استنكرت جبهة البوليساريو، إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، مدينة العيون المحتلة، ضمن لائحة شبكتها العالمية، داعية إلى احترام الشرعية الدولية والالتزام بمواقف وقرارات الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة، حسبما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (وأص)، اليوم الخميس.
ونقلت الوكالة عن بيان لممثل جبهة البوليساريو، لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، أكد فيه أن الجبهة ” تستنكر بشدة هذه الخطوة الاستفزازية وندعو منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، المسؤولة المباشرة عن شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتصحيح هذا الخطأ غير المبرر من أجل الحفاظ على مصداقيتها وحيادها والامتثال التام لموقف وقرارات الأمم المتحدة وأجهزتها ذات الصلة، فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية”.
كما طالب الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها الكاملة تجاه إقليم الصحراء الغربية، والحفاظ على سلامته الإقليمية كإقليم مدرج على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة كأحد الأقاليم السبعة عشر الخاضعة لعملية تصفية الاستعمار منها.
وأكد في هذا الصدد، على أن ” إدراج اسم مدينة العيون المحتلة في لائحة شبكة اليونيسكو العالمية، وبطلب من دولة الاحتلال المغربي، هو أمر لاغٍ وباطل ولا يترتب عنه أي أثر قانوني بحكم أن المغرب لا يمارس أي سيادة على الجزء المحتل من الجمهورية الصحراوية”.
ويشدد الدبلوماسي الصحراوي، على أن ” هذه الخطوة إنما تهدف إلى تضليل منظمة اليونسكو وتوريطها في مهزلة جديدة تضاف إلى مهازل دولة الاحتلال المغربي الأخرى” على غرار” قيامها بفتح ما يسمى بقنصليات وتنظيم بعض المهرجانات الفلكلورية والأحداث الرياضية في الجزء المحتل من تراب الجمهورية الصحراوية”.
و”بعد فشلها في تشريع وفرض احتلاها العسكري غير القانوني لجزء من ترابنا الوطني”، يضيف سيدي محمد عمار، “ها هي دولة الاحتلال المغربي، تلجأ الآن خفية إلى مثل هذه الأعمال اللصوصية التي سيكون مآلها الفشل”.
ويذكّر بالمناسبة، بأن هذه الخطوة تأتي ” في وقت ينصب فيه اهتمام العالم برمته على مواجهة التحديات التي فرضها انتشار جائحة كورونا” ، وذلك في محاولة لإيهام الرأي العام الداخلي بـ”الانتصارات” الوهمية لدبلوماسيتها، وتحويل الأنظار عن الأزمة الهيكلية العميقة التي يعيشها النظام الملكي المغربي”.
وفي الختام، يجدد ممثل جبهة البوليساريو – الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي – التأكيد على أنه “مهما تنوعت وتلونت مناورات نظام الاحتلال المغربي ومهما تمادى في صلفه، فإن الشعب الصحراوي ماض في مسيرته التحريرية، وكله عزيمة وصمود للدفاع عن حقوقه المقدسة بكل الوسائل المشروعة، حتى تحقيق الاستقلال التام وفرض السيادة على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.
وكانت بعض وسائل الإعلام قد تناقلت أمس الأربعاء، خبر إعلان معهد التعلم مدى الحياة (UIL) التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن انضمام 55 مدينة تمثل أكثر من عشرين دولة إلى شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، بما فيها مدنية العيون في الجزء من الجمهورية العربية الصحراوية الواقع تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي.
للتذكير فإن الصحراء الغربية مدرجة منذ سنة 1966 ضمن قائمة الأقاليم غير المستقلة وبالتالي فهي معنية بتطبيق اللائحة رقم 1514 الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنص على منح الاستقلال للبلدان و الشعوب المستعمرة و تعد آخر مستعمرة في إفريقيا يحتلها المغرب منذ سنة 1975.
