية التاريخية الرابعة.
واستدلت السيدة بلعرني بكتاب “أشاوس الفدا” لصاحبته الكاتبة حمدة زهيدة الذي تعززت به مؤخرا رفوف مكتبة المتحف، والذي يضم في طياته الكثير من الشهادات التاريخية.
وسعيا من القائمين على المتحف على تأطير جيد لجيل المستقبل المتوافد على هذه المنشأة التي تتوفر على مكتبة تضم أكثر من 350 عنوانا معظمها من إصدارات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة اول نوفمبر واخرى لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، تعكف هذه الأيام إدارة المتحف على انشاء نادي تاريخي للأطفال سيتم افتتاحه بمناسبة احياء الذكرى ال69 لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة، إستنادا للسيدة بلعرني.
وقالت في هذا الصدد، أنه “في إطار التكفل الجيد بأبنائنا من التلاميذ والطلبة وعناصر الكشافة الاسلامية الجزائرية، يجري حاليا التحضير لافتتاح أول نادي بالمتحف سيخصص للأطفال وذلك في مسعى لتحبيبهم التاريخ والذاكرة التاريخية ومساعدتهم على انجاز بحوثهم”.
ويضم المتحف عدة أجنحة للمقاومة الشعبية وأخرى لتحف قيمة تتمثل في 80 قطعة لمواد حربية (نماذج اسلحة وبقايا قذائف وخوذ وألبسة عسكرية وغيرها)، كما يعتبر فضاء لإحياء مختلف الاحداث والمناسبات التاريخية لغرس مبادئ الثورة وتعزيزها في وجدان النشء.