2393 هو عدد المتوفين بكورونا في بلادنا، وهو فيروس لم يجرؤ أحد، في العالم، على تصنيف ما يفعلُه بالبشرية، وفيها بـ»الحرب»، مع أن تعريف الحرب يبدأ من حصيلة موتى لا تقل عن ألف ضحية (نسمة)، مثلما هو شائع في مراجع العقول التي تبحث في تفاصيل الحاضر، والماضي، وتتوقع سيناريوهات للمستقبل..
يبدو أن ما يحدث منذُ شاعت مصطلحات «الحروب البكتريولوجية»، التي تطورت بشكل مريع منذ الحرب العالمية الثانية، يدفع نحو تساؤلات، ليست من قبيل التساؤلات المؤامراتية، التي درجت بعض النخب على الترويج لها، متى لم تجد إجابات مقنعة لما تراه بعين الدين أو الإيديولوجيا.. مثل هل فيروس سارس وكوفيد، وما بينهما، من سلسلة جينية، معدلة أو تغيرت في ظروف ما، حتّمت عليها التأقلم مع المضادات الحيوية والمحيط البيئي والبكتريولوجي، هو فيروس متحوّل، أم نتيجة خطأ ما في مكان ما، أوجد «حروب مخابر» لمن يتحكم في لقاح، وينشره، وبالتالي يتحكم في «سوق صحية» بحجم الكرة الأرضية، دفعة واحدة؟
وبعيدا عن السؤال وتداعياته، الواقع يشير إلى وجود «حرب إعلامية»، و»حرب لقاحية» وحرب مضادة لكل الأخبار التي تصدر في «الشرق الأقصى»، ويشكك فيها الغرب، والعكس صحيح. على ماذا يؤشر هذا في الاتجاه العام، الذي تُوضعُ فيه أرقام كورونا وضحاياها، من الذين ماتوا، أو يصارعون المرض والوباء، معا، أو الذين صنفوا في خانة «متعافين»، وكل الدراسات ترشّحهم للنوم في سرير كوفيد-19، مرة أخرى، متى عاد الفيروس بـ»صيغة» أخرى..؟
هل ما تفعلُه الدول على حدة، في مواجهة الوباء والفيروس، ليس حربا، ما دام فيها مواجهة وضحايا تتجاوز الألف والألفين والمليون، وتصر الأدبيات السياسية بالأخص على وصله بخانة «مكافحة»، ولماذا تبتعد المخابر المنتجة للقاحات والمضادات الحيوية عن كل ما له علاقة بتصنيف الفيروس التاجي في مربع «حروب القرن الواحد والعشرين»..؟
السؤال يبقى مفتوحا على ما يرشح من حروب الجوسسة العلمية والاقتصادية، وما يليها من «من يملك التكنولوجيا يصنع المستقبل»..